المواطن والحكومة ويوم الخميس

المواطن والحكومة ويوم الخميسبهاء زيتون

الرأى31-3-2024 | 18:08

مفارقة عجيبة أنه ارتبط "يوم الخميس" بصدور قرارات الحكومة لرفع الأسعار.. وكان آخرها قرار زيادة أسعار البنزين بمختلف أنواعه والسولار وأنبوبة البوتاجاز.. مما جعل المصريين يكرهون "يوم الخميس" ويلعنون "سنسفيله".

ولدرجة أن بعضهم طالب "مازحا" على مواقع التواصل الاجتماعى بإلغاء "يوم الخميس" من أيام الأسبوع .. والبعض الآخر أطلق على أيام الأسبوع (سبت، حد، إثنين، ثلاثاء، أربعاء، خازوق، جمعة)، أى أنهم أطلقوا على يوم الخميس "خازوق).

وأصبح المصريون يضعون أيديهم على قلوبهم كل "يوم خميس" خوفًا من أن يفاجئوا بارتفاع جديد فى الأسعار لأى شىء.. فالعملية "مش ناقصة".

والحقيقة إذا كان المواطن المصري معذورًا فى تخوفه من "يوم الخميس" بعد أن عصفت به الأسعار بميزانياته من مصاريف الدروس الخصوصية، والكهرباء والمياه والغاز والمواصلات وكروت شحن المحمول والأكل والشرب.. فإن الحكومة هى الأخرى معذورة فى ظل مواجهة ارتفاعات الأسعار العالمية والأحداث التى تحيط بنا من كل جانب والتى أثرت على عائد قناة السويس وتقلب سعر الدولار .. وبرامج الإصلاح الصعبة التى بدأتها الحكومة للنهوض بالاقتصاد المصرى الذى كان قد تعرض للانهيار تمامًا بعد ثورة الخراب (يناير) 2011 وحكم الإخوان.. وأصبح ليس أمام الحكومة أى حلول أخرى إلا هذا العلاج الصعب والمُر.

وهى معادلة صعبة.. وليس أمامنا بديل إلا أن نصبر ونغلب العقل حتى نجتاز هذه المرحلة (بالطول والعرض) وخاصة أن هناك العديد من المشروعات الواعدة والمبشرة بدأتها مصر مثل مشروع صفقة "رأس الحكمة" الذى ضخ – لوحده – 35 مليار دولار مرة واحدة إلى خزانة الدولة، فضلاً عن بعض المشروعات الإنتاجية الأخرى مثل مدينة الذهب والجلود وغيرهما.

وما يطمئننا هى تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي أثناء زيارته الأخيرة لكلية الشرطة، وكذلك تصريحات المسئولين المحليين بأن الاقتصاد المصرى فى طريقه للتعافى.. وفى طريقه الطبيعى لرفع نسبة النمو، وكذلك التقارير الدولية، وكان آخرها التقريران المهمان لصندوق النقد الدولى وأيضا البنك الدولى اللذان يؤكدان تقدم عملية الإصلاح الاقتصادى فى مصر.. وأنها فى طريقها الصحيح لتحقيق الاستقرار النقدى والمالى وجذب المستثمرين والتراجع التدريجى للسوق الموازية.. وكلها أمور ستساعد على ضبط الأوضاع المالية.

وهى علامات وإشارات تجعلنا أن نضع فى بطننا "بطيخة صيفى" ولا نخاف من "يوم الخميس".. وأن ما حدث فى أيام الخميس من قرارات لرفع الأسعار ما هى إلا ظروف استثنائية عارضة فى طريقها للزوال إن شاء الله.. وليعود لنا يوم الخميس الذى يسبق يوم عطلة الأسبوع، يومًا ينتظره المصريون كما كان فى الماضى.. ويطلقون اسمه على أبنائهم مرة أخرى.

أضف تعليق