أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاستمرار في تنفيذ إجراءات لإصلاح المسار الاقتصادي، لمصر؛ قائمة على توطين الصناعة والتوسع في الرقعة الزراعية، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ودعم القطاع الخاص مع توفير إجراءات الحماية الاجتماعية اللازمة للطبقات الأولى بالرعاية.
وتعهد الرئيس السيسي - خلال إفطار الأسرة المصرية، الذي أقيم فندق الماسة بمدينة نصر اليوم السبت، بحضور واسع لمختلف أطياف المجتمع المصري - بدعم حالة الانفتاح والإصلاح السياسي، التي بدأت منذ إطلاق دعوة الحوار الوطني في أبريل 2022، والتي دعم الرئيس مخرجاتها الأولى، موجها الحكومة ومؤسسات الدولة برعايتها وتنفيذها مع الاستمرار فى دعم الشباب وتمكين المرأة، على مختلف الأصعدة: السياسية والاقتصادية والمجتمعية.
وشدد الرئيس السيسي على وضع قضية بناء الإنسان المصري، على رأس أولويات العمل الوطني؛ وفي الصدارة منها: توفير الحياة الكريمة اللازمة له، وسبل جودة الحياة بشكل عام من خلال توفير بيئة التعليم الجيد، والخدمات الصحية اللائقة، والسكن الكريم.
كما أكد الرئيس، الاستمرار في سياسات الاتزان الاستراتيجي، التي تنتهجها الدولة المصرية، تجاه القضايا الدولية والإقليمية والتي تحددها محددات وطنية واضحة، في مقدمتها: مراعاة أبعاد الأمن القومي المصري، والسعي لإقرار السلام الشامل القائم على العدل، ودعم مؤسسات الدول الوطنية، واحترام إرادة الشعوب.
واستهل الرئيس السيسي كلمته بإلإعراب عن عظيم الامتنان والسعادة البالغة بتواجده وسط "الأسرة المصرية" التي أعرب عن اعتزازه بها وبالانتماء إليها، "تلك الأسرة التي تجمعنا في وطننا الغالي مصر، وتعبر عن أمتنا العظيمة"، مشددا على أن الأمة المصرية العريقة، بدأت التاريخ وصنعت الحضارة، وبقيت رمزا للخير والسلام والقوة.
وجدد الرئيس السيسي - أمام مختلف أطياف المجتمع المصري - الوعد، في مستهل فترة رئاسية جديدة، بعد أن جدد الشعب والرئيس السيسي، الثقة والعهد بينهما، عبر استحقاق انتخابي؛ شهد العالم بنزاهته، ومظهره المشرف.
وقال الرئيس إن "الميثاق والعهد بيننا؛ قائم على الصدق والتجرد في النوايا، والعمل بتفان، والاجتهاد لأقصى قدر ممكن؛ نبتغي وجه الله - سبحانه وتعالى - ونسعى لأن تكون مصر في صدارة الأمم لا نلتفت لمن يسعى لتشويه الحقائق، ولا لمتربصي إراقة الدماء والقتل وعلى الرغم من جسامة التحديات، التي واجهناها على مدار عقد من الزمان.. إلا أن إرادة المصريين علت عما سواها؛ ونفذت إرادتهم وأحلامهم المشروعة في بناء دولة ديمقراطية، أساسها العلم والعمل؛ وتسعى نحو السلام والتنمية وفي سبيل تحقيق ذلك؛ دفعت أمتنا ضريبة الدم وقدمت التضحيات الغالية".
ولفت الرئيس السيسي إلى أنه في الوقت الذي كانت الدولة فيه تواجه الإرهاب وغدره، بصدور رجالها في الجيش والشرطة؛ كانت سواعد أبناء مصر تشق الصخر؛ كي يعلو البنيان في كل ربوع الوطن، وتوحدت القلوب تحت ظل راية مصر، ولم تفرق بين رجل وامرأة، أو مسلم ومسيحي، أو عامل وفلاح وخلصت النوايا من أجل تحقيق النصر المبين، في معركتي البقاء والبناء.
وأشار إلى أن الشعب المصري كان هو البطل والمعلم، الذى تحمل الصعاب وواجه التحديات، موجها في الوقت ذاته كل تقدير وامتنان لكل أم مصرية، وزوجة وابنة، قدمت الأب والأخ والزوج والابن شهيدا؛ كي تهب للمصريين الأمان والوطن، وتحية اعتزاز لرجال القوات المسلحة المصرية، والشرطة المدنية، الذين وهبوا لمصر الأمن والأمان، وتحية لكل علماء مصر ومعلميها، وعمالها وفلاحيها، ومثقفيها وإعلامييها، كل في موقعه كان بطلا من أبطال هذا العقد الفريد من عمر الوطن.
وقال الرئيس السيسي - موجها حديثه إلى شعب مصر العظيم - "بالأمس القريب، أديت اليمين الدستورية؛ معاهدا الكل على رعاية مصالح الشعب، ومحافظا على سلامة أراضيه واليوم أعاهد الله، بأن أستمر في السعي والاجتهاد؛ من أجل رفعة وعزة مصر، وتوفير الحياة الكريمة لشعبها، والحفاظ على أمنها القومي واستقلالها وريادتها الإقليمية ودورها الدولي.
وأوضح الرئيس السيسي أن قصة الأمة المصرية - على مدار عشر سنوات - ستكتب بحروف المجد والفخر، في السجل الوطني، وتظل أحلام المصريين فى وطن يليق بتضحياتهم وتاريخهم، هي البوصلة التي توجهها إلى السبيل؛ نحو تحقيق الهدف المنشود وستبقى مصر - بإذن الله - عزيزة أبية؛ وطنا عظيما، يتسع لكل المصريين؛ فمصر الوطن الذى يسكن فينا، قبل أن نسكن فيه ومن أجله نردد معا وبالله العظيم: تحيا مصر، تحيا مصر، تحيا مصر.
وفي كلمة مرتجلة أمام ضيوف حفل إفطار الأسرة المصرية، قال الرئيس السيسي إن الحوار الوطني جرى إطلاقه في أبريل 2022، "وتسلمت اليوم مخرجات بتوصيات ومقترحات، تتعدى 90 توصية ومقترحا، من الدكتور ضياء رشوان، المنسق العام للحوار الوطني".
ووجه الرئيس السيسي حديثه - إلى الحوار الوطني - معربا عن شكره على ما جرى إنجازه حتى الآن، مشيرا إلى الحاجة لاستمرار حالة الحوار والنقاش والتواصل في مختلف الموضوعات، "بكل سعة صدر"، وقال "عند متابعتي للحوار خلال الأشهر الماضية؛ وجدت أننا لدينا فرصا كبيرة، في ضوء التواصل بشكل أفضل واستيعاب بعضنا البعض"، مشددا على ضرورة الاستمرار في تحقيق هذه النتائج "الرائعة" والبناء عليها أكثر؛ والتحدث في مختلف القضايا.
ولفت الرئيس إلى أنه "عندما نتواصل ونتحدث ليس شرطا أن نتفق، لكن من الممكن أن تختلف الآراء، ويتبقى التطبيق العملي"، مشددا في هذا السياق، على الدور المهم للمسئولين في الدولة، في إطار عرض ما يمتلكونه من بيانات وحقائق "قد لا تكون متوفرة أثناء النقاش مع كل من يقوم بالحوار"، مؤكدا ضرورة الاستمرار في الحوار.
وقال الرئيس إنه جرى الحديث في سبعة محاور، وخلال العامين الماضين، تم التطرق إلى موضوعات كثيرة منها: الاقتصادي والمجتمعي والإنساني والثقافي والديني، غير أنه ثمة تحديات طفت على السطح - خلال الستة أشهر الماضية - لاسيما وأن مصر تمر عبر مرحلة تشهد تطورا كبيرا يمس المنطقة كلها، وهي تحتاج إلى الحديث "مع بعضنا البعض أكثر"، لمجابهة أي تحد خارجي والتعامل معه وتجاوز مخاطره بالرأي العام.
وحث الرئيس السيسي - في هذا السياق - على أهمية وعي المواطن البسيط وشرائح المجتمع بما تمر به المنطقة وكذلك الإقليم والعالم من تطورات سيكون لها تأثير؛ ما يصنع "كتلة صلبة وصامدة وداعمة" للدولة؛ تمكنها من مجابهة أي تحد أو أية مخاطر.
وبين الرئيس أن أمورا كثيرة اتضحت - منذ 7 أكتوبر عام 2023 حتى الآن - ما يظهر الحاجة إلى الاستمرار في الحوار، وتناول الموضوعات التي لها تأثير كبير على حياة المصريين، على غرار القضايا الاقتصادية، وهي بحاجة إلى مزيد من الوقت والنقاش.
وأكد الرئيس السيسي أنه اعتاد الصراحة والشفافية مع الشعب المصري، طوال فترة رئاسته؛ وهو النهج الذي تعهد الرئيس على استمرار اتباعه خلال الفترة الرئاسية الجديدة، لاسيما وأن المواطن المصري البسيط "واع" ويستطيع تدارك الأمور، وقال "لا يوجد داع لإخفاء أمور تهمه".
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة مشاركة جميع أطياف المجتمع في الحوار الوطني؛ للوصول لتوافق حول العديد من الأزمات التي تواجه البلاد.
ونوه بالدور الكبير الذي قامت به المرأة المصرية خلال الفترة التي شهدت مصر فيها آفة الإرهاب، حيث إن المرأة دعمت الدولة وقدمت الابن والزوج؛ للتضحية من أجل حفظ أمن مصر.
وأكد الرئيس أنه لولا دعم الشعب له؛ لما تجاوزت مصر الصعاب، وقال: لا يوجد مسئول قوي إلا بشعب واثق فيه؛ وحال تخلي الشعب عنه فلا داع لبقائه في المنصب.
وأضاف الرئيس السيسي إن الدولة حققت - خلال السنوات الماضية - الكثير من الإنجازات في عملية البقاء والبناء والمحافظة على الدولة، وعملت - على الأرض - من أجل بناء دولة جديدة تليق بالمصريين.
وشدد الرئيس السيسي، على مسئولية الدولة والشعب، معا؛ في بناء وصياغة الشخصية المصرية خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أهمية وجدية الدولة في توفير "التعليم الجيد والتأمين الصحي الشامل".