بين العادات والتقاليد والظروف القاسية..هكذا كانت فلسطين تحتفل برمضان

بين العادات والتقاليد والظروف القاسية..هكذا كانت فلسطين تحتفل برمضانبين العادات والتقاليد والظروف القاسية..هكذا كانت فلسطين تحتفل برمضان

عرب وعالم6-4-2024 | 23:11

رغم قسوة الاحتلال الإسرائيلي ووحشيته التى ليس لها مثيل فى العالم أجمع فقد تخطى حدود الإنسانية والأخلاقية وأصبح بمثابة الوحش الكاسر الذى يعيش فى غابة ولا يرى سوى نفسه فى هذا الكون بوحشيته وغطرسته وجبروته الذى لم نرى مثلها الا فى الحروب النازية وحروب التتار والمغول والصليبيين ولكن مع كل هذه الوحشية فأننا نجد الشعب الفلسطيني مازال صامدا جسورا قويا بإيمانه بقضيته وحريته وأنه منتصرا مهما طال الاحتلال فكم من قوة غاشمة ذهبت أدراج الرياح وإيمانه بالله والسلامه جعله يتحمل كل ما يعانيه من سنوات كثيرة فإن الاحتلال منذ عام 1984مازال على ظلمه وقسوته ووحشيته من أجل استسلام هذا الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من كل هذه الوحشية إلا ان هذا الشعب الجسور يحرص كل الحرص على تمسكه بكل مظاهر الاحتفال ب شهر رمضان المبارك

ولهم طقوس خاصة بهم وتحدثنا أميرة الحاج سيدة فلسطينية، وعن اهم العادات والتقاليد الفلسطينية لإستقبال شهر رمضان وتقول أن أجواء رمضان تبدأ من يوم ٢٥ شعبان وتبدأ بالتحضير المنزلي والعائلي وذلك بتحضير الأماكن الخاصة بالإفطار وهي من أهم الطقوس في رمضان، فنعمل على تخصيص أكبر مساحة حتى تتسع كل أفراد العائلة وذلك لروحانيات هذا الشهر الفضيل الذي يتجمع فيه كل فرد من أفراد العائلة كاملاً .

وأضافت ان بعد ذلك يتم تجهيز المؤونة ثم يتم تعليق زينة رمضان التي تتكون من فوانيس وأنوار، وعن ليلة رمضان تقول أميرة، ان يوم المتمم من شهر شعبان وبعد صلاة المغرب تترقب كل العائلة اعلان هلال رمضان وبعد الإعلان يفرح الجميع الصغير والكبير ولكن الأخص الأطفال الذين نرى في أعينهم الفرحة والسرور، ورميهم للألعاب النارية في السماء ثم نرى امتلاء المساجد في صلاة التروايح وكل هذا تعظيما وإجلالا للشهر الفضيل

وعن السحور تقول ان معظمنا من السيدات والشباب والرجال والأطفال نظل مستيقظين بعد تناول وجبة السحور التى نتناول بها كل طيب من مشتقات الألبان والحلاوة ونظل حتى صلاة الفجر ثم نذهب للنوم بعد ذلك ونستيقظ عند صلاة الضحى على الساعة ٨ صباحا ويبدأ الدوام اليومي من ( مدارس ، جامعات، موظفين ، عمال ) وتكون ساعات الدوام متأخرة وأقل من باقي شهور السنة

( تحضير المنزل منذ الصباح )

و تقول الحاجة آميرة ان النساء والامهات يقومن بتحضير المنزل وترتيبه وتحضيره

وبعد صلاة الظهر وحتى صلاة العصر يقرأون القرآن الكريم، أما الأطفال بعد عودتهم من المدارس بعضهم يذهب للنوم وآخرين يتلون القرآن وهناك من يشاهد التلفاز ويتابع البرامج التلفزيونية الدينية وكل ذلك بعد قضاء واجبتهم الدينية من الصلاة

( بعد صلاة العصر )

وتتابع: ان بعد إتمام صلاة العصر تقوم الامهات والسيدات بأعداد الطعام والحلويات والأطباق الرئيسية هي الشوربة ، الارز وكل يوم يجب تقديم طعام متوازن وصحي وأصعب ما يمر علينا هو صيام الأطفال دون ال ١٢ عاما وذلك لعدم انقضاء الوقت معهم وتكرار سؤال كم تبقى من الوقت لكي نأكل

( وجبة الافطار )

و تقول انه وعند التذكير بموعد الآذآن قراءة القرآن قبل الأذان، ثم نقوم بتجهيز المائدة ووضع الطعام ونبدأ الإفطار بالدعاء ثم تناول التمر مع الحليب او الماءثم تناول الشراب المفضل الخروب ومشروب السوس ( العرقسوس)، وبعد الإفطار نقدم القهوة مع الحلى ( البسبوسة ، الهريسة ، القطايف)، وبعد ذلك يتم التحضير لصلاة العشاء والتراويح ، وبعد ذلك نجتمع ونتساهر ونتسامر حتى السحور

وتقول فاطمة الحاج امرأة فلسطينية ولدت في غزة ان رمضان شهر الخير والتسامح وشهر الزكاة حيث يتفقد الناس بعضهم البعض ولا ينسون الفقراء والمساكين والمحتاجين، وتضيف الحاجة فاطمة أن بعد الأسبوع الأول من شهر رمضان( الأسبوع الثاني ) تبدأ الولائم والعزومات وهي من طقوس شهر رمضان حيث يتم لم شمل العائلة من آباء وأبناء وأمهات واحفاد وأبناء الأحفاد

وتقول ان ( الأسبوع الثالث ) نبدأ في تحضير كحك العيد أما ( الأسبوع الرابع ) فهو إسبوع ترقب ليلة القدر حيث الدعاء وإجابته، ومن العرف القديم ان ليلة القدر هي ليلة السابع والعشرين من رمضان يحيي المصلين هذه الليلة في المساجد وحتى بزوغ شمس يوم ال ٢٧ ونحييها بالصلاة والدعاء والتسابيح وقراءة القرآن

التوحيش

وتقول الحاجة فاطمة الحاج الفلسطينية ان من العادات التي كادت ان تختفي وتنقرض بسبب وفاة اجيال سابقة هي عادة ( التوحيش) وتبدأ من العشر الأواخر في رمضان "لا أوحش الله منك يا شهر الصوم " كما يتم التسوق لشراء ملابس العيد وتجهيز الكحك و حلوى العيد وذلك لاستقبال العيد وضيوفه وزواره

تاريخ الأحتفال

ويقول أستاذ التاريخ مجدي أحمد أن التقاليد الإسلامية لا تتغير بين الشعوب لكن العادات الإجتماعية والثقافية تختلف من دولة إلى أخرى رغم تقاربها في المناسبة الدينية، إلا أن هناك بعض البلدان لها تميزها الخاص، في شهر رمضان

ويضيف أستاذ التاريخ إنه عندما نذكر رمضان في فلسطين لا نغفل أبدا الأوضاع الأمنية والسياسية فنفرح لفرحة أبنائها ونحزن لحزنهم، وتكون مدينة القدس الوجهة التي تتوق إليها كل النفوس، ورغم أنه من الصعب الوصول إلى المسجد الأقصى للفلسطينيين القادمين من خارج المدينة أمام الحواجز العسكرية الصهيونية إلا أن محاولات الفلسطينيين لا تتوقف لتطأ أرجلهم المدينة المقدسة المعزولة.

وأوضح مجدي إن الشعب الفلسطيني مازال يحتفظ بالعادات والتقاليد والمظاهر الثقافية والإجتماعية الخاصة به بعد أن توارثتها الأجيال وتمسك بها الأبناء والأحفاد حتى اليوم لتبقى خالدة في الذاكرة والتاريخ.

وأشار أستاذ التاريخ إلى أن فلسطين تعمل بمبدأ وحدة المطالع في تحديد دخول شهر رمضان، وهو ثبوت رؤية الهلال في فلسطين أو في البلدان المجاورة لها، وبعد تحديد اليوم الأول تعلن المساجد الصيام عن طريق رفع الأدعية والابتهالات، وترى الفوانيس في كل مكان وقد خرج بها الأطفال في واحدة من التقاليد التي لا تزال تدخل بهجتها على القلوب إلى اليوم.

وأضاف أستاذ التاريخ إنه ما زال المسحراتي يجوب الكثير من شوارع المدن والقرى الفلسطينية، يشدو بصوته الصباحي الصداح بالأناشيد الرمضانية والأذكار، ويرافقه الطبل الذي ينقر عليه بقوة، وهو ما يجعلك تشعر بجمال وقيمة رمضان بعباداته الدينية وعاداته الإجتماعية.

ويستطرد قائلا إن الطعام الفلسطيني يتميز خلال شهر رمضان بأصناف معينة يفضلها الفلسطينيون وتختلف أحيانا من منطقة إلى أخرى، ولكن الإتفاق يكون شبه تام حول المقلوبة والسماقية والمفتول في غزة، وحول المسخن والمنسف في الضفة الغربية، كما لا تغيب المتبلات والمخللات والسلطات عن المائدة الفلسطينية.

وبدون أدنى شك تتربع القطايف على مائدة الحلويات وتبقى التمور هي فاتحة وبركة الخير لكل إفطار.

وأضاف مجدي أحمد أستاذ التاريخ أن المشروبات التي إعتاد عليها الفلسطينيون في هذا الشهر شراب الخروب الذي لا تخلو موائد البيوت منه، كما لا يتوانى الباعة عن تقديمه في الأسواق والساحات العامة مع مشروبات أخرى مثل الكركدية وقمر الدين وعرق السوس ومختلف العصائر.

وأشار أستاذ التاريخ مجدي أحمد أن هناك أمر جميل ولافت للإنتباه بين العائلات الفلسطينية التي ما تزال تحافظ على الجيرة الحسنة، فتبادل الإفطار لا يغيب بين الأسر والجيران، وهي المناسبة التي تجعل ربات البيوت يتفنن في إعداد الأكلات للتباهي بها

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2