تصفية حسابات على الأرض السورية

تصفية حسابات على الأرض السوريةسوسن أبو حسين

الرأى13-4-2024 | 13:49

إن حادث استهداف القنصلية الإيرانية فى سوريا يدشن مرحلة جديدة من الصراع بين طهران و تل أبيب ، والذى يظل محكوماً بسياسة الفعل ورد الفعل، دون خروج الأمور عن السيطرة؛ لأن ذلك ليس فى صالح أى من الطرفين. وهذا لا يمنع من وجود مخاوف أن تؤدى تلك الهجمات إلى انفلات غير محسوب لهذا الصراع، وبما ينعكس سلباً على الوضع فى الإقليم. وأرى أن الاستهداف المتكرر على الأراضى السورية سلاح ذو وجهين الأول إضعاف إيران والثانى النيل من أمن واستقرار دولة كانت من دول المواجهة مع إسرائيل وبما يؤثر على علاقاتها مع طهران.

ووفق الأبحاث التى رصدتها بعض الدراسات والدوائر المهتمة فى عدة تقارير لها بأن غارة جوية إسرائيلية، بطائرات «اف - 35»، استهدفت بالصواريخ مقر القنصلية الإيرانية ومنزل السفير الإيرانى فى حى المزة بالعاصمة السورية دمشق، وأضافت أن الاستهداف أسفر عن تدمير مبنى القنصلية ومنزل السفير بالكامل، ومقتل كل من كان بداخلهما. وقدّرت بعض وسائل الإعلام عدد القتلى بـ 11 شخصاً، هم ثمانية إيرانيين وسوريان ولبنانى واحد، وأن جميعهم عسكريون، بالإضافة إلى إصابة آخرين.

ومن جانبه، أعلن الحرس الثورى الإيراني، فى بيان، تعليقاً على هذا الحادث، مقتل اثنين من قادته وهما: محمد رضا زاهدى ومحمد هادى حاجى رحيمى، وخمسة من مرافقيهم من الضباط. صحيح أن القتلى الذين أسفر عنهم الهجوم الأخير، هم قادة فى الحرس الثورى الإيراني، إلا أن ذلك لا ينفى صحة أن المكان المستهدف هو مقر دبلوماسى، وإلا فكان الأولى أن يتم انتظار خروج تلك الشخصيات، واغتيالهم فى مقار سكنهم أو فى سياراتهم، كما حدث من قبل.

ويؤكد الهجوم على القنصلية الإيرانية الاستمرار فى استهداف قادة الحرس الثوري، سواء وجدوا فى مقرات سرية أم مقار دبلوماسية.

وعلى الرغم من إدانة وزارة الخارجية السورية للحادث، ووصف الوزير فيصل المقداد، الهجوم بـ «الإرهابى»، من داخل السفارة الإيرانية فى دمشق؛ بل وتصدى الدفاعات الجوية السورية لبعض الغارات التى استهدفت مبنى القنصلية، يمكن الإشارة إلى أبرز السيناريوهات التى قد تترتب على حادث استهداف مقر القنصلية الإيرانية فى دمشق، التصعيد من خلال الوكلاء: ربما يكون هذا هو السيناريو المفضل لدى إيران، على الأقل فى الوقت الحالي؛ إذ قد تدفع طهران حزب الله اللبنانى إلى إطلاق مزيد من الصواريخ على أهداف إسرائيلية، وتشجع الحوثيين على المُضى قُدماً فى استهداف السفن الإسرائيلية والأمريكية، إلى جانب، حث وكلائها فى العراق و سوريا على مهاجمة الأهداف الإسرائيلية والأمريكية. وقد بدأت إرهاصات هذا السيناريو فعلياً والأكثر من ذلك أن تل أبيب بدأت فى إخلاء سفاراتها على مستوى العالم من موظفيها المهمين تخوفا من رد إيران لتغيير قواعد اللعبة.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2