عاطف عبد الغنى يكتب : كوكاكولا وهامبورجر.. ونفط! «1-2»

عاطف عبد الغنى يكتب : كوكاكولا وهامبورجر.. ونفط! «1-2»عاطف عبد الغنى يكتب : كوكاكولا وهامبورجر.. ونفط! «1-2»

* عاجل27-10-2018 | 13:43

إذا امتزجت الكوكاكولا والهامبورجر بالنفط لابد أن تنتج النظام القطرى الحالى.
والنظام القطرى يضع الدشداشة على رأس محشوة بأفكار هؤلاء الذين أسماهم مايكل مور «رجال بيض أغبياء»، هؤلاء هم الرجال الذين يحكمون أمريكا ويضعون سياساتها وبالتالى فهم عنوان أمة غبية يقول عنها مور: «نحن أول دولة فى عدد أصحاب البلايين، والإنفاق العسكرى وإنتاج اللحم البقرى (الذى يصنع منه الهامبورجر)، واستهلاك الطاقة للفرد، وبث ثانى أكسيد الكربون»، إلى آخر مظاهر القوة المفرطة والحضارة الاستهلاكية الغبية، التى عددها الكاتب، الأمريكى».
ألّف مور الكتاب وصنع عنه فيلمًا فى عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذى بدأ عهده بإسقاط البرجين فى 11/9 عمدا، لجعلها مبررًا لغزو الشرق الأوسط، كان هذا فى عام 2001 ، وقبل هذا التاريخ بسبع سنوات تقريبًا كانت قطر قد سقطت ثمرة ناضجة فى حجر أمريكا!
(1)
فى 27 يونيو 1995 انقض حمد بن خليفة آل ثان، على كرسى الحُكم بعد انقلاب «تليفزيونى» على أبيه المسافر خارج الإمارة القطرية، هذه قصة مشهورة، أما غير المشهور فهو ما كان يدور فى رأس هذا الأمير، ولى العهد الذى يبلغ من العمر 43 عامًا حين طرد والده خارج البلاد ومضى الأمير الجديد لقطر فى مخططه بعد أن ترك رأسه لزوجته موزا بنت مسند الزوجة الثانية فى ترتيب زيجاته الثلاثة، وشريكهما الثالث، وزير الخارجية الخائن الذى شارك فى تخطيط وتنفيذ انقلاب الابن على الأب.
وبحث الثلاثة (الحمدين، وموزا) عن مكان، ودور، تلعبه قطر «المنى دولة» انطلاقا من إحساس عميق بالخوف، وفى نفس الوقت الطموح الكبير.. الخوف شأن أى لص يبحث عن مخبأ وملاذ، والنظام القطرى المرعوب من صدام حسين «فتوة» الخليج فى هذا التاريخ، لذلك قرر نظام الحمدين اللجؤ  إلى «فتوة» أكبر، وأقوى منه، ولم يجدوا أكثر دفئا من الحضن الأمريكى، ليس هذا فقط، ولكن أيضا متنفسًا لطموح الأميرة، زوجة الأمير حمد، وصحيح أن الأب خليفة الذى تم نفيه خارج البلاد، جمّد أرصدة قطر فى الخارج، وترك خزائنها خاوية تقريبًا، لكن الابن والأمريكان كانا يعرفان جيدًا أن الإمارة الصغيرة تعوم على بحر من الغاز والبترول، وعلى الفور طلب أمير البلاد السمين من أمريكا أن تمنحه شرف استضافة قاعدتها العسكرية الأضخم فى الشرق الأوسط على الأراضى القطرية، وفى وجود الطائرات والمعدات العسكرية الأمريكية على مساحة ليست قليلة من الإمارة، من يجرؤ على مهاجمتها؟!
(2)
على الأساس السابق اعتبر الأمير القطرى أنه أمَّن نفسه بالقوة الخشنة أو الصلبة، صحيح هو لا يملك جيشًا ولا حتى من المرتزقة، لكنه اشترى من  يحميه، (الحديث عن أمريكا وعن عهد حمد الأب، وقبل دخول إيران، وتركيا على الخط)  أما مهندسو الربيع العربى فكانوا يخططون لاستغلال قطر فى لعب أدوار أخرى، (سوف نكشف عنه لاحقًا)، لكن قبل ذلك دعونا نواصل التفتيش فى رأس مثلث النظام القطرى.
وأموال النفط القطرية – مهما بلغت – لن تستطيع أن تعالج جهل وإملاق الفكر السائد بين جيل الكبار، جيل أمير الانقلاب المعروف عنه فشله الدراسى وانخفاض ذكائه، والزوجة التى لا تملك إلا المال والجوع إلى التمدن الظاهرى، لذلك فكّر الأمير وزوجته مثل أى سفيه يملك المال أن يشتريا بهذا المال ما هو محرومان منه فتوجها إلى سماسرة الحضارة ليخططا لهما كيف يمتلكان القوة الناعمة.
(3)
«SOFT Power» ومعنى المصطلح «القوة الناعمة»، وأول ظهوره كان فى كتاب ألّفه رجل المؤسسة العسكرية، والمخابرات الأمريكية، «جوزيف ناى» الذى كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع فى عهد الرئيس بل كلينتون، وتولى أيضًا رئاسة مجلس المخابرات الوطنى.
وألّف ناى كتابه عام 1995 وحاول فيه أن يثبت بالأدلة والأمثلة أن القوة الناعمة لا يمكن اختزالها فى الثقافة فقط، فقال مثلا إن الكوكاكولا وشطائر ماكدونالدز لن تجتذب بالضرورة مواطنى العالم الإسلامى فيحبوا أمريكا، كما أن ديكتاتور كوريا الشمالية (حسب وصفه) كيم جونج إيل (القائد الأعلى الأسبق لكوريا الشمالية)، يحب البيتزا وأشرطة الفيديو الأمريكية، ومع ذلك لم تثنه هذه الأمور عن الاستمرار فى طموحه النووى، والأجبان والمشروبات الفرنسية الفاخرة لا تضمن الانجذاب إلى فرنسا، كما لا تضمن ألعاب البوكيمون لليابان، النتائج السياسية التى تتمناها.
إذن ليست أفلام هوليوود فقط هى الداعم لسيطرة الأفكار الأمريكية على العالم، ولكن هناك دواعم أخرى للقوة الناعمة، منها على سبيل المثال أن أمريكا تجتذب أكبر نسبة من المهاجرين، والطلبة الدارسين، ومن الأخيرين من سوف يحمل الكثير من القيم والمبادئ الأمريكية، ويمكن أن يكونوا سفراء للثقافة الأمريكية ويمثلون عندما يعودون إلى بلادهم ويصبحون فى مواقع ومراكز اتخاذ القرار.
(4)
ولم ينتظر النظام القطرى أن يرسل أبناء قطر من الأجيال الصغيرة، ليتعلموا ويدرسوا فى أمريكا، ولكن قرر أن يستورد بفلوس قطر قشرة الحضارة الأمريكية إلى البلاد.. فاستجلب من يصنع له قناة الجزيرة على مستوى التكنيك، ويضع له التوجهات، واستجلب الإعلاميين والكوادر من البلاد العربية (مذيعين وكُتّاب وصحفيين) من ينفذ تلك التوجهات والأفكار المعلبة، واشتهر فى الجزيرة، وضاح خنفر الصحفى الفلسطينى مدير القناة لثمانى سنوات، وفيصل القاسم الإعلامى السورى الذى يحمل الجنسية البريطانية وبرنامجه التحريضى المشهور «الاتجاه المعاكس»، ويسرى فودة المصرى الذى تشرب بالمخطط الصهيو – قطرى، إلى النخاع فلما أفلس فى قطر جاء إلى مصر ببضاعته التى هى من بنات أفكار الإمبريالية الجديدة التى تتلحف برداء الليبرالية..وغيرهم ممن صدّروا الفتن وعملوا على نشر الفوضى الموصوفة بالخلاقة فى الدول العربية.. وللكلام بقية.
أضف تعليق

رسائل الرئيس للمصريين

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2