فض الاشتباك الأمريكي الإسرائيلي في غزة !

فض الاشتباك الأمريكي الإسرائيلي في غزة !جمال رائف

الرأى12-5-2024 | 17:51

يبدو الموقف الأمريكي تجاه دعم إسرائيل مستغربا للبعض فكيف تنخرط واشنطن ضمن مفاوضات لوقف إطلاق النار وفي نفس الوقت يقر مجلس النواب الأمريكي حزمة مساعدات عسكرية ل إسرائيل بقيمة 26 مليار دولار ثم تعلق الولايات المتحدة الأمريكية شحنات ذخائر كانت في طريقها إلي تل أبيب بل يتحدث وزير الدفاع الأمريكي "لويد أوستن" عن مراجعة بعض المساعدات الأمنية لإسرائيل، ثم تعلن إدارة بايدن أنها ستتخلف عن الموعد النهائي لتقديم تقرير لكونجرس بشأن إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الإنساني الدولي في غزة، فالإدارة الأمريكية ترفض محاسبة إسرائيل في الداخل أو أمام المجتمع الدولي لهذا تحصنها دائما "بالفيتو"، هذا في توقيت تشتد خلاله أيضا الخلافات بين بايدن و نتنياهو في حين أن خط الهاتف بين الطرفين مفتوح طول الوقت، بل أن بايدن الذي لم يستقبل نتنياهو حتي الآن في البيت الأبيض قرر الذهاب إلي تل أبيب مع بداية الحرب علي عزة، علاقة باتت معقدة ومتشابكة ولكن هذا لا يعني أن لكل طرف مصالحه المنفردة.

التناغم الكامل بين أمريكا و إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لا يعني أن تتخلي واشنطن عن مصالحها من أجل أعين نتنياهو، خاصة أن تنازل أمريكا عن مصالحها علي خريطة الصراع الدولي الآن يعني إتاحة الفرصة أمام تشكل جديد للنظام العالمي المتعدد الأقطاب، لهذا تلويح واشنطن لأول مرة في وجه إسرائيل بورقة المساعدات العسكرية للضغط علي نتنياهو وهو أمر يؤكد الإدراك الأمريكي بكون المصالح الأمريكية في المنطقة بل علي خريطة الصراع الدولي تتضرر بشكل متسارع بسبب تحركات نتنياهو التي لا تراعي مصالح الحليف الأمريكي، وهذا لا يعني تخلي واشنطن عن تل أبيب بل بالعكس كل ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية هو أن تنفذ إسرائيل أهدافها بما لا يضر المصلحة الأمريكية وهو الأمر الذي يتطلب تنسيقا مفقودًا في الوقت الراهن بسبب الخلاف بين بايدن و نتنياهو ، لهذا يحتاج الأخير لإطالة أمد الحرب بما يؤثر علي نتائج الانتخابات الأمريكية وبما يخدم مصلحة إسرائيل ، فمن المؤكد أن دخول ترامب إلي البيت الأبيض سيضمن ل نتنياهو التحرك بشكل أكثر اندفاعا، لهذا من المتوقع أن تستمر تلك الحرب حتي في إطار الهدنة لحين موعد الانتخابات الأمريكية القادمة، خاصة وأن نتنياهو يدرك أن مستقبله السياسي مرهون بتلك الحرب الزائفة.

أضف تعليق

خلخلة الشعوب و تفكيك الدول

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2