« إسرائيل فشلت في تحقيق كل أهدافها من الحرب في غزة»، هذا ما أكده الخبير الاستراتيجي اللواء د. سمير فرج في حواره لـ «أكتوبر» حول العدوان الإسرائيلي علي غزة، مشدداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد السلام، ويرغب في استمرار الحرب لأطول فترة ممكنة تحقيقاً لأهدافه السياسية، واصفاً الدور الأمريكي بأنه متذبذب ويخضع للعبة الانتخابية بين بايدن وترامب، وأن الدور الأوروبي باهت وليس مؤثراً، مؤكداً أن مصر تبذل أقصي جهدها للوصول لاتفاق سلام في غزة في أسرع وقت، وأن الأزمة أثبتت أن مصر العمود الفقري للمنطقة، مشيراً إلي أن 80% من المساعدات التي تدخل غزة مصرية من قوت ودم الشعب المصري، مشدداً علي أن السلام يحقق استقرار المنطقة والعالم، وإلي تفاصيل الحوار..
بعد مرور 7 أشهر علي اندلاع الحرب في غزة ، كيف تري هذه الحرب؟
لكي نحلل هذه الحرب بعد مرور 7 أشهر علي اندلاعها، يجب أن نبدأ من أهداف كل طرف من أطراف النزاع، وهل استطاع تحقيقه أم فشل في ذلك بعد كل هذا الوقت؟، بالنسبة للجانب الإسرائيلي، وضع في بداية الحرب 4 أهداف، الهدف الأول: تحرير الرهائن، ولم تستطيع تل أبيب تحقيق هذا الهدف، 130 رهينة ما زالوا لدي حماس، بالإضافة لـ 5 مجندات، والأفراد العسكريين لا نعرف عددهم بالتحديد، الهدف الثاني: القضاء علي حماس، وأيضاً فشلت في ذلك، الهدف الثالث: الاستيلاء علي غزة ولم يتم حتي الآن، الهدف الرابع: ترحيل أهل غزة إلي سيناء، وفشلت في ذلك تماماً، أي أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها من الحرب، وبالتالي هي خاسرة في هذه الحرب حتي الآن، بالنسبة لحماس، حققت هدفها الرئيسي وهو إعادة تنشيط القضية الفلسطينية، اليوم ولأول مرة هناك تعاطف دولي مع الفلسطينيين ضد إسرائيل، أصبحنا نتكلم عن حل الدولتين، فأعتقد أن حماس حققت جزءا كبيرا من أهدافها.
بالنسبة لمصر، أثبتت الأحداث أنها العنصر الرئيسي في المنطقة، العمود الفقري للمنطقة، تحرك كل الأحداث، لا توجد مواقف تتحرك إلا من خلال مصر، أعتقد أن مصر استعادت دورها القيادي في المنطقة بعد هذه الحرب.
بالنسبة للولايات المتحدة موقفها متذبذب ما بين أنها تؤيد إسرائيل ولن تسمح بهزيمتها، ومن ناحية أخري هناك المظاهرات الشعبية التي اجتاحت الجامعات الأمريكية تضامنا مع الفلسطينين – وأيضاً مظاهرات الجامعات الأوروبية مثل جامعة السوربون أقدم وأعرق الجامعات الاوروبية – كل هذا كان في صالح الشعب الفلسطيني، أيضاً أمريكا اليوم في مشكلة بسبب قرب الانتخابات الرئاسية، وبالتالي الإدارة الأمريكية مرة تقول أنها مسئولة عن أمن إسرائيل إرضاء للجالية اليهودية ومرة ثانية تعلن أنها ستمنع تزويد إسرائيل بالإسلحة إذا اجتاحت رفح إرضاء للرأي العام العالمي وما زال الموقف الأمريكي متذبذب ولكنه في النهاية مؤيد لإسرائيل.
السيناريوهات المقبلة
ما هي السيناريوهات المقبلة للحرب من قبل إسرائيل، حماس، أمريكا، إيران ومصر؟
بالنسبة لإسرائيل، المشكلة عندها كبيرة وتتمثل في رئيس وزرائها نتنياهو فهو يريد استمرار الحرب وعدم التوقف والوصول إلي سلام.. لماذا؟! لأنه لو حدث ذلك اليوم فإن الموقف في إسرائيل سيكون علي المستوي السياسي كالتالي، سيترك نتنياهو الوزارة، وستتشكل لجنة لمحاسبته علي تقصيره مثل لجنة أجرانات التي تشكلت بعد حرب 73 وأدانت رئيس الأركان ومدير المخابرات، ونتنياهو يعلم ذلك والأخطر بالنسبه له أنه سوف يدخل السجن مباشرة عقب خروجه من الحكم لأن لديه 3 قضايا فساد أمام المحاكم، فهدف نتنياهو استمرار الحرب وتعطيل السلام بأي طريقة. وهذا مع فعله بعد رفضه المبادرة المصرية. إسرائيل فوجئت بموافقة حماس علي المبادرة المصرية. فبدأت تجتاح رفح. واستولت علي معبر رفح الفلسطيني وليس المصري، النهاردة إسرائيل في موقف صعب، هناك المظاهرات اليومية لأهالي الرهائن، يقولون لنتنياهو، تريد أن تضحي بأولادنا، رفضاً للإفراج عن عدد من المساجين الفلسطينين، هناك أيضاً ولأول مرة المظاهرات التي خرجت مؤخراً من أهالي الجنود الإسرائيليين، يقولون فيها ولادنا تعبوا، بقالهم 6 أشهر من القتال المتواصل، خايفين يقولوا «هيموتوا»، وبالتالي إسرائيل في مشكلة كبيرة، الأسبوع الماضي مدير المخابرات الإسرائيلية الشاباك تنحي واعتذر عن وظيفته، هناك أيضاً استقالة مدير القيادة الوسطي في إسرائيل وهي القيادة المسئولة عن الضفة الغربية، والاستقالات ما زالت متواصلة في القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، خائفين من المساءلة بعد الحرب.
بالنسبة لحماس، قالت أنها موافقة علي السلام، ووافقت علي المبادرة المصرية، وتريد وقف إطلاق النار، ولكن ليس وقفا دائما، وبالتالي فقد أظهرت بعض الإيجابية.
بالنسبة لأمريكا، موقفها صعب، من الصعب أن تتنبأ به، لأن جو بايدن، ما بين أن يدعم إسرائيل تماماً حتي لا يخسرها، ويخسر أصوات اللوبي اليهودي، وفي نفس الوقت لا يريد أن يخسر العرب والمسلمين، لأول مرة منذ سنوات لا يقام في أمريكا الإفطار الرمضاني الذي يقام في البيت الأبيض للجالية المسلمة في أمريكا، قالوا ل بايدن لن يحضر لك أحداً، فألغي الحفل، أمريكا اليوم موقفها صعب، هل سوف تستمر في دعم إسرائيل؟، هل سوف تنفذ تهديدها بمنع إرسال الإسلحة لها في حالة اجتياح رفح؟، سيناريو صعب.
بالنسبة لمصر، بذلت مجهود كبير جداً، وكانت المبادرة المصرية ممتازة، مصر تحاول بكل الطرق أن تدعم الفلسطينين، و80% من المساعدات التي تدخل غزة مصرية، ومن دم وقوت الشعب المصري، مصر تبذل أقصي جهد للوصول لأتفاق سلام، الشعب المصري كله متعاطف مع فلسطين، في المؤسسات والجامعات، الكل بيدعم الشعب الفلسطيني، لكننا لا نريد أن تكون هذه الحرب أداه لأن نتهور لأتخاذ قرارات غير سليمة، ألا إذا تعرض الأمن القومي المصري «للخطر المباشر»، بمعني لو هاجمت إسرائيل أراضي مصرية، وقتها الموضوع سيتطور ونتدخل عسكرياً، إنما الأمور غير المباشرة كوجود قوات علي الحدود، موضوع ثاني، هم هنا يخالفون اتفاقية كامب ديفيد، كما خالفناها نحن أيضاً في السنوات الماضية عندما كنا نتصدي للإرهابيين في سيناء، وأدخلنا قوات في المنطقة «ج» والتي لا تدخلها قوات عسكرية، موضوع مخالفة الاتفاقية يحدث من كل الاطراف، ولكن نتصدي له بوسائل عديدة.
بالنسبة لإيران، كانت ذكية جداً، لا تريد أن تدخل في حرب الآن، لأنها في نهاية هذه السنة سيكون لديها 5 قنابل نووية، فإذا دخلت الحرب الآن سيتم ضرب مفاعلاتها النووية، وضرب اقتصادها، فكانت في قمة الذكاء أنها تقوم بالتمثيلية العسكرية عندما تم القتال بينها وبين إسرائيل.
هل تقول أن الهجوم الإيراني علي إسرائيل تمثيلية؟
بالتأكيد.
تحاول إسرائيل منذ بداية الحرب أن تدفع سكان غزة للنزوح في اتجاه مصر، هل ما زالت تعمل علي ذلك؟
المحاولات قلت، رأت أن مصر مصممة علي ألا يدخل فلسطيني واحد حدودها إلا في إطار الإجراءات القانونية، رفضنا التهجير، وأيدتنا في ذلك أمريكا، كان هذا واضحاً في لقاء الرئيس مع «أنتوني بلينكن» وزير الخارجية الأمريكية، وأيضاً لقاءه مع «ويليام بيرنز» مدير المخابرات الأمريكية، وصرح بعدها أن الـ CIA وافق علي الموقف المصري، وهو نفس الموقف عقب لقاء الرئيس مع نائبة الرئيس الامريكي في دبي ووافقت هي أيضا علي ذلك، فالعالم كله متفق مع الموقف المصري، وبدأت إسرائيل تشعر أن هذه المسألة صعب تحقيقها، تحاول من آن لآخر، ولكن كما قلت هذا الكلام لن يحدث أبداً.
لماذا رفضت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي تقدمت به مصر وقطر، وقبلته حماس؟
لأنه أسقط في يد إسرائيل، لم تكن تتخيل أن حماس سوف توافق علي المقترح، ولكن موافقة حماس، وضعت إسرائيل في مأزق، فقالت لا، هناك بنود تغيرت في المقترح، ولم يكن هذا صحيحاً، إنما نتنياهو لا يريد السلام، وبالتالي مباشرة رفض المقترح وأحتل معبر رفح الفلسطيني، وبدأ يهاجم رفح الشرقية، التي ليس بها عدد سكان كبير، وكل هذا حتي يستمر إطلاق النار، ولا تتوقف الحرب.
هل سينفذ نتنياهو تهديده باجتياح رفح؟
التهديد بعملية اجتياح رفح، أعتقد أنها صعبة المنال، ما يتم هذه الأيام مجرد أسلوب للضغط علي حماس، لمزيد من التنازلات وللتحقيق مكاسب أكبر ل إسرائيل في المفاوضات، مثلا ليتم الإفراج عن كل الرهائن خلال 4 أسابيع وليس 6 أسابيع كما كان مقترح، وهكذا.
ما تأثير اجتياح رفح الفلسطينية – لو حدث – علي اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل؟
رفح الفلسطينية لا، ليس هناك تأثير علي اتفاقية السلام، إنما لو وضع قوات زيادة في ممر فيلادلفيا، يبقي خالف اتفاقية السلام، وسيكون وقتها هناك إجراءات وتحقيقات وقواعد تتخذ ضد ذلك الإجراء، ولكن رفح وممر فيلادلفيا أراضي فلسطينية وليست مصرية، كل قواته في الشمال، وليس علي حدودنا.
لعبة انتخابية:
ما تأثير الانتخابات الرئاسية الإمريكية علي سير النزاع؟
الانتخابات تمثل ضغطاً كبيراً جداً علي الرئيس « جو بايدن »، لأنه اليوم مطالب أمام العالم أن يتخذ قرار في مواجهة المجزرة التي تقوم بها إسرائيل تجاه غزة، ولكنه لو اتخذ هذا القرار سوف يخسر دعم اللوبي اليهودي، ولذلك فإنه بمجرد تهديده بوقف شحنات الإسلحة ل إسرائيل في حالة اجتياح غزة، ترامب في اليوم التالي مباشرة صرح أن بايدن ضد إسرائيل ومع الفلسطينيين، مؤكداً أنه (ترامب) لا يمكن أن يقبل بذلك، الأزمة أصبحت اليوم «لعبة أنتخابية» بين ترامب وبايدن، كل طرف يريد استغلالها للحصول علي مزيد من الأصوات.
هل تتوقع انتهاء الحرب قبل الانتخابات الأمريكية؟
نتنياهو بالطبع هدفه إطالة مدة الحرب حتي الانتخابات، لأنه يعتقد أنه لو عاد ترامب للبيت الأبيض مرة أخري، سيكون داعما ومساندا تماماً له (لنتنياهو) كما كان الأمر في فترته الأولي، وفي الوقت الحالي، ولكني أعتقد أن الحرب لن تستمر حتي إجراء الانتخابات في نوفمبر المقبل، وبعدها يتسلم الفائز – حتي ولو جاء ترامب – في 20 يناير 2025، فترة كبيرة، وأعتقد أن القتال سوف ينتهي وتبدأ عملية السلام قبل إجراء هذه الانتخابات.
ولكن.. هل يمكن ل بايدن حالياً أن يضغط علي إسرائيل وهو مقبل علي الانتخابات؟
بيحاول يضغط، ولكن نتنياهو قال «سوف نحارب بأظافرنا»، هو نفسه صرح لا يهمني أن يقف بايدن ضدنا، إسرائيل لديها إسلحة تكفيها لأستمرار الحرب.
كيف رأيت التهديد الأمريكي بإيقاف شحنات السلاح ل إسرائيل في حالة اجتياح رفح؟
بايدن يحاول أن يقول للعالم أنه «يحب السلام»، وأنه ليس مع إسرائيل في قتل المدنيين والأطفال، لكني أعتقد أنه يمكن لبلينكن بعدها بيومين أن يخرج علينا ليقول حققنا ووجدنا أن هذه الأسلحة لا تستخدمها إسرائيل ضد غزة ورفح، وبالتالي سنستأنف تزويد إسرائيل بها.، الموضوع مائع وليس له تأثير مباشر علي إسرائيل.
هل يستخدم نتنياهو الحرب علي غزة لتحقيق أهدافه السياسية؟
بالتأكيد هدفه سياسي.
هل يرغب في إيقاف القتال ، أم أنه سوف يستمر للنهاية؟
لن يتوقف، لأنه لو أنتهت الحرب اليوم، ثاني يوم سوف يدخل السجن.. هذا لاجدال فيه.
ثمن الاستقلال:
بعد سقوط حوالي 35 ألف شهيد فلسطيني، وتدمير قطاع غزة، هل تعتقد أن حماس حققت أهدافها؟
بالطبع، أنا ضد من يقول أن ما فعلته حماس كان خطأ، دعنا نسأل أنفسنا، كيف حققت الجزائر استقلالها؟ أليس بدماء مليون شهيد، القضية الفلسطينية كانت «نامت»، ولو استمر الوضع عما كان عليه حتي وصول ترامب للسلطة، لن يكون هناك حل الدولتين، ترامب يريد دولة واحدة، لكن اليوم أنت أشعلت فكرة حل الدولتين مرة أخري، الناس كلها بتفكر في حل للقضية الفلسطينية، نظرية نسميها “hot plate”، لو جلست في مطعم لن تأكل «طبق بارد»، تريد «طبق ساخن»، وهذا ما فعلته حماس سخنت القضية مرة أخري، وأعتقد أن ما فعلته حماس مؤثر، بلا شك الخسائر كبيرة، ولكن الحرية والاستقلال لهما ثمن، وكما قلت الجزائر لم تكن لتنال استقلالها بدون المليون شهيد.
لماذا يصمت العالم علي الجرائم الإسرائيلية ضد الإنسانية، خاصة أننا أمام جريمة واضحة للإبادة الجماعية والتهجير القسري؟
إسرائيل قوية وتدعمها أمريكا، عندما تجد أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يصدر قرارا بوقف إطلاق النار، وتستخدم أمريكا «حق الفيتو» ضد القرار، ماذا يفعل العالم؟.
اليوم أمريكا تقف بقوة داعمة لإسرائيل، والعالم ضعيف أمام أمريكا حاليا.
موقف باهت:
كيف رأيت الدور الأوروبي خلال الأزمة؟
باهت، ليس له دور واضح، رغم بعض التصريحات التي تصدر من هنا وهناك، يؤيد مرة، ويشجب أخري، ليس مؤثراً – ولن يكون – في الأزمة.
كيف تتوقع نهاية هذه الحرب؟
في نهاية الحرب سيكون هناك سلام، خاصة أن هناك طرف مثل السعودية تؤكد أنها لن تطبع مع إسرائيل إلا إذا أوقفوا الحرب، وحل السلام، وسرنا في موضوع حل الدولتين، هذا موضوع كبير وليس سهلاً، مصر اليوم علاقاتها متوترة جداً مع إسرائيل، ولكي تعود العلاقات إلي طبيعتها، رغم أنه لم يكن هناك تبادل زيارات، لكن لكي تعود للوضع الطبيعي يجب أن يحدث هدوء وسلام في المنطقة، نحن أكثر المتضررين مما يحدث، أنظر لما يحدث في البحر الأحمر، نخسر 5 مليارات دولار في السنة، دخل القناة كان أصلاً 5 مليارات، بعد القناة الجديدة أصبح 10 مليارات دولار، تخسر الآن مع الأوضاع المتفاقمة حوالي نصفهم، في حين أنك تذهب لتتفق مع صندوق النقد علي قرض بـ 3 مليارات دولار فقط، وهذا قرض بينما الأولي أموالك، فبالطبع نحاول بكل الطرق أن يعود السلام والهدوء إلي المنطقة، لآن السلام معناه عودة البحر الأحمر للملاحة الطبيعية، زيادة دخل القناة، نريد السلام، والاستقرار لمصر والمنطقة.
ومتي تنتهي؟
أعتقد مع نهاية يونيو القادم، سوف تظهر إمكانية نهاية هذه الحرب، خاصة أن هذا التوقيت سوف يعقب القمة العربية، التي يمكن أن تصدر عنها بعض القرارات التي تدفع إسرائيل إلي اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار، وأيضاً سوف نكون في الفترة الأخيرة قبل الانتخابات الإمريكية، وسيكون علي الإدارة الإمريكية اتخاذ موقف لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات.
ما بعد السلام:
ما هي سيناريوهات «اليوم التالي»؟
اتفاق وقف إطلاق النار، ثم ندخل في المشكلة التي نطلق عليها «ماذا بعد؟»، أو “what,s after”، أو اليوم التالي، وهو من سوف يحكم غزة في الفترة القادمة؟، هناك 4 سيناريوهات، السيناريو الأول طرحته أمريكا أول أسبوعين من الحرب، وهو عودة مصر للسيطرة علي غزة كما كان الوضع قبل 67، هذا السيناريو رفضته مصر والرئيس السيسي تماماً لأنه توريط لمصر، رغم أنه عرض علينا أموال وأسلحة كثيرة لإدارة القطاع، والرئيس رفض رفضاً قاطعا، السيناريو الثاني، ما اقترحته إسرائيل من أن العشائر الموجودة في غزة هي التي تدير القطاع، وهذا السيناريو أيضاً تم رفضه، السيناريو الثالث اقتراح المجموعة العربية أن السلطة الفلسطينية في رام الله هي التي تدير القطاع، لكن أمريكا تريد فترة انتقالية 6 أشهر لحين إجراء انتخابات في غزة، ووجود حكومة تكنوقراط محايدة بعيدة عن حماس تنسق مع السلطة في رام الله، السيناريو الرابع والأخير أن يكون في القطاع قوة دولية أو عربية، ويمكن أن تقودها مصر لإدارة الفترة الانتقالية لمدة 6 أشهر، حتي إجراء انتخابات تسفر عن حكومة تبتعد عن حماس، علي أن تتحول الأخيرة لحزب سياسي وتخرج عن المشهد كقوة عسكرية.
المنطقة إلي أين؟
المنطقة مشتعلة، وهو ما يؤثر علي كل دول المنطقة والعالم، نستطيع أن نقول أنها «متبهدلة»، نحن نعيش في عالم من «الأواني المستطرقة»، ما يحدث هنا يؤثر هناك، كل الدول متأثرة، أنظر ماذا يحدث في غزة، وما يحدث في إيران، طهران في انتظار إنتاج قنابلها النووية، وتدفع حزب الله في لبنان، لبنان نفسها مشتعله، غير مستقرة، سوريا نفس الوضع، عدم الاستقرار عم علي كل المنطقة وبالتالي العالم، تخيل لو توقفت الحرب، الدنيا سوف تهدأ، مصر اقتصاديا ستنتعش، الأمور في لبنان سوف تهدأ ويمكن تشكيل حكومة واختيار رئيس جمهورية، إيران سوف تهدأ، لن تريد مشاكل حتي تنتهي من برنامجها النووي، أمريكا لا تريد مشاكل لأنها أمام فترة انتخابية، لو المنطقة «ولعت» وتم ضرب قواعد أمريكا في المنطقة، سيكون لزاماً عليها ان ترد، وبالتالي فهي خاسرة ولا تكسب من الوضع الحالي، السلام سوف يحقق استقرار المنطقة والعالم.