الاستعلامات: زيارة الرئيس السيسي لإيطاليا تؤكد عودة التعاون الإستراتيجي بين البلدين

الاستعلامات: زيارة الرئيس السيسي لإيطاليا تؤكد عودة التعاون الإستراتيجي بين البلدينالاستعلامات: زيارة الرئيس السيسي لإيطاليا تؤكد عودة التعاون الإستراتيجي بين البلدين

* عاجل12-11-2018 | 20:47

كتب: على طه
ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإيطاليا، والتي ستشهد لقاء قمة بين الرئيس  السيسي ورئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي، تؤكد عودة التعاون الإستراتيجي بما يصب في صالح البلدين ومنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط.
وقالت الهيئة إن الرئيس السيسي سيشارك خلال زيارته الرسمية التي تستغرق يومين في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي والتي تعقد بمدينة باليرمو يومي الاثنين والثلاثاء بحضور أهم أطراف النزاع في ليبيا، في محاولة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية تستهدف انتشال ليبيا من حالة الفوضي، حيث أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن 'مؤتمر باليرمو خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار في ليبيا وأمن حوض البحر المتوسط برمته'.
كما يشارك ممثلون من دول أوروبية بينها فرنسا والولايات المتحدة فضلا عن دول عربية فضلا عن حضور الشخصيات الرئيسية في ليبيا وهم رئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً فايز السراج، والمشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة في طرابلس خالد المشري، كما تحضره شخصيات بارزة وعدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني في ليبيا.
ويقول تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي ايطاليا تكتسب اهمية كبيرة، حيث إنها تعد أهم الدلائل علي عودة العلاقات المصرية الإيطالية إلي سياقها التاريخي والطبيعي بعد محاولات اصطنعتها أطراف قامت بتفجير القنصلية الإيطالية في القاهرة، واختلقت إدعاءات حول قضية الباحث الإيطالي جوليو رجيني، حيث تؤكد هذه الزيارة وما سبقها من زيارات رفيعة المستوي لمسئولين إيطاليين إلي مصر خلال الفترة الماضية أن محاولات إفساد العلاقات مع مصر قد فشلت، حيث تغلبت في النهاية الحقائق التاريخية لهذه العلاقات من تفاعل حضاري منذ آلاف السنين وإرث ثقافي منذ مئات السنين، وتزاوج شعبي مازالت آثاره ماثلة في أحياء الإسكندرية والقاهرة وفي لوحات الفنانين وفي كل مجالات الإبداع.
وأضاف تقرير الهيئة 'لقد تغلبت حكمة القيادة في الدولتين وأدركت الأهمية الإستراتيجية لهذه العلاقات من أجل صالح الشعبين والأمن والاستقرار في البحر المتوسط والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن طيف واسع من المصالح الاقتصادية والسياحية والتجارية'.
علاقات متجذرة
ويضيف تقرير هيئة الاستعلامات أنه علي الصعيد الثنائي تمتد جذور العلاقات المصرية الإيطالية لآلاف السنين، وقد مرت هذه العلاقة ببعض التحديات، والتي استطاع الجانبان التغلب عليها وتجاوزها بالثقة المتبادلة بين الجانبين واستعادة زخم العلاقات بالزيارات الدبلوماسية والبرلمانية المتبادلة التي تمت بين الجانبين في الفترة الأخيرة.
وتمتد جذور العلاقات التاريخية بين مصر وإيطاليا إلي الفترات التي تُعرف تاريخيًا بـ'شعوب البحر'، وهي الشعوب التي يلعب البحر الدور الرئيسي في كل شئون حياتها، ثم إلي عصور ما قبل الميلاد ثم مع دخول مصر نطاق الدولة الرومانية، حيث ظلت مصر جزءًا من الإمبراطورية الرومانية حتي الفتح الإسلامي سنة 20 هـ، واستمر التفاعل الثقافي بين البلدين بعد الفتح الإسلامي، فخلال عصر النهضة كانت المدن الإيطالية هي المعابر التي انتقل من خلالها العلم العربي إلي أوروبا.
وقد تنامت هذه العلاقات وتشعبت إلي عدة مجالات غير التجارة مع بداية عصر محمد علي باشا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر الميلادي، حين أرسل محمد علي بعثات تعليمية إلي إيطاليا لتعلم فن الطباعة، كما تم الاستعانة في عهده بالخبراء الإيطاليين للمعاونة في بناء دولة حديثة في مصر، وذلك في مجالات البحث عن الآثار والمعادن، وفي رسم أول خريطة مسح لدلتا النيل، كما صمم الإيطاليون مبني الأوبرا الملكية بناءً علي طلب الخديوي إسماعيل، أثناء الاحتفال بافتتاح قناة السويس، وقام أيضًا أحد المصممين الإيطاليين وهو بييترو آفوسكاني عام 1891م ببناء كورنيش الإسكندرية، كذلك قامت شركة بناء إيطالية 'جاروزو زافاراني' في عام 1901م ببناء المتحف المصري بالقاهرة.
وفي الفترة التالية ظهرت الصلات العميقة بين إيطاليا ومصر في عدة مجالات، منها الحضور المميز والكثيف للجالية الإيطالية في مدينتَي الإسكندرية والقاهرة في القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، ومنها أيضاً الحركة النشطة للاستشراق الإيطالي، وهي حركة امتدت لقرون طويلة مازالت مستمرة حتي اليوم.
وقد بدأ تبادل السفراء بين الدولتين عام 1914، ولكن توقفت هذه العلاقات خلال الفترة من عام 1940 حتي عام 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، وفي نهاية الثمانينيات جاء المشروع العالمي لإحياء مكتبة الإسكندرية والذي حصل علي دعم إيطالي كبير، ولم يقتصر هذا الدعم علي المستوي الحكومي فقط، بل امتد للمؤسسات الإيطالية والأفراد، وكل ذلك يعد مؤشرات دالة علي مستقبل طيب للعلاقات الوثيقة بين البلدين.
ثم عادت العلاقات بين الدولتين بالتدريج، وشهدت العلاقات السياسية والزيارات الرسمية بين مصر وإيطاليا تطورًا كبيرًا بعد ثورة 30 يونيو وكانت الحكومة الإيطالية تدعم خارطة الطريق التي نفذتها مصر بعد 30 يونيو.
تفاهم سياسي
علي الصعيد الإقليمي، يقول تقرير هيئة الاستعلامات إن الدولتين تنسقان جهودهما الجادة بشأن القضايا الإقليمية المختلفة، التي تفرض تحديات مشتركة مثل الملف الليبي والهجرة غير الشرعية وموضوعات مكافحة الإرهاب، حيث تحرص إيطاليا علي التنسيق مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمي، وهو الأمر الذي يجسد الحرص المتبادل علي ترسيخ التشاور المشترك حول الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما في ظل التحديات الأمنية وتنامي ظاهرة الإرهاب، كما يتطلع الجانبان للارتقاء بأطر التعاون وآليات التنسيق في هذا الشأن.
وتدعم الحكومة الإيطالية مصر في حربها ضد الإرهاب، وتري أن مصر تخوض حربًا ضد الإرهاب ليس فقط للدفاع عن نفسها بل دفاعًا عن أوروبا بإكمالها، كما يوجد تقارب كبير في التوجهات بين القاهرة وروما في القضايا المتصلة بأمن البحر المتوسط، ومكافحة الإرهاب والتطرف، فضلًا عن تحديد السياسات التي يتعين اتخاذها من أجل مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة، سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا، وانعكاساتها علي أمن البحر المتوسط.
ويُعد الموقف بشأن الوضع في ليبيا علي درجة عالية من التوافق حيث إن الدولتين تتأثران بما يجري في ليبيا وتعملان علي دعم جهود بناء الدولة الليبية ومنع سقوطها بيد التنظيمات الارهابية.
وتتفق الدولتان فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية علي ضرورة الرجوع لحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وان تكون القدس عاصمة لها، كما تدرك ايطاليا الجهود المصرية المبذولة ازاء تطورات القضية الفلسطينية، مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف عمليات التصعيد وتشجيع الأطراف علي استئناف المفاوضات واعادة أطلاق عملية السلام ومسار الرعاية المصرية لعملية المصالحة الفلسطينية.
وبخصوص الأوضاع في القارة الأفريقية، وخاصة منطقة القرن الأفريقي والصومال، تتفق الرؤي بين القاهرة وروما بشأن سبل دعم الاستقرار ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب في تلك المنطقة التي تهم البلدين.
الزيارات المتبادلة
شهدت الفترة الاخيرة تبادلاً مكثفاً للزيارات الرسمية، حيث استقبل الرئيس السيسي روبرتو فيكو رئيس مجلس النواب الإيطالي في سبتمبر 2018 كأرفع مسئول إيطالي يزور القاهرة منذ عودة السفير الإيطالي للقاهرة، بجانب زيارتين لوزيري الخارجية والداخلية الإيطاليين علي نحو يعكس العلاقات والروابط التاريخية بين شعبي البلدين، والتطلع إلي توثيق العلاقات البرلمانية وتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين من الجانبين
وفي 7/10/2018 قام عز الدين أبو ستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بزيارة لإيطاليا للمشاركة في فعاليات الدورة السابعة من مؤتمر أرض البحر الأزرق بعنوان 'معرض البحر الأبيض المتوسط للدول الأفريقية والشرق أوسطية كما بحث الجانبان سبل تنمية العلاقات بين البلدين في المجال الزراعي، وفي 16/9/2018 قام روبرتو فيكو رئيس مجلس النواب الايطالي بزيارة لمصر، استقبله د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب. بحثا الجانبان سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين والتنسيق في مختلف المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية، وصياغة نموذج تعاون بين البلدين.
وفي 4/8/2018 قام إينزو موافيرو ميلانيزي وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي والوفد المرافق له بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، كما التقي اينزو د.مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدي وتعزيز العلاقات الاقتصادية ومن بينها التعاون في المجال الزراعي من خلال الإعتماد علي إيطاليا كمنفذ لدخول الصادرات المصرية الزراعية لدول الإتحاد الأوروبي، والتعاون في مجال التعليم وتطوير برامج التعاون بين الجامعات المصرية والإيطالية، وإمكانية التعاون في مجال الرعاية الصحية والمستشفيات وتقديم الخبرات الإيطالية في هذا المجال، فضلاً عن التعاون في مجال الثقافة وتبادل الخبرات في مجال المتاحف وأعمال الترميم.
وفي 18/7/2018 قام ماتيو سالفيني نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الإيطالي بزيارة لمصر، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وشهد اللقاء تبادل للرؤي ووجهات النظر تجاه عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة آخر مستجدات الملف الليبي والهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، وفي 12/7/2018 قام وفد من الغرفة التجارية وجهاز تنمية التجارة الدولية الإيطاليين بزيارة لمصر استقبلته خلالها شيرين الشوربجي رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات، وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون وفرص تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وفي 20/3/2018 قام وفد من الشرطة الإيطالية بزيارة لمصر للمشاركة في ورشة عمل بين الشرطة المصرية والإيطالية في مكافحة جرائم الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، وفي 14/3/2018 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لإيطاليا لترأس المؤتمر الدولي لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' إلي جانب وزيري خارجية الأردن والسويد، وذلك باعتبار مصر الرئيس الحالي للجنة الاستشارية للوكالة، وفي 17/12/2017 قام ماركو مينيتي وزير الداخلية الإيطالي بزيارة لمصر، استقبله خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث نقل مينيتي للرئيس تحيات وتقدير الرئيس الإيطالي، وكذلك تحيات رئيس الوزراء الإيطالي، وبحث الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتبادل الرؤي ووجهات النظر تجاه القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي 29/11/2017 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لإيطاليا للمشاركة في منتدي الحوار المتوسطي، وعقد شكري جلسة مباحثات مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو، وبحث الجانبان العديد من التطورات المرتبطة بالأوضاع الإقليمية، وفي 22/10/2017 قام فينسنزو اميندولا سكرتير الدولة الإيطالي للشئون الخارجية بزيارة لمصر، بحث خلالها العلاقات المصرية الإيطالية وسبل تعزيزها في شتي المجالات، إلي جانب مناقشة القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك بما في ذلك تطورات الوضع في سوريا وليبيا والقضية الفلسطينية، كما بحث الجانبان الموضوعات المتعلقة بالهجرة غير المشروعة والجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي 11/7/2017 قام وفد من البرلمان الإيطالي برئاسة نيكولا لاتوري رئيس لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ، وعضوية ماوريتسيو جاسباري نائب رئيس مجلس الشيوخ بزيارة لمصر، استقبلهما خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وبحث الجانبان سبل تفعيل العلاقات السياسية بين الدولتين، وفي 28/3/2017 قام وفد من مصلحة الأحوال المدنية بوزارة الداخلية بمهمة عمل إلي ايطاليا لاستخراج بطاقات الرقم القومي للمواطنين المصريين المقيمين في إيطاليا.
وفي 5/2/2017 قام وفد برلماني برئاسة د.علي عبد العال رئيس مجلس النواب بزيارة لإيطاليا استقبله خلالها عدد من المسئولين والبرلمانيين في إيطاليا، وبحث الجانبان سبل التعاون بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي 1/2/2016 قام سامح شكري وزير الخارجية بزيارة لإيطاليا للمشاركة في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش.
5 مليار يورو تبادل تجاري
وفيما يخص العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فبخلاف كونها تشهد تطورا ملحوظا في الفترة الأخيرة تم الإعلان خلال الفترة القليلة الماضية عن رفع سقف المحفظة الائتمانية الإيطالية في مصر من قبل هيئة ائتمان الصادرات الإيطالية إلي 8 مليارات يورو أمام الشركات ورجال الأعمال الإيطاليين، وهو أكبر معدل مسموح به لمحافظ إيطاليا الائتمانية في العالم، وتعد هذه الخطوة أكبر مؤشر فعلي علي حجم الاستثمارات الإيطالية بالقاهرة.
وتعد إيطاليا الشريك الثاني لمصر أوروبياً والرابع عالمياً بحجم تبادل تجاري 5 مليارات يورو، وتعد أكبر مستورد من مصر بقيمة 1.8 مليار دولار، وخامس أكبر مستثمر أجنبي في مصر بقيمة 8 مليارات يورو وتُبدي إيطاليا اهتمامًا كبيرًا بالكثير من المشروعات داخل مصر، من خلال مشاركتها في تنفيذ الكثير من المشروعات القومية الكبري التي تستهدف الحكومة المصرية تنفيذها، خصوصًا في إطار تنمية محور قناة السويس، إلي جانب مشروعات في مجال البتروكيماويات ومكونات السيارات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما تسهم الحكومة الإيطالية في تطوير عدد كبير من المشروعات الصناعية في مصر خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم الفني لمدنية الجلود بالروبيكي، وتوفير المعدات الحديثة للمركز التكنولوجي بالمدينة، وإتاحة قروضًا ميسرة لتوفير الدعم الفنّ لمدينة الأثاث بدمياط.
وتتوزع الاستثمارات الإيطالية في مصر علي عدة مجالات منها مجالات الصناعة والخدمات والتمويل وتكنولوجيا المعلومات والمقاولات والزراعة إلي جانب الاستثمارات في مجالات الغاز، وتمر 60% من تجارة إيطاليا عبر قناة السويس، وتحل في المرتبة السادسة في قائمة الدول التي تُصدر سائحين إلي مصر، وبلغ حجم السياحة الإيطالية إلي مصر في عام الذروة السياحية لمصر عام2010 نحو مليون سائح.
كما تعبر إيطاليا دائما عن رغبتها في ضخ المزيد من التمويل لدعم قطاع الصناعات لصغيرة والمتوسطة في مصر، وكذا دعم قطاع الزراعة وتزايد الاعتماد علي الصادرات الزراعية المصرية، وشهدت السنوات الثلاث الماضية ضخ الشركات الإيطالية استثمارات كبيرة في مجالات الصناعات التحويلية والطاقة النظيفة والمتجددة والخدمات اللوجيستية، بالإضافة إلي التعاون في مجال النقل البحري والدعم الإيطالي للمشروعات الصغيرة، بما يخدم أهداف التصور الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية في إطار رؤية 'مصر 2030'.
إيني وظُهر والغاز
التعاون القائم في مجال الغاز بين مصر وإيطاليا والذي أرسي نموذجًا يحتذي به في المنطقة، والدور المصري وسعيه للتحول إلي مركز إقليمي لتصدير الغاز في جنوب المتوسط إلي أوروبا، يأتي مكملاً للسعي الإيطالي للتحول إلي مركز إقليمي لاستقبال الغاز بشمال المتوسط، نظرًا لأن مصر تمتلك مصادر الغاز الهائلة ولديها أكبر منشآتين لتسييل الغاز في الجنوب، فيما تمتلك إيطاليا ثلاث محطات لاستقبال الغاز المسال، فضلاً عن امتلاكها للشركات الرائدة بمجال الغاز والتي تعمل بالفعل في مصر.
كما تلعب إيطاليا دورا محوريا لمساندة مصر في مساعيها للتحول إلي مركز إقليمي لتداول الطاقة ونقلها إلي القارة الأوروبية، حيث تستمر عمليات التنقيب والاستكشاف التي تقوم بها شركة ENI، التي اكتشفت حقل ظهر العملاق للغاز في البحر المتوسط فضلاً عن العقد الموقع مؤخراَ بين وزارة البترول وشركة TECHNIP الإيطالية لرفع القدرة التكريرية لمعمل MIDOR بالإسكندرية بتكلفة تتجاوز 1.5 مليار دولار.
التعاون الثقافي والتعليمي
كان للعوامل التاريخية والقرب الجغرافي وتواجد البلدين علي ضفتي متقابلتين من البحر المتوسط أثر كبير في تدعيم الروابط الثقافية بينهما حيث أرسل محمد علي بعثات تعليمية إلي إيطاليا لتعلم فن الطباعة.
كما تُسهم الأكاديمية المصرية للفنون في روما في تقوية الروابط الثقافية بين البلدين من خلال التعريف بالفنون والثقافة المصرية في إيطاليا، ومزج الإبداع المصري بالفن ون الإيطالية بشكل مت واصل، حيث يشمل الموسم الثقافي في الأكاديمية المصرية للفنون عددًا من الفعاليات الثقافية في الموسيقي والشعر والآثار والفن التشكيلي.
ويرعي المركز الثقافي المبعوثين المصريين الدارسين في إيطاليا، ويشرف علي امتحانات أبناؤنا في الخارج، ويقدم لهم الخدمات التعليمية الواجبة، كما يُساهم في نشر الثقافة واللغة العربية في المجتمع الإيطالي.
كذلك يتعاون البلدان في مجال التعليم العالي، حيث توفر الحكومة الايطالية لمصر المنح الدراسية، في مجالات تعلم اللغة الايطالية والآثار والزراعة، بينما قدمت وزارة التعليم العالي المصرية منحًا دراسية لتعلم اللغة العربية والدراسات الإسلامية والقبطية والآثار لـلدارسين الإيطاليين.
وتشمل العلاقات الثقافية بين البلدين أيضًا التعاون في مجال التعليم الفني، حيثُ يعد معهد Don Bosco للتعليم الفنّي في كل من القاهرة والإسكندرية أحد انجح الأمثلة علي التعاون المصري الايطالي في هذا المجال الهام نظرًا لما يوفره من فرص تدريب وتعليم فنّ للطلبة المصريين الذين يتم تأهيلهم للعمل في المجالات الفنية من خلال الدراسة في المعهد، كما يُجيزُ للطلبة الخريجين من المعهد الالتحاق بالجامعات المصرية أو الايطالية طبقا لنص اتفاقية دعم التعاون العلمي والثقافي والفنّي بين البلدين.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن أن 2019 عام التعليم المصري، وهناك اهتمام بالغ من قبل الحكومة المصرية بمشروع إنشاء جامعة إيطالية في مصر عبر إطلاق شراكة بين جامعة حكومية والجامعات والمؤسسات الأكاديمية الإيطالية المهتمة بالمشروع.
الجالية الإيطالية
بلغ عدد أعضاء الجالية الإيطالية في مصر قبيل الحرب العالمية الثانية '1939 - 1945' 55 ألفاً، وتركزت إقامتهم في القاهرة والإسكندرية، وكانت تعد ثاني أكبر جالية أجنبية في مصر بعد الجالية اليونانية، إلا أنها بدأت تنكمش في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، هذا، فيما بيبلغ تعدادهم حاليا حوالي 3.374 فرداً 'أغلبهم من العاملين بالشركات الإيطالية الموجودة في مصر'، كما يتركزون في الإسكندرية وقد ساهمت الجالية الايطالية في الحياة الاجتماعية بشكل كبير في مصر وكذلك الحال بالنسبة للجالية المصرية في ايطاليا لها دور ملموس في المجتمع الايطالي.
كما يشار ايضا إلي الدور الرائد للمستشفي الإيطالي بالقاهرة والتي قامت بتجديدها وتطويرها مؤخراً جمعية SIB الخيرية بهدف تعظيم دورها الخيري من خلال تقديم العلاج المجاني لعدد أكبر من المصريين، بما يجعلها رمزاً للتعاون والتواصل بين الشعبين المصري والإيطالي.
أضف تعليق

إعلان آراك 2