خداع إسرائيلي في النصيرات

خداع إسرائيلي في النصيراتسوسن أبو حسين

الرأى16-6-2024 | 11:20

تعتمد واشنطن خلال العقد الحديث علي خطط الخداع، تعلن شيئا وتفعل شيئا آخر وتقوم باستخدامه كعنصر مفاجأة وكأنه تطور للأوضاع وهو في الحقيقة ضمن خططها في المنطقة وتقوم بنفس السياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية وهو ما حدث في منطقة النصيرات حيث دخلت قوات مختلفة من الجيش بملابس نساء وبهدف إدخال مساعدات.. هل هذا هو الانتصار من وجهة نظر نتنياهو ؟

بات من الواضح أن أهداف تل أبيب إبادة الشعب الفلسطيني بدليل أن تحرير أربعة رهائن أدي إلي سقوط أكثر من 800 مواطن فلسطيني ما بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لقتل ثلاث أسري من الإسرائيليين وحوالي 18 ضابطا إسرائيليا وفق روايات إعلامية من داخل تل أبيب ثم يخرج المدعو نتنياهو ليعلن عن انتصار كيانه ووصف قواته التي قتلت مدنيين أبرياء بالجيش الملتزم ويشيد بأخلاقه وهنا نقول عن أي أخلاق تتحدث وقد تم قتل أكثر من 37 ألف مواطن علي مدار تسعة أشهر من حربكم كما تدعون- علي حماس – وعن أي كذب تتحدثون وحربكم صوت وصورة علي الهواء مباشرة ولم تتضرر إسرائيل بهدم طوبة واحدة أو قتل مواطنيها – إن ما يحدث في قطاع غزة جريمة لن تسقط بالتقادم والحقوق سترد إلي أصحابها في طرفة عين ولا تفرحوا وتهللوا لقتل الأبرياء وتدمير منازلهم وحصارهم وتجويعهم ومطاردتهم علي الطرقات.

إن تحرير أربعة من الأسري تم بخطة خداع وليس بقوة الجيش كما يدعي نتنياهو ، إن القوة الخاصة وصلت إلي مسرح العملية منقسمة إلي فرقتين ؛ الأولي من خلال شاحنتين تجاريتين تحملان علامات لشركات فلسطينية محلية تعمل في غزة ، والثانية من خلال سيارات مدنية إحداها كانت تحمل اسم منظمة دولية تُعني بالمساعدات، والثانية كأنها تنقل نازحين من مكان إلي آخر. ووفق المصادر، فقد تقدمت السيارة التي تحمل أفراداً من القوة الخاصة، وكانوا يرتدون ملابس رجالية ونسائية، وبحوزتهم أمتعة محمولة، للإيهام بأنهم نازحون إلي مكان الشقق المستهدفة، بينما عملت المركبة التي كانت تحمل شعار منظمة دولية للتمويه، ووقفت شاحنة ثالثة في منطقة قريبة وكأنها جزء من عملية مساعدات يجري نقلها للمخيم، وسيارة رابعة تمركزت في مكان آخر بهدف وضع الأسري بداخلها بعد تحريرهم.

والسؤال الكبير كيف يتم بناء رصيفا بحريا لتقديم المساعدات الإنسانية بـ غزة ثم يتضح أنه مجرد قاعدة عسكرية وقد ظهر هذا الأمر بالأمس حين حطت طائرات الاحتلال الإسرائيلي بهذا الرصيف باعتباره قاعدة عسكرية وقامت بضرب مخيم النصيرات للقيام بعملية تحرير الرهائن الأربعة مقابل استشهاد المئات من النازحين، ما يعني تواطؤ الولايات المتحدة مع إسرائيل في هذه المجزرة.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2