جرائم إسرائيل في غزة لن تفلت من العقاب

جرائم إسرائيل في غزة لن تفلت من العقابسوسن أبو حسين

الرأى2-6-2024 | 15:52

بكل لغات العالم، فإن جرائم الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا يمكن إدانتها ورفضها فقط وإنما تقديم مرتكبيها للعدالة لأن ما يحدث علي مدار الساعة من قتل وتشريد وتجويع وترويع للأطفال والشيوخ والنساء عمل شيطاني غير موجود في كل الديانات السماوية ولا يخدم الدولة المزعومة (الكيان) ولا شعبها وإنما مشاهده ستظل في ذاكرة التاريخ إلي يوم الدين، وحتي الصغار حتما سوف تشتعل لديهم في الكبر موجات الثأر لطفولتهم ولذويهم وتشريدهم المرعب علي الطرقات ومنع وصول ما يسد جوعهم أو حتي ما يستر عوراتهم داخل أربعة حوائط لدرجة أنهم بعد تدمير منازلهم حرقوا مخيماتهم التي لا ترقي لأي نوع من الحياة.

والمشهد الذي يدمي القلوب والعقول وأعتبره عارًا في تاريخ البشرية القديم والحديث ما حدث داخل رفح .. في مخيم النازحين بمدينة رفح الفلسطينية الذي تعرض لمجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكان المواطنون ينظرون بصدمة إلي بيوت الصفيح والخيام المتفحمة، والدمار وآثار الدماء بسبب طائرات الاحتلال ، التي قصفت النازحين في مخيم نزوح تم إنشاؤه حديثا قرب مخازن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أونروا ) في حي تل السلطان شمال غرب رفح، ما أسفر عن استشهاد 45 مواطنا، بينهم 23 من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة 249 آخرين.

ويقع المخيم ضمن مناطق حددتها قوات الاحتلال مسبقا علي أنها آمنة، ودعت النازحين إلي التوجه إليها، ولم تصدر أي بيانات أو تحذيرات للنازحين وسكان المنطقة لإخلائها.

وهنا لابد من تسجيل بعض الشهادات المروعة عن مجزرة الاحتلال في رفح، حيث قال أحد الشباب المتواجد في المكان إنه ليس قتلا فقط وإنما تفحمت جثث المواطنين ولم تبق ملامح علي الإطلاق لأن الشظايا فتتت الجميع وتحولت الخيام والملاجئ إلي رماد، وفي عيادة تل السلطان في رفح، جُمعت الجثث، ورُسم سهم يشير إلي المشرحة كتب عليه بالإنجليزية "بلاك زون" (منطقة سوداء)، وجلس رجال القرفصاء من مختلف الأعمار ينتحبون بصوت عال، وقال أحدهم "لم يكن لدي غيرها"، بينما قال آخر أمام كفن آخر، "ليتني كنت معك يا أخي يا حبيبي"، وقال رجل وهو يبكي "جهزنا للطفل الجديد، ذهبت والطفل معها"، وفي المشرحة، وضعت الجثث بأكياس بيضاء كتب علي بعضها "إمرأة"، "طفل"، "مجهول"، أو "إمرأة مجهولة"، وكانت النساء في المكان يبكين ويعزين بعضهن البعض، وفي شاحنة صغيرة في الخارج، وضعت الجثث فوق بعضها البعض.

وللأسف هذه المجزرة جاءت "بعد قرار محكمة العدل الدولية بوقف الحرب والعملية العسكرية في رفح، لكن ما الجدوي؟ كالعادة لا شيء يوقف إسرائيل".

ورغم إصدار قرار من محكمة العدل الدولية بخصوص رفح أصدرت أعلي هيئة قضائية في الأمم المتحدة أوامر لإسرائيل القوة القائمة ب الاحتلال بوقف فوري لعملياتها العسكرية في محافظة رفح، وضرورة المحافظة علي فتح معبر رفح، لتمكين دخول المساعدات الإنسانية إلي قطاع غزة، لكن دون جدوي وبالتالي نحن أمام وضع كارثي يؤسس لاشتعال الثأر وكل هذا من أجل حكومة حرب متعطشة للدماء وسط دعوات العالم بضرورة السلام، كما أن المسئولية عما يحدث حتما سوف تلحق بالإدارة الأمريكية التي انحازت لسفك دماء الشعب الفلسطيني من أجل البحث عن أفراد أو إطالة حكم مصاص الدماء وقاتل الأطفال والنساء وكأن الانتصار الذي يتحدث عنه رئيس حكومة الحرب هو قتل الأطفال والنساء، وللحقيقة هو لا يمت للمسئولية بصلة، كما أنه لن يحقق الأمن والأمان لشعبه وإنما نزعات انتقامية سوف تولد الرغبة في الانتقام من كل ما هو أمريكي وإسرائيلي – وهل يعقل صمود حكومة الحرب ضد شعب أعزل إلي ما يقارب ثمانية أشهر دون توقف مع حصار وتجويع دون بارقة أمل للرحمة وحقن دماء البشر، لا حتي خروج المرضي والجرحي لتلقي العلاج، حتي وصل عدد الشهداء إلي أكثر من 36 ألف مواطن، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 81026 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وفي النهاية سيكون مصير دولة الاحتلال ومن يساعدها في ارتكاب هذه الجرائم بنفس المحرقة التي أشعلوها ضد المنطقة واستنفارها الذي فاق وتجاوز كل الحدود، وحتما سوف ينتصر من تبقي من شعب فلسطين.

أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2