عاطف عبد الغنى يكتب: الإنسانية مقابل العولمة.. جيوش الظلام والفتنة (2من2)

عاطف عبد الغنى يكتب: الإنسانية مقابل العولمة.. جيوش الظلام والفتنة (2من2)عاطف عبد الغنى يكتب: الإنسانية مقابل العولمة.. جيوش الظلام والفتنة (2من2)

*سلايد رئيسى16-11-2018 | 13:38

عولمة الاقتصاد أن تسيطر الشركات عابرة القارات على الاقتصاد العالمى تحت غطاء وحماية اتفاقات ومعاهدات التجارة العالمية ومخططات المؤسسات المالية العالمية التى تسعى على الدوام لفك قبضة الدول وهيمنتها على اقتصادياتها الوطنية.

وعولمة الثقافة أن يخرج الإله تمامًا من حياة البشر فلا يعرف ولا يعترف الإنسان إلا بالدنيا وهو سيدها.

والمدخل الشيطانى لنزع الإيمان من قلوب الناس هو إعلاء قيمة اللذة الحسية إلى أقصى طاقة ممكنة.. وبدعوى الحرية مسموح للبشر أن يفعل ما يشاء فى جسده حتى يحصِّل اللذة.

(1)

وهناك دائمًا هذا الطباخ الذى يزين الأفكار ليغطى على شناعة قبحها بأن يلبسها أشيك الألفاظ فتتحول عنده مثلاً العاهرة إلى «Sex worker»، ويرفع الشواذ إعلام قوس قزح المبهجة لتغطى على شناعة قبح وفجور الجريمة التى نهى عنها الله سبحانه وتعالى.

فإذا ما قبل عقل الإنسان هذا التزيين للأفكار الشريرة، فقد سكنه الشيطان فلا تسأله بعد ذلك عن الله.

وبالأحرى لا تسأله عن قرآن، ولا إنجيل فهناك من يسعى من مئات السنين إلى تبرئة المسيح من دم صالبيه حسب العقيدة المسيحية، وهذا العنصر نفسه من شرار البشر الذى يسعى إلى حذف آيات القرآن التى تتحدث عن سوء سلساله ومحاربتهم ولله تعالى لرسله عليهم السلام، وكذا حذف كل ما يثير لدى المنتمين للإسلام ومسيحية الشرق، شعور المقاومة وحفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال.

وللأسف، لا يعين شرار « أدعياء العولمة»  هؤلاء فى تضييع الدين، إلا نفر من شرار المنتمين إلى الدين نفسه، وهؤلاء الأخيرون مثل الأولين ينطبق عليهما وصف الله سبحانه وتعالى: «الذين ضل سعيهم فى الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا» الكهف (104).

(2)

.. ليس ما سبق كل عناصر العولمة، فهناك أيضا جانب الأيديولوجيات، والمقصود منها تغيير المفاهيم، ويبدأ هذا عبر برامج كثيرة، منها على سبيل المثال، تغيير المصطلحات التى تصف القضايا والأحداث، كأن يتحول وصف (الاحتلال) الإسرائيلى لمدينة القدس إلى: مدينة القدس (المتنازع عليها) بين الإسرائيليين والفلسطينيين.. ومجرد القبول بتغيير وصف (الاحتلال) إلى (المتنازع عليها) فى ذهنية المتلقى، أجنبى كان أو عربى، تتغير النظرة وبالتالى يتغير كثير من ردود الأفعال نحو القضية الفلسطينية.

وكمثال آخر الإلحاح على ذهن الشباب العربى بمسمى (جيش الدفاع الإسرائيلى) بدلا من (جيش الاحتلال)، هذا أيضًا يفرق كثيرًا جدًا فى ذهنية الأجيال القادمة حول الصراع العربى الإسرائيلى.. ومن يتبنى هذا؟.. تتبناه مؤسسات الغرب التى يسيطر عليها الفكر والتوجهات والأيدلوجيات الصهيونية، ربما أكثر من إسرائيل نفسها.

(3)

لقد أنفق الغرب مليارات الدولارات واليوروهات وعملات أخرى فى هندسة وتنفيذ مشاريع التغيير لشعوب منطقة الشرق الأوسط، دفعوها لمن ارتمى فى حضنهم الدافئ من شطَّار المجتمع المدنى، وأنفقوا على فضائيات وصحف ومجلات، وضغطوا على رجال أعمال عرب ومصريين ليوجهوا جزءًا من أرباحهم التى سهلوها لهم عبر الشراكة ومنح التوكيلات.

وأنشأوا هم بأنفسهم وسائل إعلام تابعة وصريحة لهم، فضائيات، ومواقع إلكترونية، ووسائل إعلام تقليدية صلبة مثل قناة «الحرة»، وراديو «سوا»، ومجلة «هاى» وفضائيات، ناطقة بالعربية مثل «CNN» إلى «فرانس 24» و «دويتشه فيله» وغيرها.. والإسهاب فى هذا الحديث سوف يقودنا حتمًا إلى المربع الذى انفجرت عنده القنبلة شديدة الدمار، التى روعتنا وصدمتنا وأفاقتنا، «الربيع العربى».

(4)

والآن مصر تفتح ذراعيها، وتطلق مبادرتها، حيث وقف الرئيس عبد الفتاح السيسى يوم الأحد 4 نوفمبر من عام 2018 وألقى كلمته من سيناء، أمام نصب تذكارى حمل عنوان «إحياء الإنسانية» يخاطب ضمير العالم أن يعود لإنسانيته، وينقذ مستقبل الكوكب.

أطلق الرئيس النداء واعدًا بأنه سيدعم مبادرة شبابية مصرية للعودة إلى الإنسانية والعمل على إرساء قواعد السلام والمحبة والانحياز إلى الحوار الحضارى الإنسانى القائم على تعليم الأديان السمحة التى جعلت عمارة الأرض وحُسن الخلق قاسمًا مشتركًا أعظم بينها.

وردد الرئيس على مسمع ومرأى من العالم: «تحيا الإنسانية يحيا السلام تحيا الحضارة».

هذا هو مشروع مصر الذى يجب أن تسعى فى القادم من الأيام إلى البحث عن شركاء لها فيه، يحملون معها الأمانة ويسعون بكل قوة إلى أن يزيدوا من عددهم وقوتهم ليتحولوا إلى طاقة وقوة نور تواجه جحافل وجيوش الظلام والفتنة.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2