أحمد عاطف آدم يكتب: الحياة الزوجية ومفهوم رقم ١

أحمد عاطف آدم يكتب: الحياة الزوجية ومفهوم رقم ١أحمد عاطف آدم يكتب: الحياة الزوجية ومفهوم رقم ١

*سلايد رئيسى27-11-2018 | 14:58

يختلف دائما الرجال حول نظراتهم لبنات حواء من حيث تقييم مظاهر الجمال التي تميز الواحدة عن الأخري من بنات جنسها الرقيق ، فالتقييم نسبي عند آدم ، ويخطئ تمامًا من يظن أن هذا التقييم يعتمد في الأساس على الجمال الشكلي ، فجميعهم يرغبون في نموذج محدد للمرأة حسب ما يتعلق بمفهوم المؤججات الغريزية لدي كل منهم تجاه نصفة الآخر.

 بجانب التأثيرات الاجتماعية المحيطة ، فهناك من يريدها هادئة الطباع ومطيعة ، وذلك قد يعود أيضا إلى حواء لصيقة الصلة بهم والمقربة منهم كالأم أو الأخت وتأثيرها عقليًّا وعاطفيًّا ، ونوع آخر من الرجال وليس أخيرًا يريدها متحدثة لبقة وجذابة حتي لو كانت تلك الجاذبية قد تنحرف ببوصلة استقامتها سلوكيا ، وهذا النوع من الرجال في الغالب الأعم ينتمون بطبيعتم لشريحة هي نفسها منحرفة أخلاقيًّا وغير متزنة ومتسقة مجتمعيا ، مقارنة بطبيعة مجتمعاتنا الشرقية التي لا تحتمل أي شذوذ عن القاعدة ، والقائمة تطول من الدوافع .

 وفي الجهة المقابلة وعطفًا على الأسباب سالفة الذكر مع اختلاف الجنس الآخر وهي حواء في طموحها تجاه فارس أحلامها ، فهي تريده أحيانا - وسيما هادئا ، أو وسيما قويًّا ، أو ثريًّا ولا يهم الشكل أو السن . إلخ .....

وتعد مشكلة التوافق واستقامة الأحوال بين أزواج الأجيال الآنية لاسيما بعد فترة قصيرة من دخول عش الزوجية واستحالة العشرة وتعدد حالات الطلاق، من أبرز وأعقد الكوابيس المؤرقة لشعوب الدول العربية بصفة خاصة ، والأسباب عديدة ولن يسعها مقال واحد لتفنيدها ووضع حلول لها دفعة واحدة .

ولكن دعونا نتفق أن واحدًا من بين أهم وأبرز تلك الأسباب هو غياب المسئولية الاجتماعية لدي طرفي العلاقة ، واستبدالها بالندية ورفع الهامات وصولا لتطاول الألسنة وأحيانا الأيدي ، ما يضر في النهاية بباقي أفراد الأسرة كالأطفال المغلوبين علي أمرهم ، والذين أصبحوا يمثلون بيئة هشة ومريضة نفسيا في المستقبل ، وذلك في ظل قناعة كل طرف بأنه يجب أن يكون "رقم واحد" في البيت .

 فنظرة حواء الآن اختلفت تماما عن مثيلتها في الزمن الجميل ، من حيث ضرورة تقمصها للدور المنوطة به تأديته على أكمل وجه كزوجة مسئولة عن بيت وزوج وأبناء ، وبأن علاقتها بزوجها مبنية علي الإيمان التام بأنه شريك قوي وحبيب وليس ندا أو ضدا ، وآدم الآن أصبح هو الآخر بعيدًا بشكل كبير عن تدارك المعنى والقيمة الحقيقية لدوره كقائد قوي حازم وحنون في نفس الوقت .

وربما أجد من وجهة نظري أن الطرفين لابد أن يجدا سبيلا للتملص من حب السيطرة وفرض الرأي المطلق وتبييت نوايا التناطح والتباري لتحييد كل طرف للآخر ، وعلى آدم أن يعي تماما أنه رقم ١ دائما في نظر زوجته ، وإلا لِم اختارته هو دون كل الرجال ، وليس في حاجة ملحة لإثبات ذلك بالعصبية والإخضاع والترهيب ، أكثر منه حاجة للاحتواء والحنان وتطييب خاطرها .

وليعرف أيضا أنه طالما وثق في اختياره لرفيقة دربه عليه أن يقوم بتصدير تلك الثقة إليها بأن يكون لها الزوج والأب والابن البار ، وعلى حواء الزوجة أيضا أن تدرك بقوة قيمة زوجها في حياتها وتقديس وتقديم كل فروض الطاعة التي أمرها الله بها داخل الإطار الطبيعي والشرعى لتلك العلاقة المقدسة ، ومن المهم جدًّا أن تدرك أيضا أنها إن أصبحت رقم ٢ في البيت بعد زوجها فيكفيها أنها رقم ١ في حياته.

وللحديث بقية .

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2