وزير الأوقاف: الانتماء إلى الوطن دَيْنٌ في رقابنا جميعا

وزير الأوقاف: الانتماء إلى الوطن دَيْنٌ في رقابنا جميعاأسامة الأزهري

مصر25-7-2024 | 14:42

أكد وزير الأوقاف أسامة الأزهري أن روسيا الاتحادية و منطقة القوقاز ومنطقة أوراسيا عمومًا ربطتها بأرض الكنانة مصر روابط عميقة موغلة في القدم، حيث جاء بعض العلماء من روسيا الاتحادية إلى مصر واتخذوها دارًا وماتوا ودفنوا في أرضها.

جاء ذلك في كلمة وزير الأوقاف التي ألقاها اليوم الخميس، في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الدولي الخامس "طريق الحرير الروحي .. أهمية القيم الدينية في منطقة أوراسيا الكبرى" والذي تنظمه الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية بمدينة قازان الروسية عاصمة جمهورية تتارستان بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية.

ووجه الشكر للرئيس رستم مينيخانوف رئيس جمهورية تترستان وقيادة جمهورية روسيا الاتحادية، قائلا: "نعتز في أرض الكنانة مصر اعتزازًا كبيرًا بالصداقة العميقة والأخوة التامة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، وندعو الله تعالى لأرض الكنانة مصر و ل روسيا الاتحادية و لبلادنا وأوطاننا كلها بالأمان والتقدم والازدهار" .

وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم له مستويان من الهداية حيث جاء بهداية خاصة تخاطب المسلمين الذين آمنوا به وجاء بمستوى آخر من الهداية وهي الهداية العامة التي يخاطب بها كل إنسان على ظهر الأرض آمن به أو لم يؤمن، موضحا أن الهداية الخاصة تتمثل في كل آية في القرآن العظيم بدأت بقوله تعالى "يا أيها الذين أمنوا"، والهداية العامة تتمثل في كل آية بدأها القرآن بقوله "يا أيها الناس"، أو بقوله تعالى "يا أيها الإنسان"، مشيرا إلى أننا كمسلمين نسعى إلى أن نقدم للبشرية كلها رؤية وفكرة نرسخ فيها معنى تعارف الحضارات بديلا عن فكرة صدام الحضارات فنحن ضد كل فكر يدعو إلى الصدام أو إلى الإرهاب أو إلى القطيعة بين الشعوب والأمم والحضارات والأديان.

وأضاف إننا نسعى ان نقدم للبشرية كلها خطابا قرآنيا يخاطب كل إنسان على ظهر الأرض بتعزيز القيم وبأمان الأوطان وباستقرار البلدان وبإكرام الإنسان وبصناعة الحضارة.

كما أكد وزير الأوقاف أهمية الانطلاق إلى المستقبل والتحرك ببلادنا وأوطاننا إلى مستهدف أكبر وهو صناعة الحضارة والتخلص من الإرهاب و الحفاظ على الأوطان و تعزيز قيم التعايش حتى ننطلق إلى الإبداع في العلوم والمعارف وحتى يعود المسلمون كسابق عصرهم أصحاب إبداع في علوم الفلك والطب والتشريح والهندسة وعلوم الحياة والحضارة والمدنية.

وشدد وزير الأوقاف على قيمة الوطن، مشيرًا إلى أن تيارات الإرهاب والتطرف على مدى عقود وسنوات مضت استهدفت فكرة الوطن بسيل وعدد كبير من الأفكار التي تشكك في قيمة الوطن وتنتقص من قيمته، مطالبا كل مسلم أن يكون في بلده مواطنا صالحا وفيا منتميا لبلده يسعى في عزة بلده ورفعة شأنه واستقراره وأمانه، مؤكدًا أن الانتماء إلى الوطن دين في رقابنا جميعًا لا يقوم بعقوقه والتنصل منه إلا إنسان رديء الطبع مظلم العقل، وأن ما نطمح إليه جميعا في بلادنا أن يكون المسلم صاحب وفاء وصاحب بر وصاحب انتماء.

كما أشار إلى المحاور التي تعمل وزارة الأوقاف المصرية على تحقيقها، المحور الأول أننا نحشد جهودنا جميعا لمحاربة بكل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف حتى نطفئ تمامًا نيران التطرف ونفكك منطلقات وأفكار هذه التيارات، والثاني إطفاء نيران كل صور التراجع في أهم القيم السلوكية والأخلاقية وفي هذا المحور نناقش الإلحاد ونفكك منطلقاته ونواجه الإدمان والانتحار واليأس والإحباط والحزن، ثم نملأ وجدان الإنسان بكل قيم النبل والخلق المحمدي والمعاني الروحية السامية.

وأضاف أن المحور الثالث هو محور بناء الإنسان ليكون قويا شغوفًا بالعلم شغوفا بالعمران واسع الأفق وطنيا منتميا مقدما الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، مشيرا إلى أن المحور الرابع والأخير هو صناعة الحضارة والابتكار في العلوم فيساهم المسلمون في هذا العالم الشديد التغير في عالم الذكاء الاصطناعي في اختراق أجواء الفضاء في ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان و للإجابة على الأسئلة الحائرة.

وفي ختام كلمته دعا وزير الأوقاف الحق سبحانه وتعالى لأشقائنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص أن يحفظهم الله تعالى من العدوان المجرم الذي حل بهم، مؤكدًا موقف مصر الثابت المتضامن تضامنًا مطلقًا مع الأشقاء في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص وفي حفظ حق أشقائنا في فلسطين في قيام دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

أضف تعليق