يظن دائمًا العبد أن تأخر الأشياء أو منعها أبتلاء أو غضب من الله، فهكذا جريت عادة أبن أدم لأن من طبعه أنه عجول للخير، جهول بالغيب، فقد يمنع الله أمر حفاظًا على عبده، ورفع للبلاء عنه، وسترًا له ولأمره، فإذا ظن العباد بالله خيرًا وتركوا كل أمورهم له دبرها ويسرها وهيئها وأهداها لهم في الوقت المناسب.
وليس دائمًا تأخر الزواج غضب من الله أو أبتلاء فهو قدر يقدر للإنسان في الوقت الذي كتبه الله تعالى، إلا أن هناك معاصي تبقى آثارها وتمنع عن العبد الخير وتضيق الرزق، وذلك لقول الله عز وجل في كتابه العزيز: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ)
ويعتبر الصبر أعظم القيم التي يتحلى بها المؤمن، وإنه من شيم المؤمنين، إذ أن الإنسان دائمًا عجول جهولًا، متسرعًا إلا المتعلق قلبه بالله وواثق بكرمه وعطاياه، وأن كل شيء مقدر بقدر ويأتي في وقته المناسب المعلوم عند الله مجهول
يجازي الله الصابرين خير جزاء، حيث يقول عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
ويقول عز وجل: إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
وغيرهم الكثير من الآيات حيث ذكر الصبر والصابرين في القرآن أكثر من مئة مرة، دلالة على مكانتهم عند الله عز وجل، وعلى رفعة قدرهم وقوة إيمانهم بالله، وعن تأخر الزواج، فهو ابتلاء الصبر عليه له جزاء وأجر عظيم.