قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن عمليات الاغتيال النوعية والجريئة التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب طهران، والقيادي بحزب الله اللبناني فؤاد شكر في الجنوب اللبناني، هو استهداف مباشر لعاصمتي إيران ولبنان، وعمليات الاغتيال تعبر عن جرأة كبيرة جدًا من قبل الاحتلال، ومن الواضح أن نتنياهو أخذ الضوء الأخضر من أمريكا خلال «زيارته للكونجرس» لتنفيذ هذا الأمر.
وأضاف في تصريحٍ خاصٍ لـ«بوابة دار المعارف»: الاحتلال قام بهذه العمليات؛ لأنه واثق أنه لن يتلقى ردًا كبيرًا من إيران أو حزب الله حول هذا الأمر، ف إيران لنا معاها تجارب سابقة في هذا الأمر فعندما تم اغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليمان في 2020، وعندما أيضًا استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق رأينا الرد الإيراني كان محدودًا جدًا، حتي المسيرات التي وجهتها للاحتلال الإسرائيلي كانت مسيرات إعلامية أكثر منها تفجيرية.
وتابع: من الواضح أنه حدث خلل أمني كبير جدًا في طهران؛ لذلك تمكن الاحتلال من الوصول إلي رئيس المكتب السياسي في قلب طهران، هذه مسألة لابد أن تُجيب عليها إيران.. مؤكدًا أن من سيتحمل وزر الرد على ذلك هي المقاومة الفلسطينية فقط، وهي من ستأخذ على عاتقها قدر المستطاع الرد على هذه الجرائم رغم استنزاف إمكانياتها، فالآن ورغم عقب 10 أشهر من النزيف المستمر في قطاع غزة، والحصار الخانق الموجود في الضفة الغربية، لكن ليس لديها سبيل سوى محاولة إيجاد الرد على الاحتلال.
وعن تأثير الحادث على سير المفاوضات الحالية، قال "الرقب": أعتقد سنشهد فترة توقف للمفاوضات وموضوع الهدنة سيتأخر، حتي لما بعد الانتخابات الأمريكية، وهذا ما يريده نتنياهو فهو يرغب أن يكون هناك أقل تقدير من أربعة لـ خمسة أشهر قبل أن يصل إلي اتفاق، وهنا سينتظر نتائج الانتخابات وتأثيراتها لاحقًا على سير المعارك في المنطقة بشكلٍ كامل، ولا اتوقع اتساع دائرة الحرب، وطبيعة رد إيران وحزب الله سيكون محدودًا جدًا.