راديو كندا الدولي: هل ستنتهك قواعد الاشتباك فى صراع الشرق الأوسط؟

راديو كندا الدولي: هل ستنتهك قواعد الاشتباك فى صراع الشرق الأوسط؟صورة أرشيفية

عرب وعالم6-8-2024 | 09:52

قال راديو كندا الدولي إن التحذيرات من امتداد الحرب في قطاع غزة إلى بلدان أخرى في الشرق الأوسط مستمرة منذ عدة أيام، ولكن في الواقع، مرت عدة أشهر منذ بدء انتشار العنف بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة.

وأضاف الراديو في تحليل له أنه منذ أكتوبر ـ بالإضافة إلى قطاع غزة ـ تم استهداف أربع دول على الأقل من قبل إسرائيل أو حليفتها الولايات المتحدة: لبنان و سوريا والعراق وإيران.

وحسب البيانات التي حللتها منظمة /Armed Conflict Location and Event Data Project / غير الحكومية الأمريكية، شنت إسرائيل 34 هجومًا أودى بحياة مالايقل عن 39 قائدًا ومسئولًا كبيرًا من حماس و حزب الله و الحرس الثوري الإيراني في لبنان و سوريا و إيران خلال الشهور العشرة الأخيرة.

ومنذ أسبوع، وفي نفس اليوم الذي قتلت فيه إسرائيل قائدًا كبيرًا بـ حزب الله اللبناني في منطقة ليست ببعيدة عن بيروت ـ قصفت القوات الأمريكية موقعًا لجماعة مسلحة حليفة مع إيران في جنوب بغداد قتل فيها أربعة مقاتلين تشتبه فيهم واشنطن بالاعداد لهجمات بمسيرات ضد مصالح أمريكية في العراق.

وحسب المنظمة غير الحكومية الأمريكية ، قتلت اسرائيل 19 مسئولا كبيرا من حزب الله و6 من حماس فى لبنان بالاضافة إلى 10 قادة من الحرس الثوري الإيراني في سوريا بالاضافة إلى القائد السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

ويقول الراديو، إنه رغم أن إسرائيل لم تعلن رسميًا مسئوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة هنية، إلا أن التحقيق الرسمى الإيراني اتهم السلطات الاسرائيلية بالمسئولية عن الهجوم الصاروخي الذي دمر المنزل الذي كان يقيم فيه هنية خلال زيارته لطهران.

كما حذر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، حلفاءه في مجموعة السبع من أن إيران و حزب الله قد يطلقان ردهما العسكري ضد إسرائيل يوم الاثنين أو الثلاثاء.

في ظل كل هذه التطورات، فإن السؤال الذي يظل بلا إجابة هو ليس ما إذا كان هناك خطر امتداد الصراع إلى المنطقة من قطاع غزة، لأنه بدأ بالفعل في الممارسة العملية .. ولكن السؤال هو معرفة ما إذا كانت قواعد الاشتباك الخاصة بهذه الحرب ستنتهك أم لا؟ .. هل سيتم تجاوز الخطوط الحمراء؟ وإذا كان الاجابة بنعم، هل المساعدة العسكرية الامريكية أو حتى البريطانية ستكون ضرورية لحماية اسرائيل من الهجمات التي يمكن أن تتعرض لها من أكثر من جبهة؟

وقال راديو كندا الدولي ـ في تحليله ـ إن هذا الأمر لن يكون سابقة .. فـ القوات الأمريكية والبريطانية تدخلت بالفعل خلال العشرة شهور الأخيرة في المنطقة خاصة في شهر إبريل عندما أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ ضد إسرائيل ردًا على الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت قنصليتها في دمشق قبل ذلك بأيام والتي قتل فيها العديد من المسئولين العسكريين الإيرانيين .. وكان الأمريكيون والبريطانيون قد اعترضوا العديد من الصواريخ التي أطلقتها إيران في السماء.

كما قصفت القوات الأمريكية والبريطانية الحوثيين في اليمن الذين يستهدفون منذ شهر أكتوبر السفن التجارية خلال مرورها في البحر الأحمر لمساندة حماس في حربها ضد إسرائيل مما أدى إلى اضطراب شديد في الملاحة التجارية الدولية.

فضلًا عن ذلك، قصفت إسرائيل مؤخرًا اليمن .. وللمرة الأولى منذ بداية الحرب ضد حماس في غزة في شهر أكتوبر، تقصف إسرائيل ميناء الحديدة في 21 يوليو الماضي ردًا على هجوم جماعة الحوثي ضد تل أبيب.

وفي لبنان، تظل الحرب مع إسرائيل إلى حد كبير محدودة حيث تدور حتى اللحظة في جنوب لبنان ولكن الدمار كارثي على لبنان بأكمله حيث يشهد وأحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية في العالم .. كما أنه يعيش مرحلة فراغ سياسي كونه بدون رئيس منذ ما يقرب من عامين.

وأدى الصراع بين إسرائيل وحزب الله، الذي أشعلته الحركة اللبنانية في أعقاب هجوم حماس في 7 أكتوبر إلى مقتل أكثر من 550 شخصًا، من بينهم حوالي مائة مدني في لبنان.. وفي إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة، قُتل 22 جنديًا و25 مدنيًا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وقد أجبرت الحرب أكثر من 90 ألف لبناني على ترك منازلهم في الجنوب للهروب من العنف .. كما اضطر عشرات الألاف من الإسرائيليين للنزوح قسرًا أيضًا بسبب الصواريخ التي يطلقها حزب الله بصورة يومية على شمال إسرائيل.

وحتى الآن، تم تحديد قواعد الاشتباك بين إسرائيل و حزب الله على النحو التالي: الحركة الشيعية اللبنانية، المدعومة عسكريًا وماليًا أيضًا من إيران، تستهدف بشكل أساسي المواقع العسكرية الإسرائيلية في الشمال، بينما تتجنب القوات الإسرائيلية ضرب العاصمة اللبنانية بيروت.

وفى الاسبوع الماضي، ومع تصفية مسؤول كبير في حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، اتهم زعيم الحركة اللبنانية المسلحة، إسرائيل بتجاوز الخطوط الحمراء مهددًا برد إقليمي على هذه الضربة القاتلة والتي قتل فيها أيضًا أربعة مدنيين لبنانيين (سيدتان وطفلان).

وانتقاما لعملية الإغتيال، يمكن لـ حزب الله أن يوسع نطاق هجماته ضد إسرائيل وذلك حسبما ذكر متحدث باسم البعثة الدبلوماسية الإيرانية في الأمم المتحدة.

وقال المصدر الإيراني لشبكة سي بي إس: "حتى الآن، احترم حزب الله والنظام الإسرائيلي عمليًا، بموجب اتفاق غير مكتوب، حدودًا معينة في عملياتهما العسكرية، مما يعني أنهما قصرًا أعمالهما على المناطق الحدودية والمناطق الضحلة، مستهدفين الأهداف العسكرية بشكل رئيسي"... ولكن هجوم إسرائيل على ضاحية في جنوب لبنان استهدفت مبنى سكنيًا يمثل انحرافًا .. ونتوقع أن حزب الله ـ في رده ـ سيختار أهدافًا أوسع وأعمق ولن يكتفي فقط بالأهداف العسكرية.

ولكن إسرائيل كانت أكثر وضوحًا: فإذا استهدف حزب الله المدنيين الإسرائيليين، فإن لبنان كله سوف يدفع الثمن. هذه هي الرسالة التي وجهتها حكومة بنيامين نتنياهو إلى حزب الله عبر وسيط غربي، بحسب وسائل إعلام لبنانية.

وفي هذه الأثناء، لا تخاطر الدول الغربية وحتى العربية، وتدعو رعاياها إلى مغادرة لبنان في أسرع وقت ممكن، طالما أن الرحلات الجوية التجارية لا تزال متاحة.

أضف تعليق

وطن مستقر في إقليم مضطرب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2