اسمعوا وعوا "كلام مصر"

اسمعوا وعوا "كلام مصر"سعيد صلاح

الرأى7-8-2024 | 17:18

بين محاولة ناجحة فى إيران مكنت إسرائيل من اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، ومحاولة فاشلة نجى منها عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى، ومن قبلهما هجوم إسرائيلى وحشى بسرب من المسيرات على ضاحية الجنوب اللبنانى بعد عملية حزب الله فى مجدل شمس بالجولان المحتل، باتت المنطقة على شفا حرب إقليمة مستعرة قد تأتى على الأخضر واليابس.

هذا النوع الجانح من الصراع، والمنذر بخطر شديد، يقينًا هناك من ينفث فيه النار ويريد أن يدفع المنطقة دفعا نحو حرب إقليمية وسيناريو بغيض، بغية تحقيق أهداف خبيثة ومكشوفة للجميع، ولكن أين صوت العقل ومساحات الرشد والحكمة، لم تراها موجودة – وليس انحيازًا – إلا فى مصر، فهى البلد الوحيد تقريبا الذى يظهر للجميع أنه يمثل صوت العقل، وأنه الداعى الحقيقى وربما الوحيد للسلام والحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب واسعة النطاق تهدد استقرار دولها وأمن شعوبها.

التحركات المترجمة لوجهة النظر والرؤية المصرية واضحة وجلية فى اتجاهات متعددة وخاصة فى سعي مصر وحرصها الدائم على التواجد والمشاركة فى كل مناسبة أو تحرك أو إجراء يهدف إلى وقف التصعيد وإقرار السلام بأى شكل، فلقد شاركت مصر فى المفاوضات التى تجرى فى إيطاليا فى إطار استمرار جهود الوسطاء للتوصل لاتفاق هدنة بقطاع غزة ، وأكدت لكافة الأطراف المشاركة فى "اجتماع روما" تمسكها بضرورة الوصول لصيغة تقضى بضمان حرية حركة المواطنين ب غزة والانسحاب الكامل من منفذ رفح، وهذا الموقف المعلن فى اجتماع روما يؤكده أيضا ما قاله وزير الخارجية مع نظيره الأمريكى الأسبوع الماضى، مؤكدًا على موقف مصر الداعى لسرعة التوصل لوقف فورى وشامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، والعمل على بلورة رؤية شاملة للتسوية النهائية للقضية الفلسطينية تؤدى إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وتحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطينى.

أما فيما يخص الاشتعال والتصعيد الأخير الذى جرى على الجبهة اللبنانية فقد أكدت مصر على ضرورة دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على استقرارها وحماية مصالح الشعب اللبنانى، مع بذل مجهود كبير فى الاتصالات التى تجريها مع الأطراف المختلفة لخفض التصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ودعت إلى دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب، وناشدت القوى المؤثرة فى المجتمع الدولى التدخل الفورى لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، التى قد تُشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.

ومؤخرًا وخاصة بعد اغتيال هنية، أدانت مصر، سياسة التصعيد الإسرائيلية الخطيرة واعتبرت أن هذا التصعيد الخطير ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة، وطالبت مجلس الأمن والقوى المؤثرة دوليًا، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، وضع حد لسياسة حافة الهاوية.

واعتبرت مصر أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر إلى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركاؤها من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطينى.. هذا هو موقف مصر وكلام مصر ورؤية مصر، الداعى على طول الخط إلى السلام والأمن والاستقرار والحفاظ على المنطقة من الانزلاق إلى هوة صراع سحيقة .. استمعوا له جيدًا، إن كنتم تريدون السلام..

وطوبى للقابضين على أوطانهم.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2