ما حكم إجبار الرجل زوجته في الإنفاق على المنزل من راتبها؟

من محاسن الشريعة الإسلامية أنها جاءت بتنظيم العلاقة بين الزوجين وجعلت لكل واحدا منهم حقوقا وواجبات. فقد وضحت الشريعة قواعد المودة والرحمة والتعاون والتكافل بينهم، ثم أمرت الطرفين بالعفو والمحاسنة والتفضل بما لا يجب عليه فعله من المعروف.

ومن الواجبات التي نظمتها الشريعة بالزوج: نفقة الزوجة، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:34].

وتتضمن النفقة الواجبة على الزوج وفق ما قرر فقهاء الأمة الإسلامية عدة أمور منها المسكن الصالح الذي يحقق للزوجة وأولادها الراحة ويصون حرمتهم وكرامتهم، وكذلك اللباس الذي يدفع عن الزوجة والأولاد برد الشتاء، وحر الصيف، ويمنع عنهم الابتذال، ويكون مماثلاً للباس غيرهم من الجيران والأقارب، ومن وجوه النفقة كذلك توفير الطعام المناسب الذي يتناوله الناس بدون أن يكون فيه إسراف أو تقتير وبما يمنح الزوجة والأولاد الصحة والعافية، ويدرئ عنهم الأمراض، وكذلك على الزوج أن يوفر لأسرته الدواء والعلاج عند حاجتهم إلى ذلك.

ويتوجب على الرجل النفقة على زوجته حتى لو كانت زوجة عاملة، ولا يحق له أن يأخذ من راتبها شيئا إلا إذا طابت نفسها به، وهذا الأمر يكون عندما تشترط الزوجة على زوجها العمل، أما إذا لم تشترط الزوجة ذلك عند عقد الزواج ثم بدا لها أن تعمل فيما بعد فللزوج أن يأذن لها بذلك، وفي تلك الحالة يكون له الحق في أن يأخذ من راتبها قدراً معينا بالمعروف، وبما يتفق عليه الطرفان بسبب أن عملها يستنفذ وقتا يعتبر من حقه عليها.