أزمة السودان داخلية

أزمة السودان داخليةسوسن أبو حسين

الرأى18-8-2024 | 15:25

خريطة طريق السلام في السودان انطلقت من مصر، خلال مؤتمر دول الجوار، منذ العام الماضي، وحان الوقت لتفعيلها، والأمر لا يحتاج لمنابر جديدة في جنيف وغيرها، والحل واضح ويركز علي الخطوات التالية:-

ا- مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد، والبدء دون إبطاء، في مفاوضات جادة تهدف للتوصل لوقف فوري ومستدام، لإطلاق النار.
2- مطالبة كافة الأطراف السودانية، بتسهيل كافة المساعدات الإنسانية، وإقامة ممرات آمنة، لتوصيل تلك المساعدات، للمناطق الأكثر احتياجا داخل السودان ووضع آليات، تكفل توفير الحماية اللازمة لقوافل المساعدات الإنسانية، ولموظفي الإغاثة الدولية لتمكينهم من أداء عملهم.
3- إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوي السياسية والمدنية، وممثلي المرأة والشباب؛ يهدف لبدء عملية سياسية شاملة، تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني في الأمن والرخاء والاستقرار والديمقراطية.
4- تشكيل آلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر، لوضع خطة عمل تنفيذية للتوصل إلي حل شامل للأزمة السودانية علي أن تضطلع الآلية بالتواصل المباشر مع أطراف الأزمة، والتنسيق مع الآليات والأطر القائمة. ولذا علي الدول التي تطلق مبادرات سلام أن تساعد ولا تعطل، وأتمني أن يقوم المبعوث الأمريكي الخاص ب السودان توم بيريلو، بالتركيز علي وقف شامل لإطلاق النار ، مع العمل علي تنفيذ الاتفاقيات الحالية، سواء اتفاقيات جدة، ونتائج مؤتمر حوار دول الجوار التي تعتمد علي أساسيات الحل والحوار، وإعادة بناء الثقة ووقف العمليات العسكرية، والتعامل مع الأزمة من منطلق أنها شأن داخلي؛ لأن الدعوة لمؤتمر جنيف أدت إلي استعداد طرف، ورفض الآخر، خاصة وأن قائد قوات « الدعم السريع »، محمد حمدان دقلو ( حميدتي )، قد أعلن موافقته علي الدعوة الأمريكية للمفاوضات في جنيف، مؤكداً التزامه بـ«الذهاب بإرادة حقيقية لوقف الحرب فوراً، ومن دون تأخير لإنهاء معاناة الملايين من السودانيين».علي الرغم من رفضه في السابق قبول وقف إطلاق النار، وزاد من توسيع عملياته العسكرية في الخرطوم ودارفور؛ وبالتالي هو يهرب للأمام من خلال تصريحات للاستهلاك، ولا يراعي عمق الأزمة التي تسببت في تحويل السودان إلي دولة فاشلة غير قادرة علي صنع قرارها؛ ولهذا تمسكت الحكومة السودانية بإعلان جدة الإنساني، ثم وقف القتال والإعلان أيضا عن عدم جدوي إنشاء منبر جديد في جنيف أو غيرها، وأعتقد أن هذا المنطق مقبول، وإلي حد كبير؛ .

أضف تعليق