رئيس مدينة زويل : هدفنا خريج يقود المنظومة المعرفية والعلمية

رئيس مدينة زويل : هدفنا خريج يقود المنظومة المعرفية والعلميةالدكتور محمود عبد ربه ، رئيس مدينة زويل

حلمٌ أصبح حقيقة، هكذا يمكن وصف حكاية مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا التى تعد مشروعًا قوميًا، بدأت الحكاية منذ أكثر من عشر سنوات بهدف إنشاء مدينة علمية تنقل الاقتصاد المصرى إلى الاقتصاد المعرفي، وذلك من خلال جيل جديد من الطلاب يقود المنظومة العلمية والمعرفية، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل تخلله العثرات والمطبات التى عانى منها حتى تدخلت الدولة وأحيت الأمل الذى قارب على الغروب، لتبدأ حكاية جديدة من حكايات المشروعات العلمية القومية فى مصر.

وداخل المدينة الواقعة بمنطقة حدائق أكتوبر استقبلنا الدكتور محمود عبد ربه ، رئيس مدينة زويل ، بابتسامة عريضة ثم جلسنا على طاولة المكتب ليتذكر التاريخ العريق لمؤسسة دار المعارف ومجلة أكتوبر، ثم بدأنا نستمع لحكاية المدينة الحلم ودورها فى الاشتباك مع قضايا ومشكلات المجتمع، وقيادة قاطرة البحث العلمى بهدف تخريج جيل جديد من الباحثين، إلى جانب الاستعداد لتنسيق الجامعات والمنح المقدمة للطلاب والطاقة الاستيعابية للمدينة، وآخر مستجدات متحف العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، ومصير براءات الاختراع والشراكات الدولية، وإلى نص الحوار..

كان إنشاء مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا حُلمًا واجه الكثير من العثرات.. نريد استعراض رحلة هذا الحلم وما التحديات التى واجهته؟!

كما تعلم فإن المدينة كانت فكرة العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، وقد تمثلت رؤيته فى أن تكون مدينة علمية بحثية تتكون من ثلاث مركبات، الأولى وهى جامعة العلوم والتكنولوجيا والثانية هى المعاهد التى يندرج تحتها مجموعة من المراكز البحثية، أما الثالثة فهى وادى العلوم والتكنولوجيا الذى كان مسماه فى القانون القديم «هرم التكنولوجيا»، وجميع المركبات تعمل فى تناغم مع بعضها البعض وذلك فى سبيل خدمة الدولة المصرية من أجل الوصول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، أما بالنسبة للإنشاءات فقد بدأت الجامعة بكليتين «العلوم» و «الهندسة»، وحاليًا بلغ عدد الكليات 4 حيث أُضيفت كليتا «علوم الحوسبة والذكاء الاصطناعي» و «إدارة الأعمال» وسيتم إضافة كلية خامسة قريبًا إن شاء الله.

وماذا عن البرامج الدراسية بالمدينة؟!

أصبحت البرامج الدراسية بالمدينة معتمدة من الولايات المتحدة الأمريكية، منها 4 برامج تم اعتمادها من الـ ABET وهى أكبر هيئة على مستوى العالم لاعتماد برامج العلوم والهندسة، وهذا ما يثبت جودة الخريج لدينا وقدرته على دخول سوق العمل فى أمريكا، وقد حصلنا على هذا الاعتماد فى عام 2022 م.

وكيف كان دور الدولة المصرية فى دعم المدينة والتغلب على التحديات التى واجهتها؟!

إن دعم الدولة المصرية للجامعة شيء أساسى ولولاه لما تمكنت المدينة من استكمال رسالتها، وكما تعلم فإن المدينة كانت تعتمد على جمع التبرعات ومع وفاة الدكتور أحمد زويل انخفضت بشكل كبير، لكن لحرص الدولة على استكمال المشروع تدخلت واستطاعت ضخ أكثر من 3 مليارات جنيه لاستكمال الإنشاءات وفرش وتجهيز الجامعة حتى يصل إلى الصورة الحالية، حيث استكمل المبنى الأكاديمى وهو مبنى الجامعة واكتمل أيضا المبنى الثقافى والإدارى وباقى المباني.

إلى أى مدى حققت المدينة حلم الدكتور زويل فى إنشاء مدينة علمية تنقل الاقتصاد المصرى إلى الاقتصاد المعرفى؟!

كما تعلم فإن الاقتصاد المعرفى هو اقتصاد قائم على إنتاج العقول سواء كانوا من الطلاب بالمدينة أو الخريجين، وفى الحقيقة فإن خريجى المدينة يضيفون إلى الاقتصاد، فهم الآن ينشئون شركات تنتج داخل مصر وتصدر خارجها إلى بعض الدول العربية، كما أن بعض الشركات التى أسسها خريجو المدينة لها مراكز بحثية فى الولايات المتحدة الأمريكية ، وهذا يوضح أننا فى المدينة لا نقدم خريجًا عاديًا بل نقدم خريجًا كما كان يقول الراحل الدكتور زويل إننا نريد خريجًا يقود المنظومة المعرفية والعلمية فى مصر، ولا يبحث عن فرص عمل بل يوجِدها، لذلك فإن نسبة التوظيف من خريجى الجامعة مرتفعة جدا، وأريد أن ألفت النظر إلى دور هرم التكنولوجيا فى حل مشكلات المجتمع من خلال الأبحاث التى يقوم بها العديد من الأساتذة بالمدينة، بالإضافة إلى التعامل مع الشركات المصرية سواء حكومية أو قطاع عام أو قطاع خاص لحل المشكلات لديهم من خلال أحدث الأجهزة الموجودة لدينا، وأيضا أحدث الخبرات والعقول لاسيما أن مدينة زويل تتميز بامتلاكها كوادر بشرية وعلماء على درجة عالية من التميز.

كم تبلغ الطاقة الاستيعابية للمدينة ومتى تصلون للطاقة القصوى؟!

يبلغ عدد الطلاب حاليًا 1400 طالب ونأمل أن نصل العام المقبل إلى 2000 لاسيما أن الكليتين التى تم إضافتهما لا تزال جديدة، ونأمل أن نصل إلى القدرة الاستيعابية القصوى والبالغة 10 آلاف طالب خلال 6 أو 7 سنوات.

إلى أى مدى تشتبك المدينة مع المشكلات التى تواجهها الدولة المصرية مثل الطاقة المتجددة والكهرباء والمياه وغيرها؟!

لقد أنشانا مركزًا بحثيًا متخصصًا فى هندسة الطاقة المتجددة وكفاءة استخدامها، لأن إحدى المشكلات التى نواجهها فى مصر هى كفاءة استخدام الطاقة، بالإضافة إلى الطاقة المتجددة لأنه من الممكن أن يكون لدينا طاقة متجددة تم إنتاجها لكن أُهدر استخدامها، فنحن نعمل على جزئية كفاءة إنتاج الطاقة المتجددة وكفاءة استخدامها، كما أنشأنا مركز أبحاث التنمية المستدامة المتخصص فى أبحاث المياه التى نواجه مشكلة ندرتها، هذا بالإضافة إلى المراكز البحثية القائمة الخاصة بعلوم الطب الحيوى وعلوم الأمراض والطب التجددى التى تقدم أبحاثًا علمية متميزة هذا بخلاف الأبحاث العلمية فى النانوتكنولوجي.

تُعد التخصصات البينية أحد محاور الاستراتيجية الوطنية للتعليم.. فإلى أى مدى ترى أهمية هذا التوجه العلمي؟!

كانت رؤية العالم الراحل دكتور أحمد زويل فى الجامعة أن تكون التخصصات بها بينية، والحمد لله نحن أول جامعة مصرية لديها التخصصات البينية بين البرامج دون التقيد بالكليات، فالبرامج البينية فى المدينة تخدم سوق العمل وتخدم الهدف الذى تعمل عليه الدولة وهو التوجه نحو الاقتصاد المعرفى، وأول البرامج البينية التى اعتمدتها الجامعة ثم انتشرت بعد ذلك فى الجامعات الأخرى كانت هندسة الفضاء، و الطاقة المتجددة وفيزياء الكون والعلوم الطبية الحيوية مصر.

وماذا عن تنسيق هذا العام؟!

تقبل مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا طلاب الشهادات الثانوية المصرية والشهادات المعادلة لها بجميع أنواعها والشهادات العربية أيضًا، كما نقبل طلاب شهادات مدارس المتفوقين والشهادة الأزهرية، وبالنسبة لكلية العلوم والهندسة فعلى الطالب أن يجتاز اختبار القبول، ثم عليه ان يكمل باقى مراحل التقديم ليكون أمامه اختبار تحديد مستوى اللغة الانجليزية، أما باقى الكليات فعلى الطلاب أن يجتازوا الحد الأدنى للتنسيق ثم اجتياز اختبار تحديد مستوى اللغة الانجليزية.

وماذا عن منح المتفوقين؟!

نقدم هذا العام نحو 232 منحة على مستوى 27 محافظة مصرية، حيث نعطى لكل محافظة 8 مقاعد للعشرة الأوائل فيها، وهناك منح جزئية تعتمد على درجة المجموع فى الثانوية العامة، من الممكن أن تصل إلى 40%، كما يوجد خصم 10% لأبناء العاملين بالجهاز الحكومى والقطاع العام وأصحاب المعاشات.

هل يتم تسويق براءات الاختراعات للشركات الكبرى؟!

لدينا هذا العام عدد جيد من براءات الاختراع هذا العام يبلغ 19 براءة، وتسويقها يقع على مركز وادى العلوم والتكنولوجيا فلدينا إدارة متخصصة فى براءات الاختراع، بالإضافة إلى إدارة تقوم بتسويق المنتجات لمجتمع الصناعة.

ماذا عن دوركم فى مبادرة تحالف وتنمية مع الجامعات المصرية الخاصة بالأقاليم السبعة؟!

نحن فى انتظار التكليفات التى تصدر لنا ضمن الإقليم الذى نقع فيه، لاسيما أننا جامعة مصرية لكن ذات قانون خاص، وبمجرد وصول التوجيهات سنشارك فى التعاون مع الجامعات الأخرى.

وماذا عن كلية صيدلة فارما؟!

هذه هى الكلية الخامسة التى سنتقدم بها للمجلس الأعلى للجامعات وبمجرد الحصول على الموافقة سنبدأ الدراسة بها، لكن بالتأكيد ليس خلال العام الدراسى 2024/ 2025 إنما من الممكن أن يكون ذلك خلال العام الدراسى 2025/2026.

ماذا عن الشراكات الدولية؟!

لدينا شراكات مع عدد كبير من الجهات البحثية حيث نقدم للطلاب تدريبًا علميًا فى عدد من الدول منها دولة ألمانيا والطلاب الألمان سيتم تدريبهم داخل جامعة زويل.

لماذا تم تأسيس شركة زويل كونها ذراعا استثمارية للمدينة؟!

قمنا بتأسيس شركة مدينة زويل للتكنولوجيا والابتكار ونحن نسير فى مرحلة إنهاء إجراءات تشكيل مجلس إدارة الشركة والحصول على الاعتماد .

أضف تعليق