استغرق التخطيط لعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للبيت الأبيض سنوات عديدة، إذ عمل أعضاء رئيسيون من إدارته السابقة على دراسة لوائح إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، وإجراء مقابلات مع مئات المسئولين السابقين، ووضع مسودات للإجراءات التنفيذية لإطلاق فترة ولاية جديدة له إذا فاز.
إدارة محترفة
ووفقًا لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، استهدف هؤلاء الأعضاء إنشاء إدارة محترفة يمكنها التحرك بسرعة لإلغاء إرث الرئيس " بايدن"، وتجنب الفوضى التي أعاقت فريق "ترامب" بعد عام 2016.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن معهد أمريكا أولًا "AFPI" وهو مؤسسة بحثية غير ربحية تأسست في عام 2021 تشارك في الترويج للأجندة السياسة المستقبلية لترامب، مستندة إلى أن "بروك رولينز"، الرئيس التنفيذي للمؤسسة على علاقة وثيقة ب الرئيس الأمريكي السابق.
ووفقًا لشخصين مطلعين على الاجتماع في هذا الشهر، عيّن ترامب رئيسة مجلس إدارة المجموعة، "ليندا ماكماهون"، للمشاركة في قيادة فريق الانتقال الرسمي.
وقالت "كيليان كونواي"، المستشارة السابقة لترامب، التي ترأس مركز الطفل الأمريكي التابع لـ"AFPI": "لمدة ثلاث سنوات ونصف، ركز المعهد على الموظفين والسياسة وهو يعج بالموظفين الكبار من إدارة "ترامب" السابقة الذين كان هدفهم أن يكونوا مستعدين منذ اليوم الأول."
وتعرضت المؤسسة البحثية لانتقادات من اليسار بسبب ارتباطها بإنكار انتخابات عام 2020، بما في ذلك مشاركتها في دعوى قضائية في جورجيا بشأن سلطة المسئولين المحليين في الطعن في اعتماد نتائج الانتخابات.
وبالرغم من كونها منظمة غير ربحية، إلا أن المجموعة والتي لا تكشف عن مانحيها ممولة بشكل جيد، وفي عام 2022، حققت 23.6 مليون دولار من الإيرادات، وفقًا لإقرار ضريبي حديث، ودفعت لعدد من المسؤولين السابقين في إدارة "ترامب" مئات الآلاف من الدولارات كتعويضات.
استضاف "ترامب" فعاليات لجمع التبرعات للمعهد الأمريكي في ناديه مار إيه لاجو، وكان أول خطاب رئيسي له في واشنطن منذ مغادرته البيت الأبيض في حدث في المعهد.
ورغم أن المعهد البحثي لم ينشر بعد أي مواد نهائية من شأنها أن تحدد مشروع "أمريكا أولاً" لولاية ترامب القادمة، لكن أجندة المجموعة الواسعة التي تم إصدارها للجمهور تركز على تحرير الحكومة الفيدرالية، وحملة صارمة على الجريمة، ودعم زيادة إنتاج النفط والغاز، واستكمال الجدار الحدودي والحد من الإنفاق الفيدرالي من بين قضايا أخرى.
تحليل آداء بايدن
وأجرت المؤسسة بحثًا مكثفًا بهدف التعمق فيما وصفه مذكرة مبكرة باستراتيجيات "الإدارة والموظفين والسياسة والمالية" لإدارة الحكومة الفيدرالية، كما عقدت أكثر من 1000 مقابلة مع مسؤولين سابقين في الإدارة لتحليل كل أمر تنفيذي لإدارة بايدن، وفقًا لشخص مطلع على عملها، وهي تقوم بصياغة أكثر من 100 إجراء تنفيذي مقترح.
ولا تزال جهود الانتقال الرسمية الحالية قيد الإنشاء، وفقًا لشخص مطلع والذي قال إن فحص المناصب الوزارية المحتملة لم يبدأ على محمل الجد، على الرغم من أن "ترامب" قد طرح بالفعل أسماء مختلفة لمناصب معينة.
وفي منتصف أغسطس تم تسمية ابني ترامب البالغين، إريك ترامب و دونالد ترامب جونيور، إلى جانب مساعد "ترامب" في الترشح السناتور "جيه دي فانس"، كرؤساء مشاركين فخريين لعملية الانتقال، وأضاف ترامب هذا الأسبوع روبرت ف. كينيدي جونيور وتولسي جابارد كرؤساء مشاركين فخريين.