مؤتمر قومي للتعليم

الرأى1-9-2024 | 15:32

مرة أخري.. أعود للكتابة عن قضية التعليم وخاصة ما قبل الجامعي الذي تتعدد فيه المناهج و النظم التعليمية المختلفة.

وأكرر.. أنه "قضية مجتمع" ولا يجب أن يترك لاجتهاد أو رغبات بعض من يتولون مسئوليته، وأيًا كانت مؤهلاتهم أو خبراتهم.

فلابد أن يكون لدينا "فلسفة.. وأهداف" يحظيا بالإجماع.. والاستدامة، يحكمان خطط وإجراءات وتنفيذ العملية التعليمية، بداية من مرحلة الحضانة وحتي انتهاء المرحلة الثانوية بتنوعاتها.

فتلك مرحلة "التكوين" الأساسية للشباب المصري، والذي تتشارك فيها كل من الأسرة والمدرسة لبناء "شخصية سوية" قادرة علي التفكير السليم واتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق باختياراته الدراسية في المرحلة الجامعية.. ومستقبله بصفة عامة.

ولأننا نتحدث عن 25 مليون طالب في مراحل التعليم المختلفة، هم "ثروة مصر" الأساسية، والذين – لو أحسن تعليمهم وإعدادهم – يمكنهم قيادة وإدارة المؤسسات المصرية والأنشطة المختلفة، وتحقيق نهضة تشبه ما أحدثه محمد علي في القرن التاسع عشر، وما أحدثته ثورة يوليو في القرن العشرين.

وأعتقد أن النهضة الأولي لا يختلف عليها أحد فيما أنتجته من "نجوم ونخب" سياسية، واقتصادية، وأدبية، وفنية، ورياضية وفي العديد من المجالات التي يضيق المكان عن حصرها.

والمعني أن "البشر الأسوياء" هم أصحاب الأفكار الجديدة والملهمة، وهم مفجروا وقادة النهضة المطلوبة في كافة المجالات.

ولا خلاف علي أن "التعليم" هو "البئر" الذي يرتوي منه هؤلاء المرغوبين، وأنه مازال هو الطريق الشرعي والطبيعي للصعود الوظيفي والمجتمعي ويكفي هنا قول شاعرنا الكبير:

قف للمعلم وفّه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.

لأنه "معد" ومدرب ومرشد.. أي أنه صاحب رسالة تكاد تصل لدرجة رسالة الرسل المكرمين.

إذن لا بديل عن "مؤتمر قومي للتعليم" يشارك فيه كل المعنيين، وينتهي بوثيقة مرشدة.. ينفذها وزراء التعليم المتتابعين!

وأن تتضمن تلك الوثيقة، الفلسفة والأهداف والوسائل والإجراءات، وعلي سبيل المثال نوعية المناهج الدراسية ومضمونها ومحتواها.

كيف نعيد التلاميذ للمدارس والتي يجب أن تساعدهم علي تنمية مواهبهم المختلفة..

وماذا نقدم "للمعلم" الذي يقع عليه عبء التنفيذ والتأهيل، من تدريب فني ودعم مادي؟

حفظ الله مصر.. وألهم أهلها الرشد والصواب

أضف تعليق