الأهداف الضائعة.. نتنياهو يواصل كتابة التاريخ الدموي للاحتلال

الأهداف الضائعة.. نتنياهو يواصل كتابة التاريخ الدموي للاحتلالنتنياهو

خطان متوازيان يسيران فى اتجهان متعاكسان، أولهما يواصل الداخل الإسرائيلي غليانه فى وجه نتنياهو مطالبا بإقالة حكومة الاحتلال على أثر الإخفاق فى تحرير الرهائن فى غزة، وزيادة عدد القتلى فى جنود الاحتلال المنضمون إلى صفوف جيش، وارتفاع عدد القتلى بين الرهائن بفعل آلة القتل الإسرائيلية.

وفي الاتجاه الثاني، يواصل نتنياهو ورفاقه فى حكومة الاحتلال المتطرفة أمثال بن غفير وسموتريتش وكاتس، كتابة التاريخ الدموي للاحتلال، ومواصلة عملية الفرار من التحقيقات الداخلية على أثر الفشل فى 7 أكتوبر، والهروب من المحاكمات الدولية على خلفية العدوان على غزة منذ 8 أكتوبر.

وبحسب إعلام الاحتلال إسرائيلي، فإن أعضاء معارضون في الكنيست: "يطالبون بعقد جلسة طارئة بحضور نتنياهو لمناقشة أهداف الحرب"، وكان نتنياهو استهدف "القضاء على حركة حماس، وإطلاق سراح المختطفين بالدرجة الأولى".

ومن آن لأخر، تخرج تصريحات من مصادر إسرائيلية لوسائل إعلام عبرية، مؤكدة: "المجلس الوزراي الأمني ألحق ضررا كبيرا بالرهائن و نتنياهو فضل بن غفير ومنصبه على حياتهم.. المفاوضات على وشك الانهيار والحكومة تتصرف بناء على اعتبارات سياسية".

وانتهى الرأي العام الداخلى في كيان الاحتلال إلى عدة حقائق، بعد مرور 11 شهرا من العدوان على غزة، وهي وجود تضارب في المصالح لدى رئيس الحكومة الإسرائيلية، فهو حائر بين مصالح عائلات المحتجزين في غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس، والحفاظ على وتيرة العنف برعاية المتطرفين فى الحكومة، أو التعبير عن غضبه الشخصي بالانهيار الأمني في عهده فى 7 أكتوبر 2023.

ومن الحقائق، عجز نتنياهو عن تحقيق أهدافه التي أُعلنت قبل الحرب على غزة، ما يعد دليلاً واضحاً على أن إسرائيل بحاجة إلى قائد جديد، وهو ما يجعل مستقبل نتنياهو السياسي له صلة مباشرة بالحرب ومجريات الحرب.

أضف إلى الفشل السياسي، فشل أمنى جديد، وهو فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في تطهير المناطق التي قام بتدميرها وإعلانها مناطق آمنة، ثم عادت الصواريخ تنطلق منها قاصدة تل أبيب عاصمة الاحتلال. مؤكدين نتيجة واحدة، " نتنياهو هو من قاد إسرائيل والإسرائيليون إلى هذا الوضع المأزوم داخليا وإقليميا وعالميا".

واستقر الرأى العام الإسرائيلي إلى حتمية تغير العلاقة مع الشعب الفلسطيني بشكل كامل، والانسجام مع الرؤية الأمريكية والعالمية بضرورة حل البلدين والاعتراف بفلسطين دولة مجاورة وإقامة حدود معترف بها أمنيا واقتصاديا وعلى جميع المستويات. مؤكدين أن مصلحة "الدولة الإسرائيلية" تكمن في الإطاحة بحكم نتنياهو.

أضف تعليق

مجرمون على خطى نيرون

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2