دفعت موجة جديدة من عمليات شراء الأسهم الأمريكية عند تراجع الأسعار إلى الانتعاش بعد موجة بيع أثارتها المخاوف الاقتصادية، في الوقت الذي يترقب فيه المتداولون بيانات التضخم هذا الأسبوع للحصول على مؤشرات حول حجم تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة من قبل "الاحتياطي الفيدرالي".
ارتفعت جميع القطاعات الرئيسية ضمن مؤشر "إس آند بي 500"، حيث صعد بنحو 1%. جاء الارتفاع بعد أسوأ بداية لشهر سبتمبر منذ بدء توثيق بيانات السوق، وفقاً لبيانات "بيسبوك إنفستمنت جروب" (Bespoke Investment Group) التي تعود إلى عام 1953. قادت أسهم شركتي "تسلا" و"إنفيديا" الارتفاعات بين الشركات الكبرى. في حين أطلقت "أبل" أحدث نسخة من هاتفها "آيفون 16"، حيث قال المدير التنفيذي للشركة تيم كوك إنه تم تصميمه للاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، لكن أسهم الشركة انخفضت بـ1.8%.
قال توم إساي من شركة "ذا سيفنز ريبورت" (The Sevens Report): "غالباً نشهد عمليات شراء فنية عند الانخفاض"، مضيفاً: "النمو الاقتصادي بلا شك يفقد زخمه، لكن الهبوط السلس لا يزال أكثر احتمالاً من الهبوط الحاد. هذا الأسبوع يعود التركيز إلى التضخم".
شهدت سندات الخزانة تحركات طفيفة، مع تراجع احتمال خفض سعر الفائدة بنصف نقطة في اجتماع "الفيدرالي" في سبتمبر إلى 20% بعد أن كان 50% في الأسبوع الماضي. استقرت توقعات التضخم في الولايات المتحدة بينما زادت المخاوف من التخلف عن السداد، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك نُشر يوم الاثنين.
حلق "إس آند بي 500" بالقرب من مستوى 5,460 نقطة. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بـ0.8%. وأضاف مؤشر "داو جونز" الصناعي 1.1%. ارتفعت أسهم شركة "بوينج" وسط تفاؤل بأن اتفاقاً عمالياً سيمنع وقوع إضراب. عادت "جوجل"، التابعة لشركة "ألفابت"، إلى المحكمة لمواجهة مزاعم وزارة العدل الأميركية بأنها تتلاعب بسوق الإعلانات الرقمية. من المقرر أن تعلن "اوراكل" نتائجها في وقت لاحق اليوم الاثنين.
كانت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات مستقرة عند 3.7%. ارتفع الدولار، وتجاوز سعر بتكوين حاجز 56 ألف دولار.
قال كريج جونسون من "بايبر ساندلر": "المستثمرون في الأسهم يتعاملون مع موقف محفوف بالمخاطر بين التفاؤل بتخفيضات أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي، ومخاوف الركود والمشهد السياسي". أضاف: "التحليل الفني للمتوسطات الشائعة في السوق يشير إلى أن ضعف الأسبوع الماضي كان مجرد تراجع ضمن اتجاه صاعد طويل الأمد".
من جهة أخرى، قد تبقى الأسهم الأمريكية متقلبة، وقد تشهد مزيداً من الانخفاضات في المدى القريب وسط مخاطر مرتبطة بالناحية الموسمية والمعنويات والانتخابات الرئاسية، وفقاً لاستراتيجيي "آر بي سي كابيتال ماركتس".
كتب فريق الاستراتيجيين بقيادة لوري كالفاسينا في مذكرة أن "أي ضرر إضافي سيظل ضمن نطاق تراجع بنسبة 10%". أضافوا أنه إذا تصاعدت مخاوف الهبوط الحاد، فإن خطر انخفاض مرتبط بمخاوف النمو في نطاق 14%-20% "سيزداد أيضاً".
مع إشارات بيانات سوق العمل إلى تباطؤ وليس ركوداً وشيكاً، قال استراتيجيون في "إتش إس بي سي" بقيادة ماكس كيتنر إنهم يزيدون مراكزهم الإضافية في الأسهم الأمريكية بناءً على توقعات أرباح مرنة في الربع الثالث.
قالت سافيتا سوبراهمانيان، محللة الأسهم والاستراتيجيات الكمية في "بنك أوف أمريكا"، يوم الاثنين إن ارتفاع التقلبات على المدى القصير والمتوسط والطويل سيجعل الأسهم من الفئة الاسثتثمارية والعائدات أكثر جاذبية مقارنةً بنظيراتها من أسهم النمو. أضافت: "الأفضل السلحفاة (الجودة والعائدات) على الأرنب (النمو وإعادة التقييم)"، مشيرة إلى أن عوائد أسهم شركات المرافق تعادل عوائد ناسداك "على المدى الطويل". كما قالت إن المرافق تفوقت على أسهم التكنولوجيا هذا العام.
وفقاً لاستراتيجيي "سيتي جروب"، فإن عمليات البيع في الأسهم الأمريكية الأسبوع الماضي جعلت المؤشرات الرئيسية عرضة لمزيد من التراجع.
قال فريق بقيادة كريس مونتاغو إن عمليات البيع واسعة النطاق للأسهم، خاصة في مؤشر "إس آند بي 500"، تشير إلى تحول شهية المخاطرة نحو ميل أكثر سلبية بشكل مباشر. أشار الاستراتيجيون إلى أن إغلاق عمليات البيع والشراء من قبل صناديق التحوط في المؤشر جعل إجمالي الانكشاف الاستثماري عند نصف ذروته السابقة في منتصف يوليو.
استمرت صناديق التحوط في تقليص مراكزها في الأسهم الأميركية، حيث شهد "إس آند بي 500" أكبر انخفاض أسبوعي له منذ مارس 2023.