في ظل تصاعد الجهود الأمريكية لحظر شبكة الإعلام الروسية "RT" على مستوى العالم، كشفت مصادر أن مسؤولين أمريكيين طلبوا من وزارة الخارجية الهندية الانضمام إلى حملتهم ضد ما وصفوه بـ "التضليل الروسي".

وطالب المسؤولون الأمريكيون من نظرائهم الهنود إلغاء اعتمادات قناة RT وتصنيف صحفييها بموجب "قانون البعثات الأجنبية". وأفادت صحيفة *The Hindu* بأن وزارة الخارجية الهندية لم ترد على هذه المطالب، وأوضح مسؤولون حكوميون أن النقاش حول العقوبات ليس له علاقة بالهند.

وفي هذا السياق، انتقد السفير الهندي السابق لدى روسيا وفرنسا، كانوال سيبل، تحركات الولايات المتحدة للحد من وتقييد المنظمات الإعلامية الروسية، واعتبرها ضارة بـ "القيم الأمريكية" بالرغم من إعلان واشنطن دعمها لحرية التعبير. وأشار سيبل إلى أن مثل هذه التصرفات ستُعتبر ازدواجية في المعايير من جانب دول الجنوب العالمي المستهدفة، مؤكداً أن الهند لن تستجيب لهذه الضغوط الأمريكية.

وأكدت مصادر لصحيفة *The Hindu* أن القضية نوقشت في اجتماع بين مسؤولين من السفارة الأمريكية و وزارة الخارجية الهندية خلال الأسبوعين الماضيين.

من جانبه، صرح كريستوفر إلمز، المتحدث باسم السفارة الأمريكية في الهند، بأن حكومة الولايات المتحدة تترك لحكومات الدول الأخرى اتخاذ قراراتها الخاصة بشأن اعتماد هذه الكيانات، مشيراً إلى أن واشنطن "ترحب بكل الدول التي تتخذ إجراءات مشابهة لتلك التي اتخذتها الحكومة الأمريكية".

ورفضت وزارة الخارجية الهندية التعليق على الطلب الأمريكي، وأكدت أن الأمر "لا يتعلق" بالهند، مشيرة إلى أن نيودلهي لا تلتزم بالعقوبات الأحادية الجانب التي لم توافق عليها الأمم المتحدة.

وفي وقت سابق، اتهم وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قناة RT بالمشاركة في "عمليات سرية" مزعومة للتدخل في شؤون دول أخرى و"المشتريات العسكرية"، معلناً فرض عقوبات على ثلاثة هياكل وشخصين على خلفية هذه الاتهامات.

وقال بلينكن أيضاً إنه أمر الدبلوماسيين الأمريكيين حول العالم بمشاركة "الأدلة" التي زعمت الولايات المتحدة أنها جمعتها حول قناة RT. وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية لاحقاً أن وسائل الإعلام الروسية المدرجة في قائمة العقوبات، بما في ذلك مجموعة " روسيا سيفودنيا"، يمكنها الاستمرار في ممارسة أنشطتها في الولايات المتحدة.

في 4 سبتمبر، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على رئيسة تحرير قناة RT، مارجريتا سيمونيان، ونائبين لها، أنطون أنيسيموف وإليزافيتا برودسكايا.