الرهانات على قرار «الفيدرالي» توجه متداولي «وول ستريت» نحو الأسهم الصغيرة

الرهانات على قرار «الفيدرالي» توجه متداولي «وول ستريت» نحو الأسهم الصغيرةصورة ارشيفية

اقتصاد وبنوك17-9-2024 | 05:08

واصل المتداولون في "وول ستريت"، الذين يستعدون لقرار "الاحتياطي الفيدرالي" الأمريكي هذا الأسبوع، التخلي عن الاستثمار في أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى التي كانت قد وجّهت السوق الصاعدة منذ بداية العام.

في ظل تزايد الرهانات على خفض "الفيدرالي" للفائدة بمقدار نصف نقطة يوم الأربعاء، استمر تدفق الأموال نحو القطاعات ذات الطبيعة الحساسة اقتصادياً، وابتعد عن أسهم التكنولوجيا الكبرى التي تُعتبر ملاذاً آمناً. تراجعت أسهم "أبل" بنسبة 3% بعد تحذير محلل بارز من أن الطلب على "أيفون 16 برو" جاء أقل من المتوقع. ورغم أن مؤشر "إس آند بي 500" لم يشهد تغييراً كبيراً يوم الاثنين، إلا أن معظم الأسهم المدرجة ارتفعت.

يرجع هذا التباين بشكل كبير إلى ضعف شركات التكنولوجيا الكبرى التي تسيطر على المؤشر الرئيسي للأسهم الأمريكية. وفي الوقت نفسه، اقترب المقياس متساوي الأوزان ضمن مؤشر "إس آند بي 500" -الذي يمنح شركات مثل "تارجت" (Target Corp) نفس التأثير مثل "مايكروسوفت"- من أعلى مستوياته على الإطلاق وسط آمالٍ بأن يزيد الارتفاع الذي شهدته الأسهم هذا العام.

قال جون ستولتزفوس، من شركة "أوبنهايمر أسيت مانجمنت" (Oppenheimer Asset Management): "لا نزال متفائلين تجاه الأسهم. التحول الواسع نحو الارتفاع من أدنى مستويات مؤشر إس آند بي 500 العام الماضي، خفف حدة التقلبات التي شهدناها بشكل متكرر منذ أدنى مستويات أغسطس. والتراجعات التي شهدناها حتى الآن هذا العام تبدو في معظمها كتصحيحات طفيفة لمؤشر إس آند بي 500".

مع اقتراب قرار "الفيدرالي"، أشار استراتيجيون من "مورجان ستانلي" و"جولدمان ساكس" و"جيه بي مورجان" إلى أن حجم الخفض في أسعار الفائدة أقل أهمية بالنسبة للأسهم مقارنة بحالة الاقتصاد الأميركي.

كالي كوكس، من شركة "ريتهولتز ويلث مانجمنت" (Ritholtz Wealth Management)، توقعت أن "يكون هناك خفضاً في الفائدة هذا الأسبوع، سواء كان بمقدار 25 أو 50 نقطة أساس. التأثير الاقتصادي لخفض واحد -بغض النظر عن حجمه- سيكون غير ذي أهمية كبيرة. الأهم هو مسار ودرجة التخفيضات خلال العام المقبل وما بعده".

كان مؤشر "إس آند بي 500" يحوم حول مستوى 5625 نقطة. في حين انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.6%. وارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.4%. بينما تراجع مؤشر "بلومبرج" لـ"السبعة العظماء" بنسبة 1%. في حين أضاف مؤشر "راسل 2000"، الذي يضم الشركات الصغيرة، نسبة 0.6%. كما تفوقت أسهم البنوك بشكل كبير على السوق الأوسع بعدما أشار محلل كبير إلى أن احتمالات تحقيق هبوط اقتصادي سلس يجب أن تتفوق على الضغوط على هوامش الربحية.

تراجعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس إلى 3.62%. كما انخفض الدولار إلى أدنى مستوياته منذ يناير. بينما بلغت أسعار الذهب أعلى مستوياتها على الإطلاق.

قادت شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "إنفيديا" و"مايكروسوفت" ارتفاع الأسهم على مدى العامين الماضيين، حيث انجذب المستثمرون إلى أرباحها القوية وانخراطها في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

لكن منذ وصول مؤشر "إس آند بي 500" إلى ذروته في 16 يوليو، شهدت أسهم ما يُسمى بـ"السبعة العظماء" تراجعاً بأكثر من 6%، في حين اكتسبت قطاعات أخرى زخماً.

يوضح بول نولتي، من شركة "ميرفي آند سيلفيست ويلث مانجمنت" (Murphy & Sylvest Wealth Management)، أنه "منذ وصول أسهم التكنولوجيا إلى ذروتها (مؤقتاً؟) في يوليو، كانت الأسهم الرابحة هي '493 سهماً' المتبقية في مؤشر إس آند بي 500". مضيفاً: "كانت هناك الكثير من 'البدايات الخاطئة' عندما بدا أن أسهم التكنولوجيا خفت نجمها، لكن سرعان ما استعادت مكانتها القيادية في السوق".

أضف تعليق