قال الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الوقاية من خطر الإلحاد، خاصة في عالم الفضاء الإلكتروني الذي يعتمد على العقل التقني، تتطلب وضع أسس حماية مشابهة لتلك التي تستخدم في برامج الحماية من الفيروسات. وأضاف أن علينا حماية العقل البشري من "الفيروسات الفكرية" عبر تعزيز التفكير النقدي والوعي. وأكد الجندي على أهمية العودة إلى استخدام العقل البشري كمرجع للحكم على الأمور، مما يساعد في توضيح الرؤى التي تقود إلى اليقين بالله تعالى.
وأكد «الجندي» خلال كلمته في اللقاء الثاني من أسبوع الدعوة الإسلامية بعنوان «خطر الإلحاد »، والذي يقام بالجامع الأزهر في إطار مبادرة الرئيس «بداية»، أن كثيرا من المستشرقين والملحدين تابوا وعادوا حتى من طرحوا الأطروحات الإلحادية خابوا في دراساتهم، فمثلا: تشارلز دوكنز صاحب كتاب "وهم الإله" وهو رجل ملحد وفي سياقاته التعبيرية أثبت وجود الله، و ستيفن هوكينج هذا الرجل الذي قال بدقة الكون ودقة الكون معناها أن هناك خالق وصانع لهذا الكون وهو الله -سبحانه وتعالى-، وغيرهم من المفكرين عندما طرحوا نظرياتهم وأمعنوا الفكر وصلوا إلى الحقيقة.
وفيما يخص أصول العلم التقني، أوضح "الجندي" أن جذوره تعود إلى التراث الإسلامي. فعلى سبيل المثال، عندما قدم نيوتن نظرية الجاذبية، كانت هذه النظرية استمرارًا لما أسسه ابن الهيثم الذي يعد من أوائل من طرح أفكارها. كما أن الإمام الخوارزمي، في القرن الثامن، ساهم بشكل كبير في تطوير العلوم، مما شكل أساسًا للعديد من الاكتشافات في الرياضيات والفلك والجغرافيا. وأكد الجندي أن كل المعالجات للمشكلات المعقدة في الفيزياء والخوارزميات تدل على وجود الله تعالى.
واختتم فضيلته كلمته بجدلية استحضار العمل يوم القيامة كما في قوله تعالى ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ۚ وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ۗ وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا﴾[ الكهف: 49]، مستشهدا أن التقنية الحديثة أجازت حدوث ذلك في قدرة العبد إذا اعتمد على تفريغ الكاميرات التي تسجل لحظة بلحظة الأشياء للتأكد من أمر ما، فما بالنا بالخالق، لافتا أن هذه التقنية البسيطة تعد ردا كافيا في جدلية استحضار العمل يوم القيامة وإثبات وجود الله.