أكد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إنه يمر إقليم الشرق الأوسط بظروف صعبة ومنعطف بالغ الخطورة.. في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي استمر لعام كامل عاش خلاله أهله غزة كارثة حقيقية، جاء ذلك خلال افتتاح أعمال النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة.
وأعرب "زكي"، عن سعادته للمشاركة في افتتاح أعمال النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة، مرحبًا بالحضور وبالاجتماع الذي ينظمه المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة بالتعاون مع شركاء التنمية لتأتي النسخة الثانية هذه استثماراً للنجاح الذي حققته النسخة الأولى لـ أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة والذي عقد في أكتوبر2023 بالتزامن مع المنتدى العربي الخامس للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الذي نظّمته الأمانة العامة تحت مظلة المجلس الوزاري العربي للكهرباء.
وحذر "زكي"، من استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حيث واجهوا مستوى من الوحشية والتجرد من الإنسانية سيظل وصمة عار على جبين العالم الذي وقف عاجزاً أمام هذا الإجرام.. واليوم.. تمتد يد الإجرام إلى لبنان، وتستبيح سيادته على نحو يهدد بانفجار المنطقة كلها في حرب إقليمية.
وشدد من خطورة الاستمرار في هذا التصعيد وتبعاته على الجميع.. إن على العالم أن يقف وقفة صادقة مع النفس ويضع حداً لهذا السلوك الإسرائيلي قبل فوات الأوان.
وقال "زكي" في خضّم هذا العالم الصاخب بالأحداث، تتطلع المنطقة إلى تحقيق الأمن والاستقرار سعياً للحاق بركب التنمية وتحقيق التنمية المستدامة بكافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية... واستدامة الطاقة تمثل عنصراً هاماً في هذه الأبعاد.
ومن هذا المنطلق، واتساقاً مع الاستراتيجية العربية للطاقة المستدامة التي باركتها القمة التنموية في بيروت في 2019؛ يتزايد اهتمام الدول العربية بـ الطاقة المتجددة بهدف تنويع المزيج الوطني لمصادر الطاقة من ناحية، والعمل على الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة من خلال تبني تقنيات الطاقة النظيفة والتخلص الآمن من الكربون من ناحية أخرى، واسمحوا لي هنا أن أشير إلى أربعة أمثلة:
- تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى رفع القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة لتصل إلى ثلاثة أضعاف بحلول عام 2030، كما تستهدف زيادة مساهمة الطاقة النظيفة في الإنتاج الإجمالي من الطاقة إلى 30 في المائة بحلول عام 2030 لتصل إلى 38 بالمائة في عام 2035.
- وفي إطار البرنامج الوطني للطاقة المتجددة بالمملكة العربية السعودية الذي يمثل مبادرة استراتيجية تم إطلاقها تحت رؤية المملكة 2030 ومبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة، تستهدف المملكة زيادة حصتها في إنتاج الطاقة المتجددة، كما يستهدف البرنامج تحقيق التوازن في مزيج مصادر الطاقة المحلية والوفاء بالتزامات المملكة تجاه الحد من الانبعاثات.
- وفي مصر، تستهدف الاستراتيجية المتكاملة للطاقة حتى عام 2035 الوصول بنسبة مساهمة الطاقة المتجددة إلى 42 في المائة من إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة عام 2035، حيث تبلغ المساهمة الحالية للطاقة المتجددة شاملة الطاقة الكهرومائية في إجمالي الطاقة الكهربائية المنتجة حوالي 12 في المائة.
- وفي المغرب، تهدف استراتيجية الطاقة إلى زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في المزيج الكهربائي من 20 بالمائة إلى أكثر من 52 في المائة في عام 2030.
وعلى صعيد آخر، واتصالًا بموضوع الطاقة النظيفة، تتزايد إسهامات بعض الدول العربية في المشهد العالمي لإنتاج الهيدروجين النظيف، حيث وقّع عدد منها خلال الفترة الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع شركاء دوليين لإنتاج واستخدام الهيدروجين الأخضر، مما أدى إلى ارتفاع عدد المشروعات في منطقتنا العربية، وهو اتجاه محمود نتمنى له الازدهار في المستقبل... ويُضاف إلى هذا الجهد ما بذله خبراء المجلس الوزاري العربي للكهرباء لإعداد الوثيقة المتميزة بعنوان "نحو استراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر"، فضلاً عن إنشاء الشبكة العربية للهيدروجين الأخضر التي سنشهد إطلاقها الأسبوع القادم.
أصحاب المعالي والسعادة
تشير التقارير الصادرة مؤخراً إلى أن معظم مرافق الكهرباء في الدول النامية يلزمها الكثير من التجهيزات لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ورفع نسبة مصادر الطاقة المتجددة إلى شبكاتها الوطنية، مما يعوق أهداف التحول الطاقي العالمي لتوفير كهرباء نظيفة وموثوقة وميسورة التكلفة للجميع؛ ونظراً لأن مرافق الكهرباء هي جوهر الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات الكربونية لإمدادات الكهرباء لقدرتها على توفير كهرباء نظيفة وميسورة التكلفة لعموم المستهلكين؛ تحتل موضوعات الربط الكهربائي العربي الشامل وإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء رأس أولويات المجلس الوزاري العربي للكهرباء التي سخّر لها الكثير من الدعم الفني بالتعاون مع الشركاء؛ إن نظرتنا في هذا الموضوع هي تكامل اقتصادي عربي ممنهج في قطاع الكهرباء تكون القاعدة الأساسية له الربط الكهربائي العربي الشامل وإنشاء سوق عربية مشتركة للكهرباء تعتمد على تنويع مصادر الطاقة المستدامة واستخدام كل ما من شأنه تعزيز دور المنطقة العربية في أسواق الطاقة العالمية؛ وبهذه المناسبة يسعدني تهنئتكم جميعًا بالإنجاز الكبير الذي تحقق باعتماد اتفاقيتي السوق العربية المشتركة للكهرباء والتي سنشهد التوقيع عليهما قريبا بإذن الله.