طلب مني الأستاذ الكبير المرحوم أنيس منصور أن أذهب إلي طابا من الجانب الآخر لأننا جميعا نكتب عنها من هنا فذهبت ومعي المصور محمد حسن رحمه الله.
ذهبنا إلي السفارة المصرية في تل أبيب ومن هناك اتصلنا بقنصلنا في إيلات المرحوم السفير حسن عيسي الذي رحب بنا وأخبرنا أننا أتينا في الموعد المناسب لأن «مائير كاهانا» كبير المتطرفين اليهود ينوي أن يتظاهر ضدنا غدا أمام القنصلية ولكنه لن يستطيع الحضور أمام القنصلية لأن اتفاقية السلام تمنع أي تظاهر من كلتا الدولتين أمام البعثات الدبلوماسية، لذلك كاهانا لن يستطيع القدوم إلي هنا، لذلك ممكن تصوروه غدا ومعه أتباعه من الميادين والشوارع .
وفي الصور سوف ترون صورتي أمام فندق طابا الذي لم يكن البناء فيه قد اكتمل بعد وفي صورة أخري أنا والسفير حسن عيسي نجلس علي مقهي في إيلات.
صباح المظاهرة أخذنا السفير حسن عيسي إلي ميدان سيتظاهر فيه كاهانا وقال سأنتظركم علي مقهي قريب واتت المظاهرة وكانت 3 اشخاص فقط منهم كاهانا واثنان من أتباعه ودخل إلي محل يطلب من الناس أن يخرجوا معه للتظاهر ضد القنصل المصري فبصقت صاحبة المحل في وجهه وطردتهم من محلها بعد ذلك ذهبنا إلي السفير حسن عيسي وجلسنا معه علي المقهي وبعد وقت قصير جاءنا كاهانا علي المقهي فلما رأه الزميل محمد حسن وقف فقلت له خذ صور فلم يستمع واستمر واقفا، جاء كاهانا وقال للسفير كنت أود أن أصل لك وأنت في القنصلية ولم اتمكن لأن البوليس وقوات الأمن منعتني ولكن قابلتك الآن وأقول لك نحن لا نريدك هنأ وأمرك أن تعود إلي القاهرة فورًا. فرد عليه السفير حسن عيسي أنا لا أتلقي أوامر من حقير مثلك.
فانصرف كاهانا وبقينا في المقهي بعد عشر دقائق أتي مراسل رويترز وقال لو معكم صورة تجمع الاثنين السفير وكاهنا ندفع لكم عشرة آلاف دولار مقابل الصوة فقلت لمحمد شايف خسرتنا عشرة آلاف دولار.
قال المرحوم محمد حسن أنا وقفت ظننت أنه قادم علشان يتخانق معانا فوقفت علشان أضربه.
وبعد عودتنا كتبت هذا وظل الأستاذ أنيس يرده لي أربع مرات والأستاذ أنيس منصور يقول نريده أكثر سخونة والتهاب ضد هذا السفاح حيث إن هذا الكاهانه كان من أسس التطرف ضد إخواننا الفلسطينيين في القدس والضفة الغربية، كان يهاجمهم في بيوتهم بالأسلحة ويقول سوف اخصي العرب حتي لاينجبوا لنا مخربين آخرين.
وقد قتله بطل مصر في رفع الأثقال الكابتن أبن بور سعيد سيد نصير في أمريكا أثناء إلقائه كلمة أمام جمع يدعو فيه الحضور إلي التطرف وأخذ حكما مخففا من محكمة أمريكية.
كاهانا من أتباعه الحاليين ايتمار بن غافير ووزير المالية، أيضا من اتباعه قاتل المصلين في مسجد الخليل اثناء صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك.
أيضا من اتباعه قاتل إسحاق رابين في أكبر ميادين تل أبيب بعد مهرجان كبير للسلام وقد قرأت بعضا من محاضر التحقيقات معه في الصحف الإسرائيلية ووجدته يقول إنه قتل رابين لأنه خائن وعميل يعطي أراضينا للمخربين واحد الحاخامات افتي لي بوجوب قتله وجدت أقواله تتطابق تماما مع اقوال قتلة الزعيم الراحل أنور السادات فكتبت مقالًا في أكتوبر تحت عنوان الفتاوي القاتلة في إسرائيل أيضا وكان هذا المقال في بداية عام ١٩٩٥ حين كان الأستاذ رجب البنا رئيسا للتحرير.
وممكن أن نقارن الآن بين اثنين فقط مع كاهانا إلي ما هو حاصل الآن وكيف أن المجتمع الإسرائيلي أصبح يميل الي التطرف الذي بدأه كاهانا بسرعة الصاروخ.
نسيت أن أقول لكم أن فندق طابا كان يبنيه مليونير يهودي من أصل مصري ومصر اشترته منه بعد صدور التحكيم لصالحنا.