الخيانة عند المسلمين خيانة الأمانة أو نقض العهد، ويشاركهم في الرأي العقائد الدينية الأخرى ، وتعريف الخيانة عند بقية أنحاء العالم هو مخالفة العقد الاجتماعي ، ويشير رجال السياسة إلى الخونة بالطابور الخامس والإرهابيين، ولكي لا تجهد نفسك في الوصول إلى الخائن ابحث في صفات من حولك.
وأحدث حيل الخيانة في وقتنا الحالي دورها البارز في الغدر بأصدقاء إيران وحلفائها، التي مكنت الاحتلال الإسرائيلي من اغتيال هنية ونصر الله وأعداد كثيرة من القادة، وأمد الخونة الكيان الصهيوني بكم من المعلومات الدقيقة عن مقرات حزب الله .
وأعتقد أن الخيانة أخطر من الكوارث الطبيعية، والخيانة تخلع عن الخائن الشرف العظيم بأن يصبح خليفة الله على أرضه، ويمهد الخائن الملعون للظلم أن يحرق الثمار على الأرض ويغتال الحمام في السماء، والخائن قصير النظر، ولا يخدع سوى نفسه، ويظن ظن إبليس أنه يقتل الأبرياء، لكنه يقدم روحه رخيصة.
والتاريخ يحفظ عن ظهر قلب أسماء ومسيرة الخونة، ويعرفنا بمؤيد بن علقم الوزير الخائن للخليفة العباسي المستعصم بالله آخر حكام الدولة العباسية، وسرب بن علقم معلومات مهمة ودقيقة إلى المغول، سهلت الهجوم على بغداد، وأسر المغول الخليفة ، وراسل بن علقم هولاكو يحضه على غزو بغداد، وأقنع المستعصم بتسريح الجيش بحجة التكلفة الضخمة على الدولة، وأبقى فقط عشرة آلاف جندي، وأشهر شخص خائن في تاريخ الجاهلية بالجزيرة العربية أبو رغال ويسمى قسي بن منبه بن النبيت بن يقدم، وقد أبلغ أبرهة الأشرم بالمسار المؤدي إلى مكة .
سؤال هل التنشئة الأسرية والتربية لها دور في زرع الخيانة في وجدان الشخص ؟! الإجابة يرجح علماء النفس والاجتماع دور الأسرة الكبير في تأهيل أحد أبنائها لممارسة الخيانة، وحين البحث عن أصول الخائن، قد يكتشف الباحث أن واحدا من أبويه كان خائنًا، ويمكن أن يكون العكس صحيحًا ويخرج من ظهر العالم فاسد، ولا يزال البحث العلمي يدرس كل الظواهر حول أسباب الخيانة، وأقر الدكتور ديلان سيلترمان الباحث الإنجليزي بأنه بالرغم من انتشار الخيانة على نطاق واسع فلا نملك دراسات وافية وشارحة لعِلة الخيانة، وفي موقع "ديلي ميل" البريطاني أوضح الدكتور كينيث بول، الطبيب النفساني، أن الأبحاث أجابت عن سؤال لماذا يخون الرجال والنساء؟! ووضع خطوطًا عريضة تفسر السمات الشخصية لهذه النوعية من الخيانة، ومن أهمها النرجسية.
ويقول القدماء إن الخيانة طبع وليس سلوكًا مكتسبًا.. وقالوا من خان مرة يخون مرات ومرات، وبرغم تنوع وتعدد أسماء الخيانة فيجمعها عامل مشترك واحد، وهو الغدر ونكران المعروف، وما يشبع لذة الخائن المشي فوق جسد الضحية.