حاصل على جائزة غاندي العالمية للسلام .. من هو فتح الله كولن؟

حاصل على جائزة غاندي العالمية للسلام .. من هو فتح الله كولن؟فتح الله كولن

عرب وعالم21-10-2024 | 15:34

أعلن صباح اليوم، وفاة العالم والمفكر والداعية الإسلامي التركي ومؤسس حركة الخدمة، فتح الله كولن، عن عمر يناهز 83 عاما، في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يقيم.

ونشرت حسابات تابعة لحركة الخدمة، بما في ذلك أبناء إخوة كولن، منشورات تفيد بأن كولن توفي بسبب مرض القلب والأوعية الدموية.

وجاء في بيان على موقع "هركول"، التابع لكولن والمحظور في تركيا ، "أيها الأصدقاء الأعزاء، صعدت روح معلمنا عند الساعة 21:20 مساء يوم 20 أكتوبر 2024، في المستشفى حيث كان يعالج منذ فترة".

من هو فتح الله كولن؟
كان كولن، لفترة طويلة، حليفا للنظام الإسلامي المحافظ الحاكم في تركيا منذ 2002، لكن علاقته بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان انهارت بشكل مفاجئ وألقى أردوغان باللوم عليه في محاولة انقلاب عام 2016، التي قام بها جنود استولوا على طائرات حربية ودبابات ومروحيات في محاولة للسيطرة على السلطة. وأسفرت تلك الأحداث عن مقتل نحو 250 شخصًا.

ورغم نفي كولن أي دور له في المحاولة الانقلابية، إلا أن الحكومة التركية لم تتراجع عن اتهاماتها له. وعلى مدى سنوات، وصف أردوغان جماعة كولن بأنها "إرهابية" وبدأت السلطات التركية في تفكيك حركته المعروفة باسم "الخدمة" داخل تركيا، وقلّ تأثيرها الدولي بشكل كبير بعد محاولة الانقلاب.

حضرة الأستاذ
كولن، الذي كان معروفًا بين أتباعه بلقب "حضرة الأستاذ"، وُلِد في قرية بمحافظة أرضروم شرق تركيا عام 1941. كان ابنًا لإمام محلي وبدأ دراسته في القرآن الكريم منذ سن مبكرة. عُيّن في عام 1959 كإمام لمسجد في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا، وبدأ في جذب الانتباه كداعية في الستينيات بمحافظة إزمير حيث أسس مساكن للطلاب وألقى مواعظ في المقاهي الشعبية.

لكن نفوذه تجاوز حدود تركيا ليصل إلى مناطق مثل دول آسيا الوسطى والبلقان وإفريقيا، حيث بنى شبكة تعليمية واسعة انتشرت عبر العقود اللاحقة.

انتقل كولن عام 1999 للحياة في الولايات المتحدة طلبًا للرعاية الطبية والعلاج من أمراضه العديدة، والتي تشمل اضطرابات القلب وداء السكري. تقدم عام 2006 للحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، لكن طلبه لم يقبل سوى عام 2008 بعد معركة قضائية، ومنذ ذلك الحين يعيش فتح الله كولن في المنطقة الشرقية من ولاية بنسلفانيا.

في عام 2013، اشتدت الخلافات بين كولن و أردوغان بعد أن تم الكشف عن تحقيقات فساد طالت وزراء ومسئولين مقربين من أردوغان. وكان يُعتقد على نطاق واسع أن أعضاء من جماعة كولن هم من يقفون وراء تلك التحقيقات، ما دفع السلطات التركية إلى إصدار مذكرة توقيف بحق كولن في عام 2014 وتصنيف حركته "كجماعة إرهابية" عام 2016.

بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، وصف أردوغان جماعة كولن بالخونة، وتعهد بملاحقتها في كل مكان. تم إغلاق مئات المدارس والشركات ووسائل الإعلام التابعة له، كما تم مصادرة العديد من الأصول المرتبطة بحركته. وأسفرت حملات القمع التي تلت محاولة الانقلاب عن اعتقال أكثر من 77,000 شخص وتعليق وظائف 150,000 عامل حكومي بما في ذلك معلمين وقضاة وجنود.

كولن، الذي أدان المحاولة الانقلابية بشدة، اعتبر الاتهامات الموجهة إليه مهينة خاصة بعد عقود من معاناته من الانقلابات العسكرية في تركيا.

وقال كولن في بيان سابق له: "كشخص عانى من العديد من الانقلابات العسكرية على مدى الخمسين عامًا الماضية، فإن اتهامي بأي علاقة بمحاولة انقلاب هو إهانة كبيرة".

بالرغم من ذلك، بذلت السلطات فى تركيا جهودا كبيرة كي تسلمه واشنطن لها، إلا أن كولن عاش في الولايات المتحدة حيث كان يخضع للعلاج الطبي، ولم يغادرها على الرغم من فتح تحقيقات جنائية ضده في تركيا.

لكن كولن ظل شخصية معزولة، منبوذًا من قبل أنصار أردوغان ومجتنبًا من المعارضة التي اعتبرته عاملًا في تقويض الأسس العلمانية للجمهورية التركية على مدار عقود. وكانت حركة كولن قد تمت ملاحقتها قضائيا مرارا بعد انقلابات عسكرية، وخصوصا بعد انقلاب 1980، بتهمة القيام بـ"أنشطة معادية للعلمانية".

الإسلام المعتدل
حسب موقع صحيفة "زمان" التركية، فإن كولن، الذى مارس الخطابة والتأليف والوعظ طيلة مراحل حياته، له أكثر من 70 كتابًا ترجمت إلى أكثر من 40 لغة من لغات العالم، وقد تميز منذ شبابه المبكر بقدرته الفائقة على التأثير في مستمعيه فدعاهم إلى تعليم الأجيال الجديدة من الناشئين والشباب وبذل كل ما يستطعيون في سبيل ذلك. اتسع مدى تأثيره إلى خارج تركيا فانتشر طلابه ومحبوه في 170 دولة عبر العالم.

ويتميز خطاب فتح الله كولن الديني والفكري بالدعوة إلى السلم العالمي من خلال الدعوة إلى الحوار بين الثقافات وبين أتباع الديانات المختلفة، حيث حصل على جائزة غاندي العالمية للسلام عام 2015م، كما صنفته مجلة "فورين بولسي" الأمريكية في استطلاع لها عام 2008م نشر بالتعاون مع مجلة "بورس بت" البريطانية واحدًا من أهم الشخصيات العامة المؤثرة في العالم.

وقالت "يورونيوز" إن حركة "الخدمة" تمثل بالنسبة لأتباع كولن وسيلة لنشر ما يصفونه بالإسلام المعتدل الذي يعزز التعليم على النمط الغربي، والأسواق الحرة، والحوار بين الأديان. وانتشر تأثيرها بشكل كبير خارج حدود تركيا إلى دول آسيا الوسطى، البلقان، إفريقيا، وحتى الغرب من خلال شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات التعليمية فى أكثر من 100 دولة حول العالم.

أضف تعليق

بريكس بلس .. فرص وطموحات وتحديات

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2