أكدت جامعة الدول العربية أنه في الوقت الذي يجتمع فيه قادة دول العالم في مؤتمر القمة المعني بالمستقبل ب الأمم المتحدة لاعتماد ميثاق المستقبل والإعلان بشأن الأجيال المقبلة، يبقى المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف آلة القتل الإسرائيلية والانتهاكات المتكررة لسيادة الدول في المنطقة.
تشهد الأيام الحالية مشاهد مروعة لسقوط الآلاف من القتلى من السكان والنازحين العزل، بالإضافة إلى تدمير مدن وقرى ومناطق بأكملها تحت وطأة الضربات الإسرائيلية في لبنان وفلسطين، مما يؤدي إلى تغيير جذري في الخريطة الديمغرافية لهذه الدول.
في بيان لها بمناسبة اليوم العربي للسكان والتنمية، أوضحت الجامعة أن اليوم العربي للسكان والتنمية لعام 2024 يحمل عنوان "سكان العالم العربي بين الواقع والمأمول"، ويأتي في سياق مختلف تمامًا عن أي وقت مضى. فالواقع المأساوي يتجلى في صور القتل والترويع والترهيب التي تطال المدنيين العزل، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، بالإضافة إلى الدمار والتهجير والنزوح نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر ليس فقط في فلسطين، بل أيضًا في لبنان الشقيق.
وأضافت الجامعة أن الحديث عن المستقبل وتحقيق حياة أفضل من خلال التعاون العالمي الفعال لضمان البقاء أصبح بلا معنى، في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لسيادة الدول في المنطقة.
وتابعت أن عدد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في لبنان بحثًا عن الأمان منذ بدء الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة يقدر بـ1 مليون و500 ألف شخص نازح داخليًا، فضلًا عن تدفق آلاف آخرين إلى سوريا والعراق، وسط مؤشرات متزايدة بحدوث أزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة خاصةً مع قرب فصل الشتاء.
وأوضحت الجامعة العربية "ما أقرب اليوم من البارحة، فمنذ اندلاع الحرب على قطاع غزة ويقدر عدد الأشخاص الذين نزحوا من القطاع عدة مرات ما يقرب من 1.9 مليون شخص، فالحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب بل أنهارت معها جميع سبل الحياة والأمان والمأوى بالقطاع ما أدى لحدوث تدهور حاد بمعدلات التنمية البشرية بالأراضي الفلسطينية، والتي من المتوقع أن تتراجع بدولة فلسطين ما بين 11 و16 عامًا إلى الوراء حسب شدتها".
ونوهت بأن هذا الفكر التوسعي يسعى من خلال همجيته وسياسة التدمير والأرض المحروقة إلى تغيير ديمغرافي شامل يغير خارطة الشرق الأوسط بأكمله وليس فقط في لبنان وفلسطين، فأطماعه أصبحت معلنة على أعلى المنابر الدولية.
وذكرت أنه من منطلق دورنا في حماية المواطن العربي والحفاظ على هويته ورفاهه وأمنه، ندعو للتعاضد والوقوف معًا ضد هذا المشروع التوسعي القاتل وشجب هذا العدوان على أهلنا في غزة والضفة و لبنان وإنهائه قبل أن يحول هذا المجرم المنطقة إلى رماد.
وشددت على أن السكان والتنمية أمران يصعب اجتماعهما في ظل استمرار الاحتلال والصراعات المسلحة، فالأمن والسلام والاستقرار هم وسيلة ضرورية للحفاظ على المكاسب التنموية المتحققة بشق الأنفس على صعيد العمل السكاني العربي، والذي لا يجب أن تنسينا تكالب أحداثها الجسام في أن نثمن ما حققته المنطقة من إنجازات على مدار الـ30 عامًا الماضية، حيث كشفت عمليات المراجعة الإقليمية لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عن التقدم المحرز في العديد من الجوانب والأهداف.