لماذا حذرنا سيدنا النبي حذرنا من آفات اللسان؟

لماذا حذرنا سيدنا النبي حذرنا من آفات اللسان؟آفات اللسان

الدين والحياة6-11-2024 | 04:38

إنّ الخوضَ فيما لا يَعني المرء هو أحد آفات اللسان، ويُقصَد به الكَلام الذي لا يضرّ المرء عند السكوت عنه، ولا يُعتبَر آثماً في حال سكوته عنه، وقد يكون الكلام فيما لا يَعنيه أو السعي للحصول على مَعرفةٍ لا حاجة له بها، أو الإسهاب في الكلام للتودّد، أو إضاعة الوقت بكلام وأحاديث لا تُجدي نَفعاً ولا فائدة منها.
وللحدّ من هذه الآفة يجب على المَرء الحرص على حفظ لسانه من الكلام الفارغ، وتعويد نفسه على لزوم السكوت في الأمور التي لا تعنيه، وذلك ما يدُلّ عليه الحديث الشريف: (إنَّ من حُسْنِ إسلامِ المرءِ تَركَهُ ما لا يَعْنِيهِ).

أكد الدكتور أسامة الجندي أحد علماء وزارة الأوقاف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذر من آفات اللسان، مشيراً إلى أن العلماء، مثل الإمام الغزالي، تناولوا هذا الموضوع بتعمق.

وأكد الجندي، أن اللسان هو جارحة من الجوارح التي يجب استخدامها بما يرضي الله، وينبغي للمؤمن أن يتجنب العبارات المؤذية، مشيرا إلى حوار بين سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا ربيعة الأسلمي، حيث أظهر أبو بكر حرصه على راحة نفس ربيعة عندما شعر بأنه أثر فيه بكلمة لم تعجبه، فقد طلب منه أن يعيد الكلمة ليكون هناك قصاص، لكن ربيعة أصر على عدم الرد بالمثل، وهو ما أظهر خلقه الكريم.

وذكر أن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم أثنى على ربيعة عندما طلب منه أن يدعو بالخير لأبي بكر بدلاً من الرد على الإساءة، مما يعكس روح التعفف والتسامح.

واختتم الجندي: أن الواجب على المسلم هو الانتصاف للآخرين من نفسه، بمعنى أن يحرص على راحة الآخرين وطمأنتهم، بدلاً من الانغماس في فكرة أنه هو المظلوم، وهذا النوع من التعامل يعكس أعلى درجات الأخلاق والمعاملة مع الله.

أضف تعليق