دار المعارف
تحت مسمى الحب يخلو الشاب بالفتاة ويسمعها عبارات الغزل والإعجاب ويرسما معا عالما ورديا.. ويسأل الكثيرون منهم عن حكم الشرع فى الحب وفى كلمات الغزل.. وهل سوف يحاسبهم الله على هذه الأفعال والمشاعر؟!
د. محمود عمارة الأستاذ بجامعة الأزهر الذى رحل عن دنيانا قبل عام وربع العام تقريبا (رحمة الله عليه) له رأى فى هذا الأمر تحديدا قال فيه :
الحب فى دنيا الناس تعلق قلبى يحس معه المحب لذة وراحة، وهو غذاء الروح، وشبع للغريزة، ورى للعاطفة، أفرده بالتألي فكثير من العلماء الأجلاء.
يقول الله سبحانه: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم). ويقول النبى -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أصحاب السنن عن حبه لعائشة رضى الله عنها - اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تلمنى فيما تملك ولا أملك» ويقول فيما رواه مسلم : (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف).
ومن جهة حكمه فإنه يعطى حكم ما تعلق به القلب فى موضوعه والغرض منه؛ فمنه حب الصالحين، وحب الوالد لأولاده، وحب الزوجين، وحب الأصدقاء، وحب الولد لوالديه، والطالب لمعلمه، وحب الطبيعة والمناظر الخلابة والأصوات الحسنة وكل شىء جميل.
ومن هنا قال العلماء: قد يكون الحب واجبا، كحب الله ورسوله، وقد يكون مندوبا كحب الصالحين، وقد يكون حراما كحب الخمر والجنس المحرم.
وأكثر مايسأل الناس عنه هو الحب بين الجنسين، وبخاصة بين الشباب، فقد يكون حبا قلبيا أى عاطفيا، وقد يكون حبا شهوانيا جنسيا، والفرق بينهما دقيق، وقد يتلازمان، ومهما يكن من شىء فإن الحب بنوعيه قد يولد سريعا من نظرة عابرة، بل قد يكون متولدا من فكر أو ذكر على الغيب دون مشاهدة، وهنا قد يزول، وقد يبقى ويشتد إن تكرر أو طال السبب المولد له.
وقد يولد الحب بعد تكرار سببه أو طول أمده، وهذا ما يظهر فيه فعل الإنسان وقصده واختياره.
وأضاف د. عمارة : ومن هنا لابد من معرفة السبب المولد للحب، فإن كان من النوع الأول الحادث من نظر الفجأة أو الخاطر وحديث النفس العابر فهو أمر لا تسلم منه الطبيعة البشرية، وقد يدخل تحت الاضطرار فلا يحكم عليه بحل ولا حرمة.
وإن كان من النوع الثانى الذى تكرر سببه أو طالت مدته فهو حرام بسبب حرمة السبب المؤدى له.
وإذاتمكن الحب من القلب بسبب اضطر إليه، فإن أدى إلى محرم كخلوة بأجنبية أو مصافحة أو كلام مثير أو انشغال عن واجب كان حراما، وإلا كان حلالا، وما تولد عن نظرة متعمدة أو محادثة أوما أشبه ذلك من الممنوعات فهو غالبا يؤدى إلى محرمات متلاحقة، وبالتالى يكون حراما فوق أنسب به محرم.
وعلى كل حال أحذر الشباب من الجنسين أن يورطوا أنفسهم فى الوقوع فى خضم العواطف والشهوات الجنسية، فإن بحر الحب عميق متلاطم الأمواج شديد المخاطر، لا يسلم منه إلا قوى شديد بعقله وخلقه ودينه، وقل من وقع فى أسره أن يفلت منه، والعوامل التى تفك أسره تضعف كثيرا أمام جبروت العاطفة المشبوبة والشهوة الجامحة.
ومن أحس بعاطفة تجاه زميلته أو جارته مثلا فعليه أن يكون عفيفا فلا يفكر فيما حرمه الله بل يكن همه أن يخلق الإطار الشرعى الذى ينمو فيه هذا الحب وهو الزواج وحتى يتحقق هذا لا يحل له منها شيئا مطلقا.