يُعدّ القرآن الكريم دستور حياة المسلمين، ومنبع هدايتهم ورشدهم، وهو كلام الله المعجز الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتحفيظ القرآن الكريم أي حفظه في الصدور وتلاوته على الوجه الصحيح، عملية تربوية وثقافية وروحانية ذات أهمية بالغة، فهي ليست مجرد حفظ كلمات ونصوص، بل هي غرس لقيم الإسلام، وتكوين شخصية متوازنة، وربط الفرد بربه عز وجل.
وأوضحت دار الإفتاء ، أنه كون الرجال يتعلمون من المرأة، وكون النساء يتعلمن من الرجل، مما لا مانع منه شرعًا؛ فالذي عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا، أن مجرد وجود النساء مع الرجال في مكان واحد ليس حرامًا في ذاته، وأن الحرمة إنما هي في الهيئة الاجتماعية إذا كانت مخالفةً للشرع الشريف؛ كأن يُظهر النساءُ ما لا يحل لهن إظهاره شرعًا، أو يكون الاجتماع على منكر أو لمنكر، أو يكون فيه خلوة محرَّمة.
وأكدت الإفتاء: أنه لا مانع في الشرع من أن يكون الرجل مُحَفِّظًا للنساء ما دام أنه ليست هناك خلوة بينه وبين امرأة أجنبية، ولا يسع أحدًا أن ينكر هذا الواقع الثابت في السنة النبوية الشريفة والتاريخ الإسلامي، ولا يصح جعل التقاليد والعادات الموروثة في زمان أو مكان معين حاكمةً على الدين والشرع، بل الشرع يعلو ولا يُعلَى عليه، ولا يجوز لمن سلك طريقةً في الورع أن يُلزِم الناس بها أو يحملهم عليها أو يشدد ويضيِّق فيما جعل الله لهم فيه يُسرًا وسعة.
واختتمت الإفتاء، أن أهل العلم نصوا على أن الاختلاط المحرم في ذاته إنما هو التلاصق والتلامس لا مجرد اجتماع الرجال مع النساء في مكان واحد؛ وعلى ذلك دلت السنة النبوية الشريفة «لَمَّا عَرَّسَ أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ دَعَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم وَأَصْحَابَهُ، فَمَا صَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا وَلا قَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ إِلَّا امْرَأَتُهُ أُمُّ أُسَيْدٍ»، وترجم له الإمام البخاري بقوله: (باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس)