كانت بريطانيا إحدى الدول الرائدة في مجال الاتصالات، ففي عام 1837، بنت أول تلغراف تجاري في العالم؛ وأُجريت أول مكالمة عبر الأطلسي من لندن في عام 1927؛ وفي عام 1992، أرسل مبرمج بريطاني أول رسالة نصية في العالم إلى هاتف محمول.
مع ذلك، فاليوم، تتخلف بريطانيا عن الركب بدلًا من أن تتقدم، ووفقًا للأرقام الصادرة عن شركة الأبحاث (Open Signal) تحتل بريطانيا المرتبة 46 من حيث سرعات التنزيل من بين 56 دولة متقدمة ونامية تتوفر عنها بيانات، وهذا يجعلها بمثابة أسوأ خدمة للهاتف المحمول في دول العالم المتقدم.
وغالبًا ما تفتقر أكثر أجزاء المدن ازدحامًا إلى استقبال الهاتف المحمول؛ لأن النظام يعمل بكامل طاقته. والسبب الرئيس في ذلك هو العرض؛ حيث يقضي المستخدمون البريطانيون 11% فقط من وقتهم على شبكات الجيل الخامس، والتي توفر سرعات تصل إلى عشرة أضعاف سرعة شبكات الجيل الرابع، وهذا يضع البلاد في المرتبة 43 من بين 56 دولة.
ويعود هذا الأداء الباهت إلى مزيج من التراجعات الحكومية، والاستثمار غير الكافي والتخطيط المتصلب. ومع ذلك، فبعد ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة، عكس الساسة البريطانيون مسارهم، وشددوا على ضرورة أن تزيل شركات الاتصالات معدات الجيل الخامس جميعها من هواوي بحلول عام 2027.
وفي العام الماضي، كانت 2000 محطة قاعدة للهاتف المحمول فقط من أصل 81000 محطة في البلاد تبث شبكة جيل خامس 5G مستقلة. ورغم أن الحكومة حددت هدفًا للوصول إلى 100% من سكان البلاد بـ شبكة جيل خامس 5G مستقلة بحلول عام 2030.