تحركات الدوحة لتصفية القضية الفلسطينية
تحركات الدوحة لتصفية القضية الفلسطينية
كتب: عاطف عبد الغنى
” تحركاتها فى الآونة الأخيرة تؤكد سعيها الحثيث لتنفيذ مخططات عزل غزة عن الضفة الغربية والقدس، وأحدث وأدق مثال على ذلك، يتمثل في الطلب الذى تقدم به القطرى محمد العمادى إلى إسرائيل بإعادة بناء مطار غزة وإطلاق الرحلات منه إلى الدوحة فقط على أن يعمل المطار تحت إشرافها”.
ما سبق جزء من تقرير بثته قناة “سكاى نيوز عربية” قبل أيام قليلة، ويعكس بالفعل الاستنكار الفلسطينى لتحركات قطر فى القطاع، وهو ما دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، ليقول إن أي دعم لقطاع غزة، يجب أن يكون جزءاً من تنفيذ اتفاق المصالحة 2017، وتحقيق الشراكة السياسية، والعودة إلى إرادة الشعب لإجراء انتخابات عامة حرة ونزيهة، وليس بديلاً للمصالحة والوحدة الوطنية.
وأضاف عريقات فى كلمة ألقاها فى حلقة نقاش أمام منتدى الدوحة الدولي، أمس الأحد، أدارها روبرت مالي، رئيس مجموعة حل الأزمات الدولية أن: “مخطط نتنياهو وترامب كجزء مما يسمى “صفقة القرن” يهدف إلى فصل قطاع غزة عن الضفة والقدس وذلك لتدمير خيار الدولتين والمشروع الوطني، واستبداله بخيار الدولة بنظامين “الأبرتهايد”، فى الضفة والقدس، ودويلة محاصرة ومخنوقة فى قطاع غزة.
وأضاف عريقات أن "محاولة تحويل القضية الفلسطينية بما فى ذلك الوضع فى قطاع غزة إلى وضع إنساني، بدلاً من الوضع السياسي، والمشروع الوطني المتمثل بإنهاء الاحتلال وتجسيد استقلال دولة فلسطين، بعاصمتها القدس على حدود الرابع من يونيو 1967، والمحافظة على الوحدة الوطنية والقانونية والحكومية والقضائية والجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والعاصمة الأبدية القدس، سيكون جزءاً من مخططات ترامب – نتنياهو”.
كلمة عريقات تعّبر عن الشعور العميق بالرفض، من قادة حركة فتح تجاه تحركات الولايات المتحدة وإسرائيل والدعم القطرى لهذه التحركات، وهذا ما دعا القيادة الفلسطينية للتنديد بما اعتبرته تدخلًا فى شؤون الداخل الفلسطينية، لتكريس الانقسام الفلسطينى الداخلى.
من جانبها تباهت قطر بالثقة الإسرائيلية وبالتنسيق معها لتمرير شتى أنواع المخططات فى فلسطين والمنطقة .
أحدث تخريجات قطر التآمرية تتمثل فى اقتراحها الداعى لإعادة بناء مطار فى قطاع غزة على أن تجعل وجهه فقط صوب الدوحة، وعلى الأساس السابق تقلع الطائرات من مطار غزة إلى الدوحة ومنها إلى أى مكان فى العالم وفى المقابل يمتنع مطار غزة عن استقبال أى طائرة إلا أن تكون قادمة من الدوحة ويخضع لإشراف أمني قطرى.
ولم يقتصر رفض المقترح القطرى التآمرى على الفلسطينيين لأنه – حسب تصريحات الفلسطينيين أصحاب القضية – يساعد على تحقيق الهدف الإسرائيلى فى عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس ، بل المدهش أن تل أبيب أيضا رفضته لأسباب قالت إنها أمنية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت من قبل إدخال أموال قطرية بحقائب عبر سيارة تتبع للدبلوماسى القطرى محمد العمادى مباشرة إلى قطاع غزة، وعندما توجه الدبلوماسى القطرى بالأموال إلى مخيم العودة بالقطاع قبل شهر تقريبا، ألقوه سكان المخيم بالحجارة وطاردوه احتجاجا على دور بلاده الذى تجاوز الشبهة إلى التأكد من فعل الجريمة، والذى يقابل من إسرائيل بالمديح، أو يطلب ذلك المسئولون القطريون دون خجل، بل بالمباهاة من المديح الإسرائيلى لهم فى تصفية القضية الفلسطنية.