شاهد| كلمة الرئيس السيسى بمنتدى «إفريقيا - أوروبا» بالنمسا

شاهد| كلمة الرئيس السيسى بمنتدى «إفريقيا - أوروبا» بالنمساشاهد| كلمة الرئيس السيسى بمنتدى «إفريقيا - أوروبا» بالنمسا

* عاجل18-12-2018 | 14:06

وكالات

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن القارة الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة، غير أن هذا الأداء الاقتصادى الذى تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية لم يحقق المستهدف منه بعد.

وأوضح السيسى فى كلمته أمام منتدى "إفريقيا - أوروبا" رفيع المستوى المنعقد بالعاصمة النمساوية "فيينا"، اليوم الثلاثاء، أن الأداء الاقتصادى لإفريقيا لم يحقق المستهدف منه بسبب صعوبة الأوضاع الاقتصادية فى العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولى غير المواتية وتحديات الأمن والاستقرار التى تحول دون ترجمة هذا النمو إلى تحسن ملموس فى حياة الأفراد، فضلًا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود واستمرار التدخلات الخارجية التى تؤثر على استقرار المجتمعات والدول.

وأضاف الرئيس السيسى: "إننا نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابى مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة التى من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم فى الحياة الآمنة الكريمة".

ونوه الرئيس السيسى فى كلمته بأن القارة الإفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة فى القرن الحادى والعشرين.

وفيما يلى كلمة الرئيس السيسى:

أصحاب المعالى السادة الحضور

إن قارتنا الإفريقية حققت على مدار السنوات العشر الماضية معدلات نمو إيجابية مستدامة غير أن هذا الأداء الاقتصادى الذى تمكن من الصمود رغم التقلبات الاقتصادية العالمية، لم يحقق المستهدف منه بعد، نظرا لصعوبة الأوضاع الاقتصادية فى العديد من بلدان القارة وشروط التجارة والاستثمار الدولى غير المواتية وتحديات الأمن والاستقرار التى تحول دون ترجمة هذا النمو لتحسن ملموس فى حياة الأفراد، فضلا عن تزايد مخاطر النزاعات المسلحة والأنشطة الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود واستمرار التدخلات الخارجية التى تؤثر على استقرار المجتمعات والدول.

وفى هذا الإطار نسعى من خلال عملنا المشترك والتفاعل الإيجابى مع شركائنا من الدول والمؤسسات لتحقيق التنمية المستدامة التى من شأنها تبديد مخاوف أبنائنا وبناتنا من المستقبل وتحقيق تطلعاتهم فى الحياة الآمنة الكريمة.

السيدات والسادة

إن من أهم التحديات التى تواجه شعوبنا هى التغلب على دعاوى الانغلاق والحمائية، ولعلكم تتفقون معى بأن موضوعات التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات تمثل البوابة الذهبية لتحقيق هذا الهدف، كما أنها من أهم محفزات النمو الاقتصادى وأحد دعائم التنمية المستدامة وركيزة أساسية لبناء اقتصاديات تنافسية ومتنوعة وإقامة مجتمعات حديثة داعمة للمعرفة والابتكار وجاذبة للاستثمارات من خلال توفير فرص عمل استنادا إلى عوائد الابتكار والتجديد".

"إن قارتنا الأفريقية مؤهلة أكثر من غيرها للتعامل مع الأدوات المستحدثة فى القرن الحادى والعشرين خصوصًا وأن 60 % من سكان إفريقيا البالغ تعدادهم 1.2 مليار نسمة هم دون سن الـ25 عاما، انضم منهم 12 مليون لسوق العمل سنويا، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة أو غياب الأمن الوظيفى فى إفريقيا".

"وإيمانا من مصر بأهمية التحول الرقمى فقد قضت على هذا الطريق بشكل ملموس، وعمدت إلى وضع خطة شاملة لنشر الوعى المجتمعى بأهمية التحول الرقمى، وتحقيق طفرات على صعيد البنية التحتية الرقمية، وتوطين التكنولوجيا فى مختلف المحافظات المصرية، وذلك من خلال عدة مشروعات، على رأسها مشروعات منصة تقديم وتبادل الخدمات الحكومية، وتطوير الإدارة المحلية بالأحياء والمدن، ونظام تسجيل المواليد والوفيات، هذا إلى جانب تنفيذ عدد من المبادرات أهمها مبادرة المعامل الإلكترونية المتكاملة بالمناطق التكنولوجية، ومبادرة تصميم وتصنيع الإلكترونيات محليا، ورقمنة المحتوى الثقافىى المصرى، فضلا عن خطة طموحة للمدفوعات الرقمية لتحقيق قدر أعلى من الشمول المالى.

وتم إنشاء الأكاديمية الوطنية لتكنولوجيا المعلومات لذوى الاحتياجات الخاصة لتمكين أبنائنا من ذوى الاحتياجات الخاصة لاستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وإتاحة الفرصة لهم لمواكبة التطورات الحديثة والمشاركة فيها.

السيدات والسادة

إننا فى مصر نعتز كثيرا بانتمائنا الإفريقى الذى دون الارتكاز عليه لن تؤتى جهودنا العائد الأمثل على الصعيدين المحلى والقارى، وعليه فقد سعت مصر ونجحت فى استضافة معمل الأمم المتحدة الإفريقى لرعاية الإبداع التكنولوجى الذى تم تجهيزه بأحدث الوسائل العلمية والتكنولوجية لتعزيز قدرات الباحثين العاملين بالمجالات التكنولوجية من مختلف أنحاء القارة الأفريقية على صياغة حلول تكنولوجية مبتكرة تساهم فى مواجهة التحديات العالمية وتنفيذ أهداف الأمم المتحدة التنموية 2030، والأجندة الإفريقية للتنمية 2063.

كما قمنا بإطلاق مبادرة "إفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية"، بهدف تدريب 10 آلاف شاب مصرى وإفريقى كمطورى ألعاب وتطبيقات إلكترونية خلال 3 سنوات مقبلة، ودعم إنشاء 100 شركة متخصصة فى هذه المجالات فى مصر والقارة الإفريقية.

كما انتهت مصر الشهر الماضى من استضافة النسخة الحادية والعشرين من معرض القاهرة الدولى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات "أى سى تى" والذى يعد ملتقى لشركات القطاع العام والخاص لعرض أبرز ما توصلت إليه على صعيد الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

السيدات والسادة

تأتى موضوعات التكنولوجيا والتحول الرقمى ضمن الأولويات الرئيسية لأجندة 2063، حيث تهدف الدول الإفريقية إلى ربط القارة من خلال مشروعات البنية التحتية عالية المستوى فى مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ونسعى الآن إلى إقامة شبكة كوابل ألياف ضوئية متطورة لربط الدول الإفريقية ببعضها وتطوير كفاءة نقل البيانات بين الدول الإفريقية والأوروبية من خلال شبكة كوابل تمر بالأراضى والمياه الإقليمية المصرية.

وقد تم فى هذا الشأن تدشين مشروع الشبكة الإلكترونية الإفريقية فى مجالات التعليم والعلاج عن بعد باعتباره أحد المشروعات الرائدة فى القارة والمرتبطة بأجندة 2063.

وتعول القارة الإفريقية على شركائها فى أوروبا والعالم للتعاون فى مجالات تكنولوجيا المعلومات ونقل وتبادل الخبرات فى هذا القطاع المهم لتعظيم الاستفادة منه وإنشاء جيل جديد قادر على قيادة برامج التحول الرقمى وإدارة أنظمة العمل فى البيئة الرقمية بتمكينهم من كافة مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف أطيافها كالذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى وغيرها الكثير.

وفى هذا الأطر تتطلع دولنا للمزيد من الاستثمارات الأجنبية فى مجال التحول الرقمى وتيسير شروط الائتمان الأفريقية سواء فى الإطار الثنائى أو من خلال محافظ مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية.

كما نتطلع إلى تبادل الخبرات والمعلومات مع الشركاء فى مجالات تكنولوجيا المعلومات واستخدام نظم المعلومات وتفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص لربط تكنولوجيا المعلومات والنقل والطاقة الجديدة والمتجددة والعمل على ربط الدول الافريقية ببنية تحتية تؤمن جودة الاتصالات وسهولة نقل السلع والخدمات.

أصحاب الفخامة والمعالى.. السادة الحضور

إن تطبيقات العصر الرقمى قادرة على المساهمة فى إيجاد بعض الحلول العملية لقضية تؤرق البشرية بأسرها وهى مخاطر تغير المناخ وزيادة الانبعاثات والاحتباس الحرارى الذى يتولد عنه، وهنا نقدر أنه من خلال العمل المشترك على توظيف التقنيات الرقمية يمكن تقديم حلول مبتكرة للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة.

وفى ختام كلمتى أود مرة أخرى تأكيد أهمية التعاون المشترك لمواجهة هذه التحديات وضرورة المضى قدما فى وضع أطر وآليات تنفيذ وتمويل واضحة لمستقبل العلاقات الأفريقية الأوروبية ترتكز على أسس الاحترام المتبادل والندية والمسؤولية المتبادلة التاريخية بما يؤمن لأولادنا وبناتنا جميعا مستقبلا أفضل وعالما تسوده الرفاهية والأمان والرخاء.

https://www.youtube.com/watch?v=8osywUXEltc
أضف تعليق

إعلان آراك 2