طارق السيد متولي يكتب: النهر المتدفق فى مجراه الصحيح

الشباب القوة والحيوية والطاقات، أهم مرحلة فى حياة الإنسان والتى سوف يترتب عليها بقية حياته، فنجاحه أو فشله يرتبط بعبور هذه المرحلة، فالإنسان فى هذه المرحلة يريد أن ينطلق يتعلم يبدع ويفعل كل شىء بحكم الطاقة المتوفرة لديه لكنها أيضا أكثر المراحل استهدافا من قبل شياطين الإنس والجن معا فانتبهوا.

فى الجامعة تحديدا سوف يتعرض الشباب لجميع التيارات والأنماط التى تريد أن تبتلعه.

سوف يجد التيار الديني المتشدد الجاهل بأمور دينه ودنياه، المنغلق على نفسه داخل المسجد وينظر إلى الجامعة والمجتمع نظرة دونية ويسعى لفرض رؤيته وتصوره على المجتمع بغير علم وهذا التيار قد يخدعك بالكلام عن الإيمان والتقرب إلى الله وترك أمور الدنيا التافهة والحقيرة من وجهة نظرهم.

سوف تجد أيضا بين الشباب ما يمكن أن نصفه بالتيار الحر المنفلت الذى يريد أن يستمتع فى هذه الفترة بملذات الحياة بعد تحرره نسبيا من رقابة العائلة فيعتبر الجامعة مكانا للتنزه والخروج ولقاء الأصدقاء يصل هذا التيار فى أحيان كثيرة لتعاطى المخدرات والمسكرات والوقوع فى الرذيلة باشكال مختلفة، وهذا التيار قد يخدعك بالرفاهية والمتعة وجلسات السمر والضحك.

 وهناك أيضا تيار الشباب المسيس المٌستهدف من جماعات السياسة المعارضة الذى يتكلم عن النظام السياسي ويرى فى نفسه الزعيم الذى سيغير العالم وينتقد كل انواع الحكم والسياسة المعارض على طول الخط ' المعارضة من أجل المعارضة والشهرة والمكاسب المادية والمعنوية وهذا التيار قد يخدعك بالحديث عن مشكلات الفقر والظلم الاجتماعي دون دراسة أو علم.

 يسير فى الوسط  الشباب الذى يهتم بالعلم والتعلم وتحقيق أعلى النتائج' الشباب الذى يعرف الهدف من الجامعة محراب العلم والابداع فى كل المجالات. فيخرج فرد صالح فى المجتمع ناجح فى عمله متسلحا بالعلم.

الشباب وكما أحب أن أسميه "النهر المتدفق" هو الذى يشق مجراه الصحيح فيزرع الخير والنماء على ضفافه وينتفع به البشر وتزدهر به الحياة.