إسماعيل منتصر يكتب « خواطر حرة جدا»: الغاز فاز بالكاس

إسماعيل منتصر يكتب « خواطر حرة جدا»: الغاز فاز بالكاسإسماعيل منتصر يكتب « خواطر حرة جدا»: الغاز فاز بالكاس

*سلايد رئيسى13-2-2019 | 16:57

رسميًا فازت قطر على اليابان فى نهائى بطولة آسيا لعام 2019 وحصلت لأول مرة فى تاريخها –القصير جدًا– على اللقب والكأس.. لكن هل لهذا الفوز أى علاقة بالأمر الواقع؟ العالم كله يعرف أن قطر هى الدولة الوحيدة فى العالم التى تفتقد فرقها الرياضية إلى جهود أبناء قطر.. وهى تعتمد اعتمادًا كليًا على ما يسمى تجنيس اللاعبين.. أى منحهم الجنسية القطرية ليس لسبب إلا أن يلقبوا باسم قطر ويفوزوا لها بالألقاب والكؤوس من أجل أن يفسحوا لقطر مكانًا فى قائمة الدول العظمى رياضيًا. التجنيس إذن هو سر فوز قطر وحصولها على كأس البطولة الآسيوية.. والتجنيس ليس له إلا معنى واحد دفع أموال كثيرة للاعبين موهوبين؛ لكى يوافقوا على أن تحمل جوازات سفرهم جنسية قطر وأن يرتدوا فانلة قطر ويلقبوا باسمها ويهتفوا بنشيدها الوطنى ويتظاهروا بالانتماء لقطر. الأموال التى تدفعها قطر إذن هى سر فوز قطر بالبطولة الآسيوية.. والأموال فى قطر لا تأتى إلا من مصدر واحد ووحيد.. الغاز الطبيعى.. ومن ثم فإن النتيجة المنطقية هى أن غاز قطر هو الذى فاز بالكأس وليس فريقها القومى. قطر فى حقيقة الأمر تدفع أموالا باهظة من أجل هذا التجنيس.. الأرقام بالطبع تبدو سرًا من أسرار الدولة القطرية لكن مؤخرًا قامت صحيفة إسبانية برصد تكلفة تجنيس لاعب كرة اليد وذلك من خلال مصادر خاصة جدًا.. وطبقا لما نشرته الصحيفة الإسبانية فإن الحكومة القطرية تدفع 40 ألف يورو للاعب كرة اليد مقابل موافقته على التجنيس واللعب باسم قطر ثم 90 ألف يورو عن كل مباراة يفوز بها الفريق، أما إذا حصل الفريق على البطولة فإن كل لاعب يحصل على ثلاثة ملايين يورو.. هذا هو ثمن لاعب كرة اليد طبقا لما نشرته الصحيفة الإسبانية، ولك بعد ذلك أن تحسب بنفسك ثمن لاعب كرة القدم.. اللعبة التى تفوق لعبة كرة اليد شهرة وجماهيرية. وتستطيع أن تستوعب بعد ذلك كله حجم ما أنفقته قطر من أموال على فريق كرة القدم القطرى المكون من 23 لاعبًا ليس من بينهم إلا خمسة لاعبين فقط ولدوا فى قطر. المسألة كلها فى النهاية مسرحية مدفوعة الثمن.. والثمن باهظ جدًا لا تقدر عليه إلا دولة مثل قطر، تحتفظ فى باطنها بثروة من الغاز الطبيعى.. وقطر بالطبع ليست الدولة الوحيدة التى تمتلك مثل هذه الثروة الهائلة، فهناك دول كثيرة تستطيع أن تفعل ما تفعله قطر وأكثر؛ لكنها لا تفعل لسبب واحد أن المجد والفخار لا يقيمان بالمال والثروة.. لكن قطر اختارت أن تكسر القواعد والمبادئ والأخلاق وتشترى المجد والفخار بالثروة.. والغريب والعجيب أن الأمير تميم يصدق أنه صنع المجد والفخار لبلده قطر. اقرأ معى خطبته العصماء أمام فريق بلاده المجنس بعد وصوله للمباراة النهائية فى البطولة الآسيوية أمام اليابان.. اقرأ لكى تصدق أنه يصدق. قال الأمير تميم: إن الفريق القطرى قدم مستويات جيدة جدًا وهو فريق شاب نعده للمستقبل.. والمؤكد أن الذى يقصده تميم بالمستقبل هو كأس العالم.. لما لا فكل شىء فى قطر يباع ويشترى حتى الأخلاق والمجد والتاريخ.. وإذا كان أمير قطر قد صدق نفسه وتصور أن فريق بلاده فاز بجهد أبناء بلده فهل صدق القطريون هذه الكذبة؟ نقلت كاميرات التليفزيون صورة لجماهير قطر وهى تشجع فريقها بمنتهى الحماس والجنون.. وكان ذلك فى الحقيقة مثار دهشتى شخصيًا فكيف يصدق هؤلاء القطريون أن فريقهم هو الذى فاز؟.. كيف اقتنعوا أن الذين يرتدون فانلة قطر.. من أبناء قطر.. واعترف أن دهشتى استمرت إلى أن عرفت.. وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون. أما الذى عرفته فهو أن الجمهور الفرحان المتحمس ليس جمهورًا قطريًا ولكنه مجموعة من الجماهير قامت حكومة قطر باستئجارهم خصيصا لتشجيع قطر. نشرت الصحف الإسبانية تقريرًا يؤكد أن الحكومة القطرية قامت بتأجير ستين مشجعًا إسبانيًا معروفين فى إسبانيا باسم مجموعة "رينتادوس" وهى مجموعة تشبه الأولتراس فى أدائها وتشجيعها. المهم أن الحكومة دفعت ثلاثة آلاف يورو لكل مشجع، بالإضافة إلى مصاريف إقامته فى فنادق الدوحة ومصاريف انتقاله من إسبانيا إلى الدوحة والعودة.. حتى الآلات الموسيقية التى يستخدمها هؤلاء المشجعون المرتزقة وفرتها لهم الحكومة القطرية. وإذا كنا فى مصر نقول: إن الذى توجد على رأسه بطحة فإنه يتحسسها فى كل لحظة فإنهم فى قطر راحوا يتحسسون بطحتهم دون أن يحدثهم أحد عنها. اعتبرت قنوات الإخوان فى قطر وتركيا أن ما حققه الفريق القطرى نصرًا رياضيًا وانتصارًا سياسيًا على دول الحصار الأربع، مصر والسعودية والإمارات والبحرين، وراح مذيعو هذه القنوات يدافعون عن تهمة التجنيس حتى من قبل أن يتهمهم بها أحد. وتسمع من يقول: إن ما فعلته قطر لا هو عيب ولا حرام، فقطر ليست وحدها التى تقوم باستخدام أسلوب التجنيس.. فرنسا فعلت ذلك قبلها وفازت بكأس العالم. ويستطرد الذين يتحسسون البطحة فيقولون: انظروا إلى الفريق الفرنسى.. نصفهم من السود.. أى أنهم ليسوا فرنسيين، ورغم ذلك لعبوا باسم فرنسا وفازوا بكأس العالم وحققوا المجد لبلدهم. والحقيقة أن الذى يقوله هؤلاء المتحسسون هو حق يراد به باطلا.. فكل الأجانب الذين لعبوا باسم فرنسا فى بطولة العالم.. ومنهم بالمناسبة النجم زين الدين زيدان.. ينتمون لأصول غير فرنسية لكنهم جميعًا إما ولدوا فى فرنسا بعد أن هاجرت عائلاتهم أو جاءوا إليها صغارًا وتعلموا فيها ودرسوا وتربوا وأصبحوا يشعرون بالانتماء لها. ومثل أى مسرحية هزلية يحتفظ المشاهدون بأكثر مشاهد المسرحية إضحاكًا وسخرية.. ثم يستعيدون المشهد مرة واثنتين وعشرة، لكى تستمر ضحكاتهم من المسرحية. وهكذا فعل مشاهدو مسرحية فوز قطر بكأس القارة الآسيوية.. أما هذا المشهد فقد كان داخل غرفة ملابس الفريق القطرى.. ولمدة 11 ثانية شاهد المتفرجون على شاشات التليفزيون لاعبى الفريق القطرى وهو يؤدى تدريباته قبل أن يخوض المباراة النهائية أمام اليابان.. ولم يكن تدريب اللاعبين من خلال محاضرة يلقيها عليهم مدرب الفريق ولم تكن أيضا تدريبات إحماء استعدادًا للمباراة وإنما كانت بروفة على النشيد الوطنى القطرى الذى سيتم عزفه بعد قليل فى الملعب والذى من المفترض أن يغنى ألحانه لاعبو الفريق القطرى. ألف مبروك لقطر.. ما لا تستحقه قطر.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2