كتب: على طه
قال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن مؤتمر ميونخ للأمن يعد من أهم المنتديات العالمية في مجال بحث الاستراتيجيات السياسية والأمنية والاستخباراتية، فضلا عن السمعة الكبيرة التي يتمتع بها المؤتمر نظرا لحضور شخصيات دولية متخصصة في جميع المجالات السياسية والاستخباراتية، والمجالات الخاصة بالتعاون الدولي في مجال الأمن.
وأضاف راضي - في لقاء خاص مع التليفزيون المصري اليوم الجمعة - أن الدورة الحالية للمؤتمر تعتني بالأمن العابر للحدود، والمعلومات المتعلقة بسبل مواجهة التحديات التي يواجهها العالم في الفترة الراهنة، مشيرا إلي أن الرئيس السيسي، التقي علي هامش المؤتمر، بممثلي شركة ألمانية متخصصة في مجال الأمن، وفي مجال المساحات الضوئية الخاصة بتأمين المنشآت، وهي من كبري الشركات العالمية في هذا المجال.
وأوضح أن المشروعات الحالية تحتاج إلي تأمينات شديدة، إضافة إلي المطارات، في ظل تزايد المخاطر والتطور الكبير في تقنيات الإرهاب الهجومية، وأن الرئيس السيسي التقي، كذلك، مع مجموعة 'أجورا' الاستراتيجية، وهي مجموعة تضم رجال أعمال من كافة الجنسيات وفي مجالات مختلفة، تقدم استشارات للدول.
ولفت إلي أن حوارا مفتوحا دار بين الرئيس السيسي وأعضاء المجموعة، وشرح الرئيس السيسي الأوضاع الحالية في مصر، وما مرت به من عام 2011 حتي اليوم، وأيضا تحدث الرئيس عن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أوشك علي الانتهاء بنجاح الدولة في المرحلة الخامسة منه، ولم يتبق سوي المرحلة السادسة وهي المرحلة الأخيرة للبرنامج.
وقال راضي إن الأسئلة التي تناولها لقاء الرئيس السيسي مع أعضاء المجموعة تمحورت حول فرص الاستثمار في مصر، خصوصا ظل الأمن والاستقرار الذي تحقق بشكل كبير، مؤكدا أن الأمن والاستقرار هما الأساس لجذب رؤوس الأموال الأجنبية، فضلا عن المشروعات الكبري التي توفر ملايين من فرص العمل في مصر، وتفتح المجال لكبريات الشركات للاستثمار في مصر، وهو ما قام الرئيس السيسي بشرحه بالتفصيل، حيث بين الرئيس أن هناك اتفاقات تجارة حرة تجمع بين مصر ودول المنطقة، سواء الأوروبية أو الإفريقية والعربية.
وأضاف أن ما قام به الرئيس من شروح لأعضاء مجموعة 'أجورا' من شأنه أن يعطي انطباعا بأن مصر من الممكن أن تكون قاعدة تصنيع للدول الأوروبية ومنها التصدير والنفاذ إلي تلك الأسواق سواء في أفريقيا أو الدول العربية أو أوروبا، منوها بأن التكلفة الخاصة بالعمالة المصرية تعتبر منخفضة بشكل ملحوظ مقارنة بتكلفة العمالة في أوروبا، نظرا لاختلاف سعر العملة، علاوة علي أن العامل المصري لديه الخبرة والموهبة في هذا المجال.
وتابع 'إن الرئيس السيسي قام بشرح الإطار التشريعي الجديد الموجود في مصر، وبالأخص قانون الاستثمار الجديد، والقانون المنفرد لمشروع محور قناة السويس، وهو مشروع عملاق به مناطق صناعية كبيرة، ومن جانبهم انتهز أعضاء المجموعة الفرصة، واستفسروا من الرئيس السيسي عن كافة النقاط التي تهمهم سواء من الناحية التجارية والاستثمارية، وأيضا السياسية، وتقييم الرئيس للأوضاع السياسية في المنطقة ومستقبلها سياسيا وأمنيا، وجهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف'.
وأشار إلي أن الرئيس السيسي أوجز الإجابات كلها في نقطة محددة وهي بناء الإنسان وهو أساس مكافحة الفكر المتطرف، من خلال التعليم والصحة والرقي بمستوي الخدمات، حتي لا يكون ضحية للاستقطاب من قبل الفكر المتطرف، وهو الأمر الذي يحوله إلي عنصر هدام في المجتمع، وقال إن الرئيس ضرب مثلا واقعيا علي ذلك بما حدث في ألمانيا واليابان حيث إنهم عانوا كثيرا من الحروب ولكنهم في نهاية المطاف بنوا بلادهم، وأصبحوا قاطرة للاقتصاد العالمي، وهذا لم يتأت إلا من خلال بناء الإنسان، وهو ما تعمل عليه مصر الآن.
ولفت إلي أن الرئيس السيسي أوضح، خلال اللقاء، أن مصر تقدمت خطوات كبيرة في مجال مكافحة الإرهاب، خاصة في محافظة شمال سيناء.
وقال راضي إن الإرهاب في سيناء لا ينتشر في المحافظة بأكملها وإنما في جزء صغيرة، حوالي 200 كيلو متر مربع، في حين أن مساحة سيناء تبلغ 60 ألف كيلو متر مربع، وهي نفس المساحة التي يعيش عليها الشعب المصري حول وادي النيل والدلتا، منوها أن الرئيس السيسي أكد أن العملية الشاملة في سيناء نجحت بشكل كبير جدا في تدمير البنية الأساسية التي تمتلكها العناصر الإرهابية في سيناء.
وأكد أن مصر ذات باع طويل وخبرة شديدة في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف علي عدة محاور، منها تصحيح الأفكار المغلوطة إضافة إلي الجهود الأمنية المبذولة من قبل قوات الجيش والشرطة، مذكرا بمبادرة الرئيس في يناير 2015، والتي دعا فيها إلي ثورة دينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي، بالإضافة إلي افتتاح الرئيس الرئيس السيسي، مسجد الفتاح العليم، وكنيسة ميلاد المسيح، وهذا، أيضا، يصب في نفس الإطار، موضحا أنه عندما تري الأجيال الجديدة الرئيس يفتتح الكنيسة والمسجد في نفس التوقيت من شأنه أن ينشئ جيلا جديدا علي المفاهيم السمحة، وهو ما يجعله عصي علي محاولات استقطابه من قبل الجماعات المتطرفة.
وحول الهجرة غير الشرعية، قال راضي 'إن الرئيس السيسي أوضح، خلال اللقاء، أن مصر قامت بمجهود كبير جدا في ضبط سواحلها وحدودها بشكل منفرد بدون أي مساعدات خارجية، ولم تسجل أي حالة تسلل هجرة غير شرعية منذ سبتمبر 2016 حتي اليوم، وهذا ناتج عن ضبط السواحل المصرية، والتعامل الإنساني من قبل مصر مع المهاجرين غير الشرعيين، حيث أوضح الرئيس لأعضاء المجموعة أن هناك أحياء كاملة داخل مصر لمهاجرين من دول مجاورة'.