لصحة عقلية أفضل .. مرحبا بحياة الريف

كتب: أحمد عاطف آدم

شئ ما يربطنا بريفنا الجميل بشكل أو بآخر ، هكذا ما نشعر به جميعا مهما جذبتنا أضواء المدن ، وهذا أيضا ما توصلت إليه نتائج تقرير موقع جريدة ديلي ميل الريطانية ذائعة الصيت ، والذي نشرته مؤخرا بخصوص تأثير الخضرة وأجوائها الخلابة علي أهل الريف ، عن غيرهم بالمدن .

وطرح د. كريستين إنجمان ، من قسم العلوم الحيوية بجامعة آرهوس الدنماركية وهو أيضا رئيس الفريق البحثي الذي أجري الدراسة سؤالا هاماً - وهو : لماذا أطفال الريف هم أقل عرضة للأصابة بالإكتئاب في وقت لاحق من حياتهم عن أقرانهم بالمدن ؟

ووجدت الدراسة التي أجريت على ما يقرب من مليون مواطن دنماركي أن الشباب الذين يعيشون في المساحات الخضراء كانوا أقل عرضة بنسبة ٥٥% لتطور اضطرابات الصحة العقلية . ويعتقد الباحثون أن تلك المساحات المكتظة باللون الأخضر تساعد بشكل واضح على خلق مجتمعات اجتماعية ، هذا بالإضافة إلى أنها تشجع الناس على ممارسة الرياضة . مما يحسن بدوره من التطور المعرفي للأطفال ، والذي قد يؤثر بشكل إيجابي على صحتهم العقلية. ووفقا لمظمة الصحة العالمية فإن هناك أكثر من ٤٥٠ مليون شخص حول العالم يعانون من من اضطراب في الصحة العقلية .

وتُظْهِر إحصاءات مؤسسة الصحة النفسية في المملكة المتحدة أن ١٩,٧ % من الأشخاص ممن هم فوق ١٦ عام كانوا يعانون من أعراض الاكتئاب أو القلق في عام ٢٠١٤ ، بينما يعاني نحو ١٦,١ مليون أمريكي كل عام من الأعراض نفسها وفقا لجمعية القلق والإكتئاب الأمريكية . وفي الدنمارك استخدم الباحثون بيانات الأقمار الصناعية التي تم جمعها بين عامي ١٩٨٥ و ٢٠١٣ لتقييم المساحة الخضراء حول منازل فترة الطفولة لحوالي مليون دنماركي ، ثم تم مقارنة هذه البيانات بخطر تطوير واحد من ١٦ اضطراب نفسي مختلف في وقت لاحق من الحياة بما في ذلك الفصام وفقدان الشهية والاكتئاب ، ووجد العلماء أن الأشخاص الذين تميزت بيئة نشأتهم بالكثير من المساحات الخضراء ، كانوا أقل عرضة لخطر الإصابة بالأمراض النفسية .