د. ناجح إبراهيم يكتب: زكى إبراهيم .. مجدد الصوفية

د. ناجح إبراهيم يكتب: زكى إبراهيم .. مجدد الصوفيةد. ناجح إبراهيم يكتب: زكى إبراهيم .. مجدد الصوفية

غير مصنف13-3-2019 | 21:41

من رآه لأول مرة كأنه يعرفه منذ زمن,قال"د/مهنا عن أول لقاء:لا زالت تلك اللحظة في وجداني وكأني في القرن الأول للهجرة,قلت لنفسي:إذا كان الشيخ كذلك فما بالنا بالصحابة والتابعين,أوصاه بصحبته العلامة الفرنسي رينيه جينو الذي أسلم وتسمي"عبد الواحد يحيي"وهو الذي منح د/عبد الحليم محمود الدكتوراه. كان فقيهاً وداعية ومحدثاً وأديباً وصحفياً وولياً لله,لم يكن يتكلم ليسمعه الناس ولكن ليسمعه الحق سبحانه,لم يكن يدعو الناس إلي الله فحسب ولكن يدخلهم علي الله,ولا يصف الطريق إلي الله بل يصحبك فيه,وهو لا يعرفك بالله دليلاً فحسب ولكنه يعرفك به شهوداً وعياناً,ولا يذكرك بالله في الصلوات فحسب ولكنه يذكرك به في الأنفاس واللحظات,ولا يحذرك من الشرك الجلي فحسب,ولكن أيضاً من الشرك الخفي. يعد الرائد في تجديد الصوفية كان يردد:"ليس التصوف رقص الراقصين ولا طبل وزمر وتصخاب وتهييج ولا هو الذكر بألفاظ ساذجة محرفات,ولا صعق وتشنيج ولا مواكب رايات ملونة فيها لما يغضب الله ترويج,ولا هو العمة الكبرى،ولا سبح حول الرقاب،ولا التعطل أو دعوى الولاية أو صنع الخوارق أو كذب وتدبيج ووشاح وعكاز,ولا نسب إلي النبي من البهتان منسوج,ولا الإجازات تشرى بالدراهم أو وظائف صرفها بالزيف ممزوج ولا مظاهر آثام الموالد،أو تكاثر برجال خيرهم عوج,وليس بالفلسفات الهوج ينقلها كالببغاوات جهلاً". وأوضح حقيقة بقوله:إن التصوف فقه الدين قاطبة,والفقه بالدين توثيق وتخريج,هو الكتاب وما جاء النبي به وكل شيء سوى هذا فممجوج،إن التصوف سر الله يمنحه من قد أحب،وحب الله تتويج,إن التصوف تحقيق الخلافة في أرض الإله وإلا فهو تهريج. وكان يري أن التصوف ترميم بناء الباطن بعد أن تحطم من داخله,وكان يقول"من قال برفع التكليف عنه هو نصاب,ومن قال ليس عليه صلاة فهو كذاب أشر" وهو أول من أدرك الخلل في الفكر الوهابي وميله نحو التكفير وحذر منه وكان رفيقاً للشيخ حسن البنا في التصوف فانفصل عنه بعد أن دخل في السياسة. وكان يرى أن توريث الإمامة في الطرق الصوفية للابن الأكبر للشيخ خطأ لا يمت للإسلام بصلة فالدين لا يكون بالوراثة لقول إبراهيم عليه السلام"قال"وَمِن ذُرِّيَّتِي"قال "لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ". حينما كان الشيخ زكى إبراهيم رائداً للعشيرة المحمدية كان د/عبد الحليم محمود نائباً له فعين شيخاً للأزهر فقال له:لا يصح أن تكون شيخاً للأزهر ونائباً لي فأجابه:مشيختى للأزهر بقرار إدارى ونيابتي لكم في العشيرة بفرمان رباني"دعوى"وما كنت مستبدلا الذي هو أدنى بالذي هو خير. أرسل الشيخ زكى رسالة للملك فهد حملها اللواء/زكى بدر يذكره فيها بعدم بناء دورات مياه في الحرم مكان منزل الرسول القديم في مكة,فاستجاب الملك وحولها لمكتبة للحرم,وهو الذي أصلح بين الوزيرين زكى بدر وعبد الحليم موسي. ومن أهم تلاميذه د/حسن عباس زكى,د/شيرين حلمي,د/علي جمعة,ود/سيد طنطاوى,د/مهنا,ود/مصطفي محمود,ود/عمر هاشم,ود/مجدى حسين وزوجته وابنه د/إبراهيم الذي قال إن الشيخ كان يعترف بالطب النفسي ويشجعه ويفصل كل من يفك الأعمال والسحر. وكان يحب الستر علي الناس ويعرف أنواع الناس ويوظفهم جميعاً بطريقته الفذة،وكان يكرر:مهمتنا تخريج القادة والمصلحين وليس حشد الجماهير,كان يري التصوف رحمة للناس,وحوله إلي مؤسسة متكاملة. سلمه السادات وشاح الرواد الأوائل,وسلمه مبارك وسام العلوم والفنون,ونوط الامتياز الذهبي. نعي الشيخ نفسه وكأنه يستلهم بعضاً من ميراث النبوة,فأنشد قصيدة"حديث الرحيل"قبل موته بعشرة أيام:وداعاً أيها الدنيا وداعاً/إلي دار الخلود وإن عصيت/فليس الله ينفعه سجودى/وليس يضره أني أبيت/فرحمته التي وسعت وعمت/ستشملني حتى لو غويت.

أضف تعليق

إعلان آراك 2