لعبة الموائد الخضراء

لعبة الموائد الخضراءلعبة الموائد الخضراء

أحوال الناس14-2-2017 | 13:43

كتب: رضا محمود
إنها لعبة الأذكياء.. لعبة الصفوة.. أرقى اللعبات الذهنية. هذا ما يطلقونه عليها فى العالم.. أما فنحن نجامل هذه اللعبة إذا أعددناها من الألعاب الشهيرة فهى لعبة مشبوهة سيئة السمعة برغم أن لها تاريخا مصريا عريقا وبرغم انها لعبة رسمية يشرف عليها جهاز الرياضة وتضمن كل الأندية الراقية.. أنها لعبة الموائد الخضراء ...... البريدج. قد يكون من المدهش ان البريدج من أكثر الألعاب انتشارا بين كافة الأعمار السنية فى مصر سواء بين الشباب فى الجامعات أو النوادى أو بين المراحل السنية المختلفة حتى الشيخوخة وهى تبدأ غالبا بلعبة أكثر انتشارا وهى الاستمتس ثم تطور إلى البريدج. صفحات مصرية ناصعة إلى البريدج: أما الغريب أن تاريخ اللعبة الذى يمتد إلى أكثر من أربعة قرون يحوى صفحات ناصعة للبريدج المصرى فى الفترة الحديثة رغم كل الصعوبات . تحمل مصر لقبين من أهم الألقاب فى تاريخ هذه اللعبة على مستوى العالم الأولى: هى بطولة العالم بل السيدات عام ١٩٦٠ وهو الإنجاز الذى لم يتكرر أو تقترب منه حتى الآن لا فى فرق السيدات أو الرجال أو الشباب أو الكبار أو الجامعات فئات التى يتم فيها التنافس عالمايا.. أم الإنجاز الثانى.. فهو الحصول على المركز السادس عالميا فى دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية فى سولت لبك سيتى بكندا عام ٢٠٠٤. والعبرة هنا ليست فقط بالمركز المتحقق ولكن بالإسهام لأن هذه الرياضة هى الوحيدة التى رفعت علم مصر فى أى دورة للأبعاب الأوليمبية السنوية منذ إنشاءها على مدار أكثر من ٧٥ عاما وقد دخلت البريدج كلعبة استعراضية تمهيدا لضمها لقائمة الألعاب الأوليمبية الشتوية وهو مالم يحدث لأسباب سنتعرف عليها فيما بعد. ليست قمارا مشكلة رياضية  البريدج فى مصر أنها تلعب بكروت الورق «الكوتشينة» ولذا فنقع تحت فكرة ألعاب القمار أو القهاوى وهو ما تبتعد تماما عليها فالبريدج لا يوجد بها أى نسبة للحظ وليست النقود عنصرا أساسيا  بها كالبوكر أو الألعاب المتعمدة على العوامل نفسها فقط اللهم إلا إذا تمت المراهنة على الفوز مثلها فى ذلك مثل أى لعبة أخرى ككرة القدم مثلا أو سباق الخيول..

مسئولون غير مسئولين

وقد يكون من المنطقى أن يتولد هذا الانطباع عند العامة بسبب قصور إعلامى أو عدم شعبية اللعبة أما عند المسئولين فهو أمر مستغرب جدا فقد رفض المجلس الأعلى للجامعات فى العام الماضى طلبا للاتحاد المصرى للبريدج بتشكيل فريق للانضمام لبطولة العالم للجامعات لتفقد بذلك مصر الريادة الأفريقية والعربية فى هذا المجال.. حيث أن الأرقام تقول إن مصر هى الأولى عربيا وإقليميا وأفريقيا فى كافة منافسات هذه الرياضة ولا تقارعها إلا جنوب أفريقيا ومن بعيد وقد كان الطلب الموجه بإدراج اللعبة فى أجندة البطولة أسوة بالشطرنج كرياضة ذهنية وهو ما يتسق مع التعامل العالمى حيث أن الدول المتقدمة تمارس هذه اللعبة إما فى المدارس أو على مستوى الجامعات.

أرقى الألعاب

البريدج فى مصر متواجد فى العديد من الأندية وتتميز الأندية التى تدرج البريدج فى انشطتها بالرقى نسبيا حيث أنه بدأ فى أندية الجزيرة وسبورتنج وهليوبوليس من خلال الجاليات الأجنبية  وانتقل إلى أندية الصيد والزهور والأهلى واليخت وهليوليدو.. والعديد من الأندية الأخرى ومؤخرا ظهر بقوة ناديين قويين هما وادى دجلة  والربوة وحصد العديد من البطولات وذلك بفضل الميزانيات الكبيرة نسبيا التى رصدت لاستجلاب أفضل اللاعبين وخاصة نادى الجزيرة لانهاء احتكارها للبطولات على مدى نحو عشرين عاما أن الربوة حصد الدرع العام للعبة هذا العام للعالم الثالث على التوالى إلا إنه لم يحقق سوى بطولة الدرجة الثانية حيث فاز سبورتينج السكندرى ببطولة الدورى للدرجة الأولى لأول مرة رغم تاريخه الطويل وفاز الزهور ببطولة الكأس لأول مرة فى أول مشاركة فى هذه البطولة. عمر الشريف علامات مصرية ولمصر فضل آخر كبير جدا على هذه الرياضة عالميا وقد انتشرت أخبارها فى معظم وسائل الإعلام العالمية من خلال نجم نجوم مصر الممثل العالمى عمر الشريف كلاعب مثل منتخب مصر فى أكثر من مناسبة وله فيها العديد من الكتب وشرائط الكمبيوتر وهو أحد اللاعبين المميزين جدا فى تاريخ اللعبة والذى كان بمثابة السراج الذى جذب العديد من الشباب لهذه الرياضة.. ومن الشخصيات المصرية التى أثرت فى هذه اللعبة على المستوى المحلى والعربى أيضا الأستاذ عبد العزيز الشافعى رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة الأسبق وهو واحد من أفضل لاعبى مصر فى تاريخها وهو لم يبخل بأى شىء فى سبيل رفعتها وتحسين صورتها.. نادية مكرم عبيد وهناك العديد من الشخصيات البارزة من دبلوماسيين وأستاذة جامعات ورجال مال وأعمال يعشقون هذه اللعبة ويمارسونها بانتظام مثل خالد جمال عبد الناصر ونادية مكرم عبيد والعديد من الشخصيات البارزة والبريدج بحكم العادات الاجتماعية فقد تم تكوين العديد من أندية السيدات فقط فى مختلف أرجاء العالم ولكن أكبر الأندية للسيدات فى العالم هو نادى السيدات هو نادى السيدات المصرى.. وتمتلك إحدى سيدات مصر الراحلات لقبا يستحق أن يضمه كتاب مسوعة جينس للأرقام القياسية وهى السيدة الراحلة جوزفين مرقص التى رحلت عن عالمنا منذ سنتين بعد أن ظلت عضوا بمنتخب مصر للسيدات على مدى ٥٠ عاما وهو مالم يحدث لأى إنسان فى العالم فى أى رياضة.
    أضف تعليق