- دعم الإمارات لمصر من باب رد الجميل
- بناء مدرسة أو منارة علمية ورصف طريق أفضل من بناء ألف مسجد.
- بنك أفكار للعمل الخيري مطلب ضروري.
حوار: ياسرالبحيرى
أكد الدكتور ميرزا الصايغ مدير المكتب التنفيذي لهيئة آل مكتوم الخيرية العالمية، على مواصلة حكومة دولة الإمارات العربية ومنظماتها الخيرية بدعم مصر من باب رد الجميل والعرفان الذى أوصى به الراحل سمو الشيخ زايد ال نهيان رئيس دولة الإمارات لأهل مصر، ليس دعما لتيار معين أو جهة ما.. بل دعم ومساندة من أشقاء مصر فى ظل ظروفها الراهنة.
وأوضح فى حواره لبوابة "دار المعارف" خلال زيارته الأخيرة للقاهرة إلى أن هيئة آل مكتوم شرعت فى وضع منظومة جديدة لإنهاء حالات الثأر فى صعيد مصر، كذلك تأسيس بنك للأفكار المشروعات الخيرية، من أجل التجدد والاستمرار فى عمر العمل الخيرى وتقديم النفع العام، نظرا للمستجدات التى تمر بها العديد من المجتمعات الفقيرة، والبعد عن النمطية فى تقديم الخدمات الخيريةن ما سبق وقضايا أخرى يتضمنها الحوار التالى:
· ماذا عن نشأة ومهام وأهداف مؤسسة " آل مكتوم" الخيرية؟
- هيئة آل مكتوم،هى مؤسسة خيرية أخذت الصبغة العالمية، بدأت رحلتها فى ميادين العمل الخيرى والإنسانى فى عام 1997، وكانت أول نواة فى نشاطها هو بناء المركز الإسلامى بأيرلندا، لتكون إشعاع ثقافى دعوى فى الغرب، وهذه المؤسسة بدأها سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، والهيئة يمتد نشاطها فى أكثر من 69 دولة فى العالم.
وتنطلق أهداف الهيئة من إحساسها تجاه أبناء الوطن العربي والإسلامى، بتقديم العون للأسر الفقيرة، وكفالة أيتام، ومشاريع خدمية كحفر آبار، وبناء المساكن، وإنشاء محطات تنقية المياه، وصولا إلى الخدمات الاعتيادية مثل إفطار صائم، وتيسير رحلات الحج والعمرة لغير القادرين ، وتجهيز الحقيبة المدرسية، والمشروعات الصغيرة للأسر الفقيرة.
أهم المشروعات
· ما أهم مشروعات الهيئة فى مصر؟
- بتوجيه ودعم من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبى ورئيس هيئة ال مكتوم الخيرية بضرورة مضاعفة أنشطة الهيئة خلال العام الجاري، التوسع فى مشروعاتها الخيرية من باب رد الجميل لمصر الشقيقة، وتتنوع المشاريع بداية من تقديم السلال الغذائية وحملة الكساء ولحوم الأضاحى ومساعدة الأيتام والمرأة المعيلة إلى دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، والعمل على إنشاء المدارس وبناء المساجد ، إلى جانب الحملات المتنوعة مثل حملة " قلوب رحيمة "، التى استهدفت إجراء آلاف عمليات القلب المفتوح للمرضى، وحملة " نحن معكم" وغيرها من المشروعات.
نوعية الخدمات
· العمل الخيرى فى عالمنا العربي والإسلامى ظل قاصرا لسنوات طويلة على بناء المساجد والمستشفيات، فكيف تنظر لمتطلبات خدمات العمل الخيرى اليوم؟
- فعلا ظل العمل الخيرى لسنوات طويلة يسير فى إطار واحد فقط من حيث نوعية الخدمات التى يقدمها، وهذا كان مقصورًا على بنية تفكير العمل الخيري، لذا شرعنا من خلال مؤسسة آل مكتوم أن يكون لهذا العمل قنوات أخرى خيرية لا تقل قدرًا وإنسانية عن بناء المساجد، وذلك بعقد المؤتمرات العلمية والخروج بحلول وتوصيات تساعد المجتمع، فقد جل اهتمامنا بتقديم المنح الدراسية للطلاب، من أجل تقديم العون له ولمجتمعه المحيط، ولهذا أقول: إن رعاية بحث علمى نافع ومفيد أو رصف طريق عام، أو حفر بئر كى يشرب الناس منه هى أفضل من بناء ألف مسجد، لهذا نعمل جاهدين للإنفاق فى أوجه العمل الخيرى النافعة للبشرية، إعمالا للحكمة التى تقول " مساعدة فقير ماليًا أمرًا ليس بكاف لإنهاء مشكلته، ولكن مساعدته على أن يكون له مصدر مستمر لسد حاجته هو الأهم".
[caption id="attachment_289115" align="alignnone" width="621"]
الدكتور ميرزا الصايغ أثناء حواره مع الزميل ياسر البحيرى[/caption]
· أعلنت مؤسسة آل مكتوم عن تأسيس بنك لأفكار العمل الخيرى.. فما هى فكرة هذا البنك؟
- " بنك لأفكار العمل الخيري" هى إحدى الأفكار الجيدة التى ننادى بها من أجل استمرار العمل الخيرى، وتحسين أحوال الفقراء والمحتاجين، وهو بحق أمر مهم، لذا شرعت المؤسسة فى الإعلان عن هذا البنك والذى يتلقى الأفكار لمشروعات وأبحاث تفيد الفقراء على مستوى العالم العربي والإسلامى أو العالمي، من أجل توصيل الإعانات لمستحقيها، ونتطلع لأفكار مبتكرة ودراسات جدوى للمشروعات المقدمة.
الثأر
· إنهاء قضايا الثأر فى صعيد مصر من أهم أطروحات مؤسستكم الخيرية.. فما أوجه التوافق بين العمل الخيري ووئد النزاعات القبلية؟
- كما قلت لك أنفًا: إن العمل الخيرى لا بد أن يكون له أوجه متعددة فى حياتنا المعاصرة ، ولا بد أن يغير مساره حتى يتواكب مع متطلبات الأمة العربية والإسلامية، ومن هذا المنطلق نرى أن قضايا الثأر فى صعيد مصر من أعقد المشكلات، التى تعجز الجهات الرسمية على حلها، لأنها موروث ثقافي متجذر، لذلك قمنا بمبادرة قلوب رحيمة " لا للثأر"، حيث دعونا من خلالها طرفي النزاع بين القبيلتين المتصارعتين، نعقد الصلح فى محيط الكعبة المشرفة بمكة، وفى هذا الإطار تقدم مؤسسة ال مكتوم دعوة لأداء فريضة الحج أو العمرة على نفقتها، لأن هذا المكان تصفو فيه النفوس، وقد نجحنا فى إنهاء 30 خصومة ثأرية منذ انطلاق الحملة.
·وكيف تثمن دور القائم بالعمل الخير فى رسالته التى يقدمها؟
- العمل الخيرى هى المرتبة الثانية، التى تلى مرتبة الرسل والأنبياء ، امتثالا لقول الله سبحانه وتعالى " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" سورة الحج آية 77 ، كما أن الله سبحانه وتعالى يوصف المنفق فى سبيل الله بأنه من المتقين كما فى قوله سبحانه فى الآية الكريمة " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون" سورة البقرة.
والعمل الخيرى من المقاصد الأساسية لشريعة الإسلام، حيث يقدم المسلم الخير والعون لكل من هو فى أمس الحاجة إليه، سواء كان صديقا أم عدوا أم مسلما أم كافرا، إنسانا أو حيوانا، لأن جميع الرسالات السماوية والمذاهب والأنظمة تتخذ من العمل الخيرى منهجًا وسبيلًا لإيصال رسالتها، لذلك فالعمل الخيرى من أفضل الأعمال فى الدنيا، لأنها تدخل السرور على كل محتاج يقضى عنه دينا أو تقدم له خبزا.
نظرة خاطئة
·لا تزال النظرة تجاه العمل الخيرى بأنه مهمة مؤقتة، أو تعبير عن التقصير فى العمل الحكومي فما صحة هذه المقولة؟
-هى نظرة خاطئة، فالعمل الخيري هو رسالة تكميلية أو معالج لبعض القصور فى الخدمات الرسمية المقدمة للناس بسبب ظروف معينة، وأحيانا يصل مستوى العمل الخيري ليفوق العمل الحكومي، لهذا فإن قدرة العمل الخيري على تحقيق أهدافه أكبر من قدرة العمل الحكومي أو الرسمي فى أحيانا كثيرة، نظرا لتوفر كافة سبل النجاح فى هذا العمل سواء بشريا أو ماديا، لذا فإن وحدة أوروبا جاءت بناء على طلب الجمعيات الخيرية التى ظهرت بعد الحرب العالمية، فكانت الدعوة لاتحاد أوروبا مسألة سهلة فيما بعد.