يفتح الشرق الأقصى أبوابه مجددا مستقبلا قائد أدرك المخاطر وتجاوز الصعاب وحقق الآمال وصنع مع شعبه علي أرض الواقع تجربة فريدة ينظر لها العالم كونها تمثل الصمود والتحدي في إقليم تشتعل به النيران من كل جانب .. أنها التجربة المصرية.
للمرة الثانية يتم دعوة مصر لحضور قمة العشرين أحد أهم التجمعات الاقتصادية والتي تكونت بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في أواخر تسعينات القرن الماضي ،فهذا التجمع الذي خلق من رحم الأزمة يقدر ويحترم تجارب الدول التي لديها القدره علي تجاوز الازامات ،وبالتالي لم يكن هناك أفضل من التجربة المصرية ليتم دعوتها ضمن إطار الطرح لنماذج ناجحة في ظل توترات إقتصادية عالمية باتت مقلقة ،البعد الاقتصادي الناجح للدولة المصرية ليس هو السبب الوحيد لدعوتها لحضور قمة العشرين ولكن أيضا نجاحها السياسي والذي أتاح لها الاستقرار الداخلي وتحسن العلاقات مع كافة دوائر السياسية الخارجية حتي استطاعت مصر الجلوس علي مقعد رئاسة الاتحاد الأفريقي ،وبالتالي هي أيضا اليوم في اليابان تمثل تطلعات وآمال الشعوب الأفريقية والتي تأمل في تنمية حقيقة تعوضها سنوات الاستعمار وتبعاته.
إصلاحات إقتصادية صعبة في ظل حرب علي الإرهاب تخوضها الدولة بالمواجهة المسلحة وأيضا من خلال البناء والتنمية الممتد في كافة شرايين الوطن محققة أرقام قياسية أبهرت العالم بالإضافة لبناء الانسان والذي يعد أحد أهم مقومات هذه التجربة سواء علي صعيد تطوير المنظومة الصحية وإنقاذ المواطن المصري من شبح فيرس "سي" او علي صعيد تطوير المنظومة التعليمية ، أيضا تجربة مصر الرائدة الخاصة بالتواصل مع الشباب وتأهيلهم لتولي المناصب القيادية ،وبالطبع تمكين المرأة وما شهده من تطور ملحوظ ،هذا بالتزامن مع نجاح مصر للعودة كلاعب إقليمي مؤثر في كافة القضاية الاقليمية والدولية ،كافة هذه العناصر وغيرها شكلت أركان التجربة المصرية التي تكتمل وتطور كل يوم بعرق ودماء المصرين في ظل قيادة سياسية قادرة علي انجاز المهمة الصعبة ،ومن هذا المنطلق يأتي التواجد المصري في قمة العشرين تتويجا بل اعترافا دوليا بما أنجزه الشعب المصري بكافة أركانه من نجاحات ملموسة يتابعها العالم أجمع ،التجربة المصرية أمامها فرصه جديدة لتنطلق الي آفاق أرحب بعد المشاركة الناجحة في قمة العشرين بما تمثله هذه المشاركة من دفعه جديدة للعلاقات الاقتصادية بين مصر وشركائها الدوليين.