جمال رائف يكتب : الفلاشا ليسوا عبيدا لإسرائيل !

جمال رائف يكتب : الفلاشا ليسوا عبيدا لإسرائيل !جمال رائف يكتب : الفلاشا ليسوا عبيدا لإسرائيل !

* عاجل6-7-2019 | 19:23

نيران العنصرية تشتعل في دولة القومية الواحدة فقد  بعد ان أعادت الأفارقة مجددا لعصور الاستعباد غير معنية بتاريخ النضال الأفريقي الذي هزم العنصرية وتحرر من قيود العبودية ،وظنت ان يهود الفلاش عبيدا. إسرائيل لديها ازمه حقيقة تتمثل في عدد سكانها المحدود والذي لا يرتقي لطموحات الكيان الصهيوني الاستيطانية وبالتالي فكرت في يهود إثيوبيا حتي تملئ المستوطنات التي يرفض المواطن الإسرائيلي ان يسكنها خاصة انها في أماكن متطرفة ،وبالتالي سعت إسرائيل لمطالبة إثيوبيا بالسماح ليهود الفلاشا بالهجرة الي تل أبيب ولكن قوبل الطلب في البداية بالرفض ومع حاجة إثيوبيا للسلاح من أجل السيطرة علي الأوضاع في الداخل وايضا تحقيق مكاسب علي صعيد  نزاعتها الحدودية عقدت الصفقة السرية وبعد محاولات انتقل خلالها عشرات آلاف من يهود الفلاشا الي إسرائيل خلال الفترة من عام 1977 حتي عام 1991 حيث كانت  عملية التهجير الكبري والتي سميت  بعملية سليمان  وبدأت الطائرات تحمل يهود الفلاشا الي تل أبيب ليصل عددهم الان نحو 150 آلف. تطورت العلاقات بين إسرائيل وإثيوبيا بشكل ملحوظ في عهد رئيس الوزراء الأثيوبي ميليس زيناوي الذي حرص علي زيارة إسرائيل وكان في استقبالة  رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها شارون وذلك في عام 2003 ، مما نتج عنه أيضا استمرار هجرة آلاف الفلاشا الي إسرائيل التي تعاملت معهم كونهم مواطنين من الدرجة الثانية وبين الحين والآخر تظهر الاحتجاجات الغاضبة من العنصرية الإسرائيلية والتي تميز علي أساس لون البشرة ،مما دفع أصوات يمينية في الكنيست للدعوة   لغلق أبواب الهجرة أمام يهود الفلاش القادمين من إثيوبيا واقع الأمر يقول ان احتجاجات  يهود الفلاش هذه المره هي الأعنف خاصة ان أحوالهم المعيشية باتت سيئة للغاية ويفتقرون إلى العيش الكريم ،والأهم ان هذه المشاهد لها تأثير سلبي علي العلاقات الإسرائيلية الإفريقية بشكل عام والتي عمل نتنياهو علي توقيتها منذ عام 2016 من خلال جولته الأفريقية والتى تضمنت 4 دول بمنطقة شرق القارة وحوض النيل وهي أوغندا  وكينيا ورواندا وإثيوبيا والتقى 7 زعماء لدول أفريقية من بينهم رئيس جنوب السودان وكان بصحبته ما يقارب من 80 رجل أعمال إسرائيلى للتوقيع على العديد من الإتفاقيات وزيادة الإستثمارات فى هذه الدول الأفريقية، ليكون نصيب كل دولة 50 مليون شيكيل من الإستثمارات. المدرك لطبيعة المواطن الإفريقي الذي ذاق مرار الاستعمار يدرك أن هذه المشاهد ستترك أثر عميق لدي الشعوب الأفريقية التي ستري من إسرائيل نموذج جديد للمستعمر القديم الذي استغل الثروة البشرية  الأفريقية من خلال  تجارة الرقيق وهذا لإعمار العالم الجديد (أمريكا اللاتينية) وأيضا أوروبا. كشف الكيان الصهيوني عن وجهه الحقيقي أمام الأفارقة لتظهر نواياه الخبيثة ولكن الأهم ان لا تكرر الشعوب الأفريقية أخطاء الماضي وتنخدع بأكاذيب المستعمر الجديد.
أضف تعليق

المنصات الرقمية و حرب تدمير الهوية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2