د.ناجح إبراهيم يكتب: مات العباسى .. وسيظل العلم مرفوعاً

د.ناجح إبراهيم يكتب: مات العباسى .. وسيظل العلم مرفوعاًد.ناجح إبراهيم يكتب: مات العباسى .. وسيظل العلم مرفوعاً

غير مصنف7-7-2019 | 01:15

كان الجنود المصريون ينظرون إلي خط بارليف بغيظ وحنق،أما أهالى القناة فيكرهون نقاطه الحصينة التى كانت تصب عليهم الجحيم،ومن إحداها انطلقت المدفعية الغادرة فمزقت الشهيد عبد المنعم رياض.
 ومن مزاغله تم قنص عشرات الجنود المصريين قبل بناء الساتر الترابى المصرى,آه يا خط بارليف ست سنوات وأنت جاثم علي الضفة الشرقية،والمصريون فى كمد وغيظ ينتظرون اليوم الذى يعبرونك أو يحطمونك. كان خط بارليف أشبه بالأساطير حتى ظن الإسرائيليون أنه لن يقهر،أنفق عليه نصف مليار دولار أواخر الستينات،شارك فيك أكبر المهندسين العسكريين,دشمه تتحمل قذائف الطائرات والمدفعية وقوية التسليح مع الرفاهية للجندى الإسرائيلي الذى يعيش فيه.
كم حيرت الخبراء العسكريين السوفيت,حتى قال بعضهم:يحتاج إلي قنبلة نووية تكتيكية لتدميره وعبوره,وإذا بمحمد أفندى العباس يرفع العلم فوقه بعد أن قتل كل الإسرائيليين المحصنين بالدشم تحت ستر نيران المدفعية المصرية،فعلها الجندى البسيط. لم يصمد خط بارليف الذى كان يعرف عسكرياً بأنه أقوى خط دفاعى فى التاريخ أمام عزيمة وبطولة محمد العباسى ورفاقه. لم يهزمهم خط بارليف ولا ساتره الترابى الذى بلغ من 20-22 متراً,زاوية ميله الحادة بدرجة 45 تمنع صعود الآليات بل والجنود،ومن يصعد سيتم تدميره.
هزم العباسى ورفاقه وزملائه الساتر الترابى وأزالوا بفكره باقي زكى العبقرية 3 مليون متر مكعب من الأتربة فعبرت المدفعية والمدرعات للضفة الشرقية. وهذه الفكرة أنقذت أرواح 20 ألف جندى كانوا طلائع العبور وكان منهم العباسى وكانوا لا يستطيعون البقاء هكذا في مواجهة المدرعات والطيران الإسرائيلي دون وصول المدرعات المصرية سريعاً للشرق. خط بارليف الذى يبلغ طوله 17 كم وعرضه 12 كم مع دشم عسكرية حصينة مسلحة بأحدث الأسلحة تغلب عليه أمثال العباسى,جندى مصرى بسيط من قرية القرين شرقية والتى قاومت معسكرات الانجليز في القناة مراراً.
 حفظ القرآن كاملاً وحصل علي الشهادة الإعدادية واتجه للزراعة حتى دخل الجيش بعد النكسة,تدرب بإخلاص سنوات أعطاه القرآن شحنة معنوية هائلة,كان يمنى نفسه أن يقهر هذا الخط. جاء اليوم الموعود وحانت ساعة الحسم وإذا بالعباسى يعبر القناة مع رفاقه ويسبقهم صاعداً الساتر الترابى غير مكترث بالألغام أو النيران حوله حاملاً رشاشه هاتفاً"الله أكبر"مطلقاً نيرانه علي الجنود الإسرائيليين في الدشم وهو عارى الصدر لا يستره إلا الله حتى وصل إلي أعلي الساتر قبل الجميع ونادى علي قائد الكتيبة ناجى وهو لا يصدق نفسه"مبروك يا ناجى مبروك يا ناجى"فيرد عليه المقدم ناجى"مبروك يا عباسى ..
ارفع علم مصر يا بطل"فأنزل العلم الإسرائيلى ورفع علم مصر مكانه. شاء الله لهذه اللحظة الفاصلة أن تكون قدر العباسى العظيم,شاء الله أن يشرفه بها,لا يأتى تشريف الله وقدره الجميل جزافاً,فالله يختار من عباده من يستحقون شرف الأقدار العظيمة الغير مسبوقة،للطاعة رجالها وللنصر رجاله وللشهادة أهلها. انطلقت مصر بعدها تردد"محمد افندى رفعنا العلم"وانطلقت أغنية المجموعة التى كنا نحفظها في شبابنا"رفعنا العلم"وكتب الشعراء ومنهم صلاح جاهين عن"محمد أفندى أول من رفع العلم". واليوم مات العباسى أول من رفع العلم عن عمر 72 عاماً وسيموت الأبطال واحداً إثر آخر,ومن لم يمت شهيداً في الميدان سيموت في بيته كخالد بن الوليد ليرددوا جميعاً"لا نامت أعين الجبناء"وليرددوا"سلمنا لكم العلم مرفوعاً فحافظوا عليه". ستموت أجيال وراء أجيال وستبقى أعلام مصر مرفوعة وسيخلد الأبطال حتى وإن ماتوا علي فراشهم مثل قدوتهم خالد بن الوليد.
أضف تعليق