نادية صبره تكتب: «النيويورك تايمز» تفضح إرهاب قطر

نادية صبره تكتب: «النيويورك تايمز» تفضح إرهاب قطرنادية صبره تكتب: «النيويورك تايمز» تفضح إرهاب قطر

*سلايد رئيسى29-7-2019 | 15:34

كشفت جريدة النيويورك تايمز الأمريكية الأسبوع الماضي مفاجأة غير سارة للنظام القطري لم يكن يتوقعها على الإطلاق وبدا ذلك واضحاً من التخبط في التصريحات والتلعثم الواضح من "لولوة الخاطر" المتحدثة باسم الخارجية القطرية والذي بدا أقرب إلى الاعتراف منه إلى التبرير...

قامت الجريدة بعمل تحقيق حول ما أسمته التنافس القطري الإماراتي على التواجد في الصومال مما نتج عنه تورط الدوحة في عمليات إرهابية شهدها الصومال لدعم مصالحها وتعزيز وجودها فقد نشرت الصحيفة تفاصيل مكالمة مسربة تجمع بين رجل الأعمال القطري " خليفة كايد المهندى" وبين السفير القطري في مقديشيو " حسن بن حمزة هاشم" تبادلا خلالها التهاني بشأن انفجار وقع في 11 مارس الماضي في ميناء " بوصاصو" الصومالي الذي تديره دولة الإمارات وقال " المهندى" بالحرف للسفير القطري إن أصدقاء قطر نفذوا الهجوم وأن هذا يعزز مصالح قطر لتتولى هي إدارة الميناء!

تسجيل " النيويورك تايمز" قطع الشك باليقين وعزز ما كان يشتبه فيه الكثيرون عن وجود علاقات لقطر بالإرهاب في الصومال وأن هناك تقارير أمنية أمريكية تؤكد ضلوع قطر في تمويل حركة الشباب الإرهابية وهي إحدى الجماعات التابعة لتنظيمي الإخوان والقاعدة والتي قامت بالعديد من الهجمات الإرهابية كان آخرها تفجير انتحاري في مكتب عمدة مقديشيو في الرابع والعشرين من يوليو الجاري أثناء اجتماع أمني، كما أن تقريراً لوزارة الخزانة الأمريكية يؤكد أن "عبد الرحمن بن عمر النعيمي" يعيش في قطر بحرية تامة رغم أنه على علاقة وثيقة بزعيم هذه الحركة!

وبالرغم من أن علاقة قطر بالإرهاب ليست بجديدة لكن هذه المرة الأمر بات مختلفاً فهناك مكالمة مسجلة وتقرير تنشره إحدى أكبر الصحف الأمريكية ويأتي بعد أقل من أسبوعين من ضبط الأمن الإيطالي لصاروخ حراري تابع للجيش القطري بحوزة النازيين الإيطاليين والشئ اللافت أن هذه المكالمة تمت في الثامن عشر من مايو الماضي وهو نفس اليوم الذي التقى فيه السفير القطري برئيس وزراء الصومال " حسن خيري" ليؤكد دعم قطر للحكومة الصومالية وهو شئ ليس مستغرباً من وجهة نظري للسلوك القطري الشاذ الذي يعمل بنظام الوجهين فهو يقدم الدعم للدول في العلن وفي الخفاء يضع يده في أيدي الإرهابيين الذين يقوضون أمن واستقرار الدول.

تورط المخابرات القطرية وبصماتها أصبحت واضحة في كل الأعمال الإرهابية التي تشهدها الصومال وتشهدها كل المنطقة فرجل الأعمال القطري "خليفة كايد المهندي" الذي حاول بيان الخارجية القطرية التنصل منه وإدعاء أنه لا يحمل أي صفة رسمية ولا يعبر إلا عن وجهة نظره الشخصية هو أحد أقرب المقربين من أمير قطر " تميم بن حمد" بل واصطحب الأمير أثناء رحلته إلى أندونيسيا وظهر من قبل في ليبيا وسوريا بشخصيات مختلفة كما اتهمته صحيفة تونسية منذ عامين بأنه عمل في تونس على دعم ميليشيات إرهابية في ليبيا وأنه رجل استخبارات أصلاً والدوحة تطلق عليه صفة رجل أعمال كغطاء له!

ولم يتطرق الرد القطري لدور السفير القطري وهو الطرف الثاني والأهم في هذا التسجيل والذي لم يبدِ أي امتعاض لتنفيذ تلك التفجيرات لصالح قطر وأنها تمت بواسطة عملاء لها...

ويبدو هذا واضحاً عندما قال له "المهندى" بعبارات لا تقبل التأويل "إن القطريين يعرفون من هو المسئول عن التفجيرات والقتل!

فإذا كان المهندى على حسب زعمهم لا يمثل قطرًا فمن الذي يمثله السفير القطري؟

ألا يكفي أن شخصاً مثل "حمد بن جاسم" عراب السياسية القطرية ومهندس صفقات السلاح والتطبيع مع إسرائيل لا أحد يحاكمه رغم أن أياديه ملطخة بدعم الإرهاب وهو أول من استضاف الإرهابيين في الدوحة بل لايزال يلعب دوراً من خلف الستار رغم استقالته من رئاسة الوزراء وهو بالطبع دوراً استخباراتي لا يتم الإعلان عنه ولكنه واضح كوضوح الشمس في كل تصريحاته وتغريداته المحرضة على دول المنطقة.

إن العالم أصبح يعاني من ازدواجية السياسة القطرية وبثها الرعب والإرهاب والفوضى لتثبت أن لها دوراً على المسرح الدولي أكبر من حجمها السياسي حتى وإن كان على حساب أمن الشعوب وسفك دمائها.

إن ما تفعله أموال قطر في دولة عربية مثل الصومال يتكرر في دول عربية أخرى مثل ليبيا واليمن وتونس ومصر فهل يكون ما نشرته " النيويورك تايمز" والذي يُعد فضيحة لقطر بكل المقاييس لمن يرى ويسمع هو بداية جادة لفضح الإرهاب القطري العابر للقارات؟ وأنه حان وقت معاقبة قطر وتقليم أظافرها كما قال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي؟ ولو أنني أرى أن قطر لا ينفع معها تقليم أظافر لكنها تحتاج إلى قطع أياديها الممتدة بالمال والسلاح للإرهابيين.

أضف تعليق

تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2