كتب: عمرو فاروق
وجه خلال الساعات الماضية عدد كبير من شباب الإخوان، مجموعة من الرسائل الخاصة إلى قيادات ومشايخ الجماعة، التي كشفت عن حجم الخلافات والأوضاع بينهم داخل السجون وخارجها.
طالب شباب الإخوان في رسالتهم الأخيرة قيادات الجماعة داخل السجون وخارجها، بترك سلطة التنظيم لمن هم الأجدار على قيادة شؤون الجماعة، واتخاذ قرارات حاسمة من شأنها تدفع للوساطة مع النظام السياسي المصري، والإفراج عن شباب الإخوان .
وأشار شباب الإخوان، إلى أنه قد أقر هذه الرسالة الموجهة لقيادات ومشايخ الإخوان سواء داخل السجون وخارجها، صياغةً ومضمونا ونصا ومحتوى، (350) من شباب الجماعة، معظمهم من داخل هذا السجن، إضافة لأكثر من 1000 إخواني، وافقوا على مضمونها ومحتواها دون الإطلاع على صيغتها ونصها النهائي، بسبب صعوبة التواصل كثيرا مع السجون الأخرى.
وأوضحت رسائل شباب الإخوان: " إن الوضع داخل السجون بات مقلقا جدا، جموع المعتقلين باتت منهكة ولا تطيق ذرعا بأبسط الأمور، بات اليأس حليفها، وفقدان الأمل رفيقها، والغلبة وقلة الحيلة والقهر وصفها ونعتها، المحنة اشتدت وطالت".
وأضافت رسالة شباب الإخوان :" باتت العورات مكشوفة وسُجِن الشباب مع الشيوخ، ورأى الرجل عوار أخيه، واحتدمت المشاكل الصغيرة وكبرت، وبرزت الاختلافات الفكرية بين الشيوخ والشباب، حتى أن الشباب أصبح لا يرى من الشيوخ والقيادات إلا سجنا داخل السجن، رأينا من القيادات داخل السجون العجب العُجاب، عقول لا يعقل أبدا أن تكون لأصحاب مناصب داخل جماعة هي الأكبر ، أفكار غير منطقية، اهتمامات أقل ما يقال عنها أنها تافهة، وسعي وراء مناصب حتى ونحن في السجون، وخلافات على أتفه الأشياء، وتصدير للشباب.. شعارات كاذبة، ثبات مزيف، وادعاءات لا تمن للحقيقة ولا الواقع بصلة، تَقَمّص للتحمل والصبر، وهم أول المتعبين وأشد المنهكين، واليأس تمكَّن منهم كما تمكن منا، ولكن هيهات للمكابرة أن تفنى منهم، فأصبحوا يخسرون يوما بعد يوم من شعبيتهم وشبابهم ومحبيهم، وباتت السجون التي كانت تطلق الجماعة عليها وصف معسكرات إيمانية خسارة كبيرة للجماعة، تستهلك أفرادها وتُفنِي شبابها ، وتفقدهم الثقة فيهم".
وأشار شباب الإخوان في رسالتهم: "إننا نحن شباب المعتقلات إخوانا وغير إخوان، ندعو جميع قيادات جماعة الإخوان داخل وخارج سجون وحدود مصر، أن يتحركوا بكل ما أوتوا من قوة تجاه حل لأزمتهم مع النظام في مصر، وأن لا يترددوا في أخذ خطوة للوراء تحفظ لهم ما تبقى من بقايا جماعة وتحفظ عليهم القليل القليل ممن تبقى من شبابهم، وأيضا ليحفظوا لنا أعمارنا ومستقبلنا وحاضرنا، وما تبقى من كرامتنا وإنسانيتنا".
وأضافت : "إننا لنرفض كل ما يُرفَع إليكم من تصوير للأوضاع داخل السجون من ثبات وصمود وعلو همة عن طريق القيادات الصغيرة المنتشرة داخل السجون، والله لهي أبعد ما يكون عن الصورة الحقيقية، وإن أكثر ما تسمعه تلك القيادات جمل من قبيل (حِلُّوها بقى، مش هتخلصونا من السهراية دي)، وهم يعلمون جيدًا أن الوضع خلاف ما يقولون، بل إن الكثير من تلك القيادات تُمسي تلعن السجن والقهر الذي صرنا فيه وتصبح تُغرِّدُ بكلمات الثبات والصمود عكس ما تضمر بداخلها، وتترقب أي قوائم للعفو وتبحث عن أسماءها فيها".
وأوضحت رسالة من شباب الإخوان إلى قياداتهم: "إننا أبدا ما حاولنا فتح التواصل بيننا وبينكم اليوم لنلقي باللوم عليكم في قرارات كانت سببا للوصول إلى ما نحن فيه اليوم، ولا جئنا نحملكم المسؤولية كاملة في الوضع الحالي، فلا شك عندنا أن ما بدر منكم لم يكن إلا من باب الاجتهاد، وبحسن نية، وما خرج منا أحد مكرها ولا مرغما ، ولا أقدم على شيء إلا بإرادته، حتى وإن كانت القيادة لكم ولكننا نرسل إليكم بحكم أنكم الطرف الثاني في المشهد والأزمة بعد النظام، وأنكم أصحاب القرار، لكن وقبل أن نبلغكم مغزى تلك الرسالة، دعونا نرفع لكم وضوح رؤية عن أوضاعنا داخل السجون المصرية".
وأكد شباب الإخوان في رسالتهم: " إننا نُقِرُّ نحن الشباب بأن السجن أصبح أكبر مؤثر على أفكارنا وتوجهاتنا، وليست الشواهد عنكم ببعيد، فمن الشباب من دخل السجن دون أي فكر أو توجه، وكوَّن فكره وتوجهه داخل السجن، ومنهم من كان صاحب فكر وتوجه وأفقده السجن فكره ومنحه فكرا آخر، لكن أكثر تلك الأوجه انتشارا هم هؤلاء.. من دخلوا السجن يحملون فكر الإخوان وانتزعه منهم السجن، انتزاعا، ومنحه فكًرا آخر أو تركه دون أي أفكار، فتصبح جماعة الإخوان أكثر المتضررين بطول الأزمة وطول أمدها..
وطرحت رسالة شباب الإخوان سؤالا حول وضع الازمة الداخلية.. ما الدور الذي تمارسه القيادات داخل السجن وخارجه لإنهاء الأزمة ؟! أو بشكل أصح : هل تسعى الجماعة لإيجاد حل؟، أم أنكم حقًا تنتظرون أن يثور الشعب في مصر كما قال القيادي د/ محمود حسين ؟! ..أي عقل ومنطق يصدق هذا ؟! ألم تعوا الدرس".